الخليج والعالم
قطع المصرف المركزي الإيراني علاقته بالدولار محور اهتمام الصحف الإيرانية
سلّطت صحف إيرانية صادرة صباح اليوم الثلاثاء (9/5/2023) الضوء على تصريح لمحافظ المصرف المركزي الإيراني محمد رضا فرزين في اجتماع مع مجلس التجارة والصناعة العماني، إذ قال إن "السياسة الاستراتيجية للمصرف المركزي الإيراني هي قطع العلاقات مع الدولار في النقد الأجنبي والتجارة".
وذكرت صحيفة "كيهان" أن فرزين أشار خلال الاجتماع إلى "جاهزية المصرف الكاملة لتقليص وإزالة تبادل الدولار من دورة المعاملات التجارية"، مضيفًا أن "أسس إجراء المعاملات الاقتصادية والتجارية على أساس العملة الوطنية لإيران والدول والشركاء التجاريين بما في ذلك عمان باتت متاحة بالكامل".
وأضافت الصحيفة أنّ "فرزين لفت إلى توسع العلاقات التجارية بين إيران وسلطنة عمان العام الماضي"، وتابع: "بالإرادة السياسية التي تشكلت بين إيران وسلطنة عمان نما حجم العلاقات الاقتصادية بين البلدين بنسبة 40% في العام الماضي ووصل إلى مليار و800 مليون دولار"، وقال: "يمكن بالتأكيد أن يتم هذا الحجم من التبادلات باستخدام العملة الوطنية للبلدين في شكل اتفاقية نقدية ثنائية".
وبحسب "كيهان"، أكد فرزين "ضرورة استخدام البطاقات المصرفية المشتركة بين الشبكة النقدية والمصرفية لإيران وعمان من أجل تسهيل العلاقات التجارية والأنشطة الاقتصادية لمواطني البلدين".
ونقلت الصحيفة عن غلام حسين شافعي رئيس غرفة التجارة الإيرانية تأكيده "ضرورة الاستثمار المشترك في إيران وسلطنة عمان"، وقال إن "تحقيق 3 مليارات دولار للتجارة بين البلدين في فترة قصيرة ليس بعيد المنال".
مساع أميركية لعرقلة الاتفاق الإيراني-السعودي
من جهة اخرى، أشارت صحيفة "إيران" إلى "تصريح لجيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي ردًا على التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، اي استئناف العلاقات بين طهران والرياض"، وذكرت أن "سوليفان تحدث عن أن واشنطن منحت "تل أبيب" حرية التصرف"، واعتبرت أن ذلك "يدل على أن رجال الدولة الأميركيين استخدموا القضية النووية كذريعة لتحضير سياسي هادف للخلاص المستحيل للنظام الصهيوني".
ووفقًا للصحيفة، زعم سوليفان أنه "إذا حاولت إيران صنع "قنبلة نووية"، فإن الولايات المتحدة ستعترف بحرية "إسرائيل" في التعامل معها"، في وقت لم يذكر حتى أي مفاوضات لرفع العقوبات.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "أهمية هذه التطورات تبرز بشكل خاص، بعد ما حاولت "تل أبيب" مواصلة عملية المصالحة مع الجهات العربية في الأشهر والسنوات الأخيرة ووضع إيران في مكانها كعدو للعالم العربي"، واعتبرت أنّ "أي حدث من شأنه أن يخلق انفتاحًا في العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والدول العربية خاصة السعودية، سيخيب آمال السلطات الصهيونية ويجعلها تعتمد مرة أخرى على تحالفها مع واشنطن لتغيير الوضع الحالي".
ولفتت إلى أن "صحيفة "الغارديان" البريطانية ذكرت أنّ كل العلامات الصغيرة والكبيرة في عملية المصالحة بين طهران والرياض حقيقية وصادقة، مؤكدة أن نتائج هذا الاتفاق على المنطقة ستتسارع في نهاية المطاف، وقالت إن ذلك يمكن أن يكون بمثابة ختم موافقة على تراجع نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط وإضعاف "إسرائيل""، حسب ما أفادت "إيران".
