الخليج والعالم
بطش السلطة الخليفية يفتك بمعتقلي سجن "جو"
تواصل السلطات البحرينية بطشها بحقّ المساجين والمعتقلين ظلمًا وعدوانًا؛ وفي تطور جديد، كشف مدير "مركز البحرين للحقوق والديمقراطية" (بيرد) سيد أحمد الوادعي عن أنَّ حالة تشنُّج حصلت للسجين السياسي "زهير" أثناء خروج سجناء 4 زنازين في مبنى 9 – عنبر رقم 1 في سجن "جَو" ما اضطر زملاءه في الزنزانة إلى طرق الباب لكي يُنقل السجين ويتمّ علاجه، فرد عليهم شرطي يُدعى "توفيق" بالقول: "دعه يموت".
وأوضح الوداعي، في تغريدة على "تويتر"، أنَّه بعد ضغط السجناء ودقّهم الأبواب فتح الشرطي باب الزنزانة رقم 7 الموجود فيها زهير، لنقله إلى العيادة، لكنَّ الشرطي أقفل في الوقت نفسه باب "الفنس" (ممر السجن) الأمر الذي ردَّ عليه السجناء برفضهم الرجوع إلى زنازينهم واعتصامهم في الممرّ.
وفي السياق نفسه، أكد الوادعي أنَّ السجناء في سجن "جَوْ" يشكون من إهمال إدارة السجن الشديد لهم، مشيراً إلى أنَّ سجناء 5 زنازين مضربون حالياً عن الطعام، مؤكداً وجود مطالب عدة للسجناء أبرزها توفير العلاج ووقف الإهمال الطبي بحقهم.
وقال الوداعي إنَّ السجناء اشتكوا من إلغاء إدارة السجن مواعيدهم الطبية في شهر رمضان تحديداً، وأضاف أنَّه يتم تأخير إعطاء الدواء للسجناء المرضى والمصابين بداء السكري والضغط لساعات عدة، لافتاً الانتباه إلى أنَّ بعضهم لا يستطيع تناول الإفطار قبل أخذ الدواء.
ولفت الانتباه إلى أنَّ سجناء زنازين رقم 12و11و10و9و7 في الطابق الأرضي للسجن مضربون عن الطعام حالياً.
وأضاف الوداعي أنَّه بسبب الاحتجاج، قطعت إدارة السجن الاتصال العائلي عن سجناء مبنى رقم 9 ولم تُفْتَح زنازين الغرف التي لم يضرب سجناؤها عن الطعام، قائلاً: "يقضى السجناء 24 ساعة في زنازينهم المقفلة".
وكشف عن أنَّ الإدارة أرسلت الوكيل مروان الحضيري لتهديد السجناء الذين ردَّ عليه أحدهم مطالباً بتغيير دوام عناصر الشرطة بما في ذلك الشرطي توفيق، الذي قال عن المعتقل المريض زهير عاشور "دعه يموت"، وقال السجناء لمروان: "إنَّك إنت أيضاً طائفي"، ورفضوا التعاطي معه.
وأكد الوداعي أنَّ السجناء رفعوا مطالبهم مكتوبة إلى إدارة السجن من ضمنها توفير العلاج والرعاية الطبية، وأثاروا الإهمال الطبي الذي يتعرَّض له المعتقل عبدالوهاب حسين.
وعددَّ الوداعي مطالب السجناء كالتالي: تغيير مسؤول دوام عناصر الشرطة بسبب سوء المعاملة والتعامل بشكل طائفي حاط بالكرامة، وتحديداً الشرطي توفيق ومحاسبته، وتوفير ضمانات برعاية صحية جادّة وعدم التساهل في الحالات المستعجلة، وتوفير العلاج للرموز المعتقلين وعلى رأسهم عبدالوهاب حسين.
وفي سياق متصل، كشف الأمين العام الأسبق لجمعية "وعد" المعارضة، إبراهيم شريف، عن أنّ أحد الرموز المعتقلين قال له: "والله سنصبر على هذا الإهمال المتعمّد، وإنْ متنا في السجن فإنّنا سنموت وقوفاً".
وعلّق شريف، في تغريدة على "تويتر" على ما أخبره به الرمز المعتقل، قائلاً: "هكذا عرفتهم (الرموز المعتقلون)، ومن حق الناس أنْ تفخر أنّ لديها زعامات وطنية صامدة أمينة على مصالحهم لا تعرف الانكسار أو اليأس".
من جهتها نوّهت الناشطة إبتسام الصائغ إلى تعرض الشيخ ميرزا المحروس الى اصابة في ظهره اثناء نقله بالمصفحة التركية قبل شهر، وفي تغريدة لها أكدت أن الشيخ المعتقل يعاني من آلام الإصابة. وأوضحت "كانت السيارة مظلمة والكراسي ضيقة من حديد واثناء مرورهم على دوار، فقد الشيخ توازنه وسقط لطالما اشتكى الرموز من هذه الناقلة، لماذا تصر ادارة سجن جو بنقلهم بها؟".
يذكر أنه في 7 شباط/فبراير الماضي، قال سجناء سجن جو المركزي إنهم سيواصلون حراكهم السلمي حتى تحقيق مطالبهم. وأكد السجناء في بيانهم بأنّهم تفاجئوا من تصلّب المسؤولين وإدارة السجن في عدم الاستجابة لمطالبهم البسيطة، والتي تتمثل في ضمان حق ممارسة الشعائر الدينية، وحق التشمس وحق الرعاية الصحية اللازمة، وإلغاء العزل الأمني. وكان السجناء قد بدأوا اضراباً عن الزيارات والاتصال بأهاليهم منذ 8 كانون الثاني/يناير الماضي، لكن الجهات المعنية -بحسب البيان- لم تستجب لمطالبهم المشروعة والمكفولة.
وتابع البيان "للأسف الشّديد تفاجأنا بتصلّب مسؤوليّ وادراة سجن جَوْ المركزيّ وعدم تجاوبهم مع مطالبنا رغم بساطتها". وأضاف السجناء "جميع العقلاء ومن يتحلون بحسٍ انسانيٍّ يعلمون بأنّ هذه الحقوق -التي نطالب بها- إنّما هي حقوق أساسيّة، يجب ضمانها وحمايتها، فلا يجوز -تحت أيّ حجة- تجاوزها وابتزاز سجناء الرأي بها". وأكد السجناء "وعلى إثر ذلك، قررنا -نحن سجناء الرأي في البحرين (تحديدًا في المباني: 7 – 8 – 9 – 10) توجيه رسالتنا إلى النيابة العامّة والسّلطة القضائيّة، مطالبين إياهم بتحمّل مسؤوليتهم المهنيّة والأخلاقيّة، فهم جزء من المشاكل التي نتعرض لها"، مبينين أن "الكلّ يعلم بأنّ النيابة العامّة فبركت القضايا السّياسيّة، والسّلطة القضائيّة أصدرت الأحكام الجائرة بحقّنا".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024