الخليج والعالم
باكستان بعد اعتقال عمران خان.. المشهد الى تأزّم
سلّطت "مجموعة صوفان" الضوء على الأحداث التي شهدتها باكستان في أعقاب اعتقال رئيس الوزراء السابق عمران خان، وتحدثت عن مخاوف متزايدة من لجوء الأجهزة الأمنية إلى تدابير أكثر قساوة من أجل إخماد المظاهرات.
وقالت المجموعة إن شعبية خان ازدادت في الوقت الذي حاولت الحكومة والجيش تكثيف الحملة ضده، وأضافت إن الإضطراب المتزايد في البلاد يأتي بينما تواجه البلاد تحديات في التعامل مع تداعيات الفيضانات و"الإرهاب الجهادي" ونسب تضخم "خارجة عن السيطرة"، فضلًا عن التوتر الإقليمي الناتج عن سيطرة حركة "طالبان" في أفغانستان، ووجود حكومة من التيار القومي المتشدد في الهند.
كذلك أشارت المجموعة إلى أن الكوارث المتصلة بالتغير المناخي مثل الفيضانات أودت بحياة مئات الأشخاص، فضلًا عن مئات الآلاف.
وتطرقت إلى تنامي نشاط حركة "طالبان" في باكستان على الحدود مع أفغانستان، لافتة إلى أن هذه الجماعة تقوم باستهداف قوات الأمن الباكستانية، وذكّرت بالتفجير الانتحاري الذي استهدف مسجدًا في بيشاور في شهر شباط/فبراير الماضي، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 100 شخص.
واعتبرت أن الاقتصاد الباكستاني على حافة الهاوية، وذلك في ظل الارتفاع الكبير في نسب التضخم، مشيرة إلى أن إسلام أباد اقتربت من التخلف عن تسديد الديون.
وحذرت المجموعة من أن انعدام الاستقرار السياسي يجعل من مواجهة هذه التحديات مهمة أصعب بكثير، إذ أن الحكومة ستنشغل في إنهاء الأزمة الحالية.
كما حذّرت من أن المؤشرات ليست مشجعة، معتبرةً أن باكستان قد تجد نفسها قريبًا وهي تنزلق نحو الدولة الفاشلة في ظل تردي الوضع الاقتصادي.
استهداف المنشآت العسكرية في باكستان
في سياق متصل، قال الباحث الأميركي آدم وينشتاين في مقالة نشرت على موقع "Responsible Statecraft" إن استهداف المنشآت العسكرية في باكستان هي ظاهرة نادرة، على الرغم من أن اعتقال السياسيين والمظاهرات الحاشدة تعتبر ظاهرة مألوفة.
وأشار الكاتب إلى أن بعض خصوم خان السياسيين قالوا إن احتجازه جاء نتيجة صراعه مع المؤسسة الأمنية.
وتابع أن جهات منتقدة لخان وحزبه السياسي "حركة الإنصاف" أعربوا عن تضامنهم مع رئيس الوزراء السابق، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما حذّر الكاتب من أن اعتقال خان يزيد من حدة الأزمة السياسية التي كانت في حالة تصعيد أصلًا، ومن أن ما يحدث يصب الزيت على النار بينما تقترب البلاد من شفا الكارثة الاقتصادية.
كذلك حذر من أن التداعيات لا تقتصر على خان وحده، اذ إنها تشكل صفعة قوية لمساعي باكستان من أجل تخطي الأزمة الاقتصادية والحصول على الدعم الإقليمي.
وتابع الكاتب أن الموضوع يحمل معه تداعيات محتملة على صعيد العلاقات الأميركية الباكستانية، وأن الأزمة تشكل معضلة لواشنطن بينما تحاول الأخيرة دعم العملية الديمقراطية في باكستان، وفي الوقت نفسه الحفاظ على علاقات ودّية مع كافة الأحزاب المعروفة والتعويل على المؤسسة العسكرية الباكستانية كشريك في "محاربة الإرهاب".
وخلص الكاتب الى أن صدور أيّ تعليق من واشنطن سواء بشكل معلن أو خلف الأبواب المغلقة قد يُلحق الضرر، مُحذرًا من أن تدخل الولايات المتحدة في صراع سياسي داخلي سيكون خطره غير حكيم.