وتابعت الصحيفة: " على الرغم من أنّ الولايات المتحدة الأميركية حاولت الحد من مجال عمل إيران من خلال تعزيز حلفائها في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة يبدو أنّه في الصراع مع إيران إما عن طريق الوجود العسكري المباشر أو عن طريق دعم الإرهاب، لم يحصد شيئًا سوى الفشل".
وأضافت "إيران": "بالتزامن مع هذا الموقف توجه سوليفان إلى الرياض قبل 3 أيام ليبذل أقصى جهده لاستئناف عملية تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض، وكانت الرحلة التي أعلن عنها تساحي هنغبي مستشار الأمن الداخلي للكيان الصهيوني أن نظامه يعلق آمالًا كبيرة عليها في فكّ حالة الجمود في العلاقات بين تل أبيب والرياض".
استعداد إيران للتوسط بين سوريا وتركيا
بدورها، تحدثت صحيفة "مردم سالاري" عن تصريحات للرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي قال فيها إنّ "إيران مستعدة للعب دور في حل مشاكل وصراعات سوريا وتركيا، لما لها من نفوذ ومكانة مهمة في المنطقة".
وذكرت الصحيفة أن السيد رئيسي أشار خلال زيارته سوريا إلى أن "الوضع في العالم يتغير اليوم نتيجة المقاومة"، وقال: "اليوم الولايات المتحدة وبعض دول الغرب والكيان الصهيوني لم يعد لديهم موقعًا كما في السابق، وهناك قوى جديدة تظهر في العالم".
وبحسب الصحيفة، لفت رئيسي إلى أن "إيران والسعودية دولتان كبيرتان في المنطقة وعودة علاقتهما ببعضهما البعض يمكن أن تعدل المعادلات في المنطقة بطريقة تجعل القوة الإقليمية ودول المنطقة تمامًا على طريق نصرة المقاومة والسعي للحقوق والعدل"، معتبرًا أنّ "النقطة المهمة هي أنه حتى في ذروة الخلافات بين إيران والسعودية، شدد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي على ضرورة التركيز على أميركا والنظام الصهيوني باعتبارهما الأعداء الرئيسيين للعالم الإسلامي، ولم نعتبر السعودية قط عدونا ولن نعتبرها أبدًا".
وأضاف رئيسي: "كانت هذه هي سياسة جمهورية إيران الإسلامية الأساسية، وأعتقد أن مرور الوقت سيجعل الحقائق أكثر وضوحًا للعديد من البلدان"، وقال: "عندما وقعت سوريا في قبضة التكفيريين و"داعش" ووقفت إيران إلى جانبها، اعتقدوا جميعًا في البداية أنّ "داعش" جماعة تسعى للحرية وتسعى للحق، وبالتالي اعترضوا على سياستنا، وكانوا مخطئين للغاية وهذه المجموعة كانت جماعة إرهابية أنشأها الأميركيون والصهاينة"، حسبما أفادت الصحيفة.
وتابع رئيسي: "في قمة أستانا التي عقدت في طهران بحضور الرئيسين الروسي والتركي، أكدنا القبول بسيادة الحكومة السورية على جميع المناطق الإقليمية لهذا البلد من قبل جميع الأطراف، وأعرب الجانب التركي عن قلقه من حدود تركيا مع سوريا وضرورة انتشار القوات في المناطق الحدودية لهذا البلد، لكننا ذكرنا بوضوح أنّ تأمين الحدود وإزالة انعدام الأمن لن يكون ممكنًا إلا بسيادة الحكومة السورية على جميع أجزاء البلاد".
وأكّد رئيسي أننا "نتفهم قلق بعض جيران سوريا، لكن الحل لهذا القلق ليس الاستيلاء على جزء من الأراضي السورية، بل قبول سيادة الحكومة السورية على جميع أنحاء هذا البلد".
وقال: "نحن مستعدون للتوسط من أجل علاقات جيدة بين البلدين الجارين تركيا وسوريا، لقد أعلنا هذا الموقف بالفعل، والآن نعلن أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة للقيام بدورها في حل مشاكل وصراعات الجانبين بالنظر إلى المكانة المهمة التي تحتلها في المنطقة وتعتبر من الأطراف الجادة وذات النفوذ في المنطقة".