الخليج والعالم
الخارجية الإيرانية: اللبنانيون هم المعنيون بحلّ أزمتهم
شددت وزارة الخارجية الإيرانية على أن حل الأزمة اللبنانية يكون في لبنان ومن قبل اللبنانيين أنفسهم، مشيرة إلى أن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يمكن أن يساعد في حل وإنهاء هذه الأزمة.
وخلال مؤتمر صحافي عقده اليوم، جدّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني موقف بلاده القاضي بعدم التدخل في شؤون لبنان، معتبرًا أن أولويات إيران بالنسبة للبنان هي المساعدة في حل المشاكل الاقتصادية.
وأشار كنعاني إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة إلى لبنان، وقال: "إن الجهات اللبنانية الرسمية والشعبية قد رحبت بالاتفاق على استئناف العلاقات الإيرانية - السعودية وتنتظر تأثير هذا الاتفاق بفارغ الصبر على مشاكل لبنان الداخلية المعقّدة".
وأضاف كنعاني: "بناءً على هذه الاجواء كان لا بد لوزير الخارجية الإيراني من زيارة السلطات اللبنانية وإجراء مباحثات قيّمة معها. وكما نعلم أن المشهد السياسي اللبناني يشهد مأزقًا سياسيًا معقّدًا، وإن انتخاب رئيس الجمهورية يمكن أن يساعد في حل وإنهاء هذا المأزق".
إيران تصرّ على عدم التدخل في الشؤون اللبنانية
وحول إمكانية مساعدة إيران في إنهاء الجمود السياسي اللبناني، شدّد كنعاني على "أنه لطالما أصرّت إيران على عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية ولاسيما في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية"، مؤكدًا أن "حل مشاكل اللبنانيين يكون في لبنان نفسه ومن قبل اللبنانيين أنفسهم".
وفي جانب آخر من مواقفه تطرق كنعاني إلى العلاقات الاقتصادية الثنائية بين إيران ولبنان، فلفت إلى أن "من أولويات إيران المساعدة في حل مشاكل لبنان الاقتصادية وأنه من الممكن تعزيز العلاقات الاقتصادية في حال تشكلت الإرادة السياسية لذلك في لبنان".
وأشار كنعاني إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت قامت في وقت سابق بتقديم مقترحات في هذا الصدد وأبدت استعدادها ولديها القدرة التقنية على تلبية جزء من احتياجات لبنان وخاصة الكهرباء، ولكن السلطات اللبنانية وبفعل الضغط الأميركي قد فرضت قيودًا على هذه الاقتراحات".
الخليج جزء من الهوية التاريخية والثقافية في المنطقة
وفي جانب آخر من حديثه، أكد كنعاني أن الخليج هو "جزء من الهوية التاريخية والثقافية في المنطقة والجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر تعزيز أنّ تعزيز العلاقات على أساس سياسة الجوار مع دول الخليج هو العامل الأكثر أهمية في تحقيق الأمن المشترك وهو ما تؤكد عليه دائمًا".
وبشأن العلاقات مع الدول الأوروبية ودول الجوار، قال كنعاني إن "العلاقات الثنائية هي دائمًا طريق لكلا الجانبين، ويعتمد تحقيق تطور العلاقات وتقدمها على الإرادة السياسية واتخاذ خطوات عملية لتنفيذ تلك الإرادة".
وتابع في هذا السياق مكررًا ومؤكدًا أن "التركيز على آسيا والجيران والشرق لا يعني تجاهل المناطق الأخرى بحيث إن إيران لم تحصر نفسها في مجال معين في مجال العلاقات الخارجية".
أمّا فيما يتعلق بأوروبا، أكّد كنعاني جديّة الجهود المبذولة من قِبل إيران لبناء علاقات مهمة ومتينة مبنية على أساس الاحترام المتبادل، ولكن لسوء الحظ، فإن نظر الجانب الأوروبي في بعض القضايا مثبّط لتحفيز استمرار العلاقات وتطويرها.
وأشار كنعاني إلى النقاش حول خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي)، معتبرًا أنه باتباع السياسة الخاطئة للولايات المتحدة الاميركية، ربط الجانب الأوروبي العلاقات الثنائية بالوضع المعقد الناجم عن السياسة الخاطئة للولايات المتحدة وعرقل العلاقات في المجال الاقتصادي.
وأكّد كنعاني أن العلاقات الثنائية تقوم دائمًا على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وليس على النظر من موقع متفوق وفرض قيم سياسية محددة وجعل العلاقات الثنائية مشروطة بقضايا سياسية معينة لأن ذلك هو أمر خاطئ وقد تصرفت أوروبا بنفس الطريقة التي تصرفت بها أميركا.
إيران لا تتهاون في الدفاع عن مصالحها الوطنية
وفي شأن الاستيلاء على السفينة الإيرانية من قبل الأميركيين وقبل الاستيلاء على ناقلة النفط الأميركية، لفت كنعاني إلى تأكيد إيران مرارًا وتكرارًا أنه حيثما تكون المصالح الوطنية الإيرانية مهددة من قبل أي جانب فقد أثبتت إيران عمليًا أنها ليست مُقيّدة اليدين وعلى الأقل تقوم بالرد بالمثل على أيّ عدوان تتعرض له وليست عاجزة في الدفاع عن مصالحها الوطنية".
وعن الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني إلى سوريا، أوضح كنعاني أن هذه الزيارة مخطط لها وستنفذ حسب الخطة الموضوعة، مشيرًا إلى الاتفاقات الجيدة التي تم التوصل اليها خلال زيارة الرئيس السوري مسبقا إلى ايران.
وأكد كنعاني أهمية العلاقات الإيرانية – السورية، لافتًا إلى وجود تعاون استراتيجي وناجح بين البلدين وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي إشارة إلى دخول سوريا مرحلة إعادة الإعمار، أعرب كنعاني عن استعداد ايران لأن تكون إلى جانب سورية في جميع المجالات والظروف كما كانت بالسابق إلى جانبها في الحرب ضد الإرهاب.
زيارة الرئيس العراقي لإيران
وتطرق كنعاني إلى زيارة الرئيس العراقي لإيران، فأوضح أنها "تأتي في سياق استمرار المشاورات الرفيعة المستوى بين البلدين في قضايا مختلفة في المجالات الثنائية والإقليمية والدولية".
وأشار إلى وجود قضايا محددة بين إيران والعراق كقضية المياه والحق في استخدامه، معتبرًا أن هذه القضية أحد الموضوعات المهمة في المحادثات الإيرانية -العراقية المشتركة ويتمّ تناولها بأفضل الطرق لتوفير المصالح المشتركة سواء في الأطر الثنائية (بين إيران والعراق) أو الإقليمية (بين إيران والعراق وتركيا وسوريا).