الخليج والعالم
العراقيون يستذكرون فتوى الجهاد الكفائي ومجزرة "سبايكر" الدموية
بغداد: عادل الجبوري
احياءً للذكرى السنوية التاسعة لصدور فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد علي السيستاني، وارتكاب مجزرة قاعدة "سبايكر" الجوية في محافظة صلاح الدين من قبل عصابات "داعش" الارهابية، شهدت مختلف المدن والمحافظات العراقية خلال الأيام القلائل الماضية فعاليات ونشاطات مختلفة، تمثَّلت بالتجمعات الجماهيرية، والمهرجانات الأدبية، والبيانات السياسية، والندوات الأكاديمية، والحلقات النقاشية، التي سلطت بمجملها الضوء على أبعاد ودلالات ومعطيات فتوى الجهاد الكفائي، وأهمية إبراز جوانبها المتعددة، فضلًا عن استعراض الجرائم البشعة التي ارتكبها "داعش" الارهابي عند اجتياحه للبلاد في صيف عام 2014، لا سيما مجزرة "سبايكر" التي راح ضحيتها حوالي ألف وسبعمائة شاب من طلبة القوة الجوية، والذين كان أغلبهم -إن لم يكن جميعهم- ينحدرون من مدن الجنوب والفرات الأوسط.
وكذلك ثمَّنت تلك الفعاليات الدور المشرف الذي اضطلع به الحشد الشعبي العراقي وكل الذين لبوا نداء المرجعية الدينية وحملوا السلاح دفاعًا عن الأرض والمقدسات والحرمات، ليهزموا "داعش" في النهاية ويحبطوا كل المخططات التي أُريد من ورائها إغراق البلاد بدماء أبنائها.
السوداني: فتوى المرجع السيستاني أفشلت المخططات العدوانية
وخلال زيارته لمقر هيئة الحشد الشعبي، واجتماعه بقيادات الحشد، قدَّم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، التهنئة إلى أبطال الحشد الشعبي بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لتشكيله، واستذكر ملاحم الحشد البطولية التي دوّنها بتضحياته الجليلة وهو يقارع الإرهاب، إلى جانب القوات الأمنية البطلة.
وبحسب بيان صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء، أكَّد السوداني "أنَّ الفتوى المباركة للسيد السيستاني أفشلت المخططات العدوانية وقلبت الموازين، ونتج عنها تشكيل هذه القوة الوطنية التي أحبطت المخططات الإرهابية، وكانت سببًا للنصر الذي تحقق على عصابات "داعش" الإرهابية، وكانت أيضًا بمثابة انطلاقة جديدة للعراق وشعبه نحو الوحدة والبناء والإعمار، ورسالة سلام للعراقيين بجميع مكوناتهم".
وذكر رئيس الوزراء العراقي أنَّ "المواجهة مع الإرهاب وحّدت الشعب العراقي، بعد موجة من المشاريع الطائفية المتطرّفة التي استهدفت نسيج المجتمع، وأنَّ فتوى الجهاد الكفائي تُوّجت بالنصر المؤزَّر المطرَّز بدماء الشهداء والجرحى الأبطال، وانتهت بطرد العصابات التكفيرية، وبهذه المناسبة حريٌّ بنا استذكار الشهداء قادة النصر وتضحياتهم الكبيرة، للدفاع عن الدولة ونظامها الديمقراطي"، معتبرًا أنَّ "هيئة الحشد الشعبي باتت تُشكِّل اليوم ركنًا أساسًا من أركان المؤسسة الأمنية العسكرية".
البرلمان العراقي: جريمة "سبايكر" عجلت بفضح الارهاب والمروجين له
من جانبه، استذكر مجلس النواب العراقي ببيان أصدرته لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين البرلمانية، ذكرى صدور فتوى الجهاد الكفائي ومجزرة "سبايكر"، وجاء في البيان أنَّه "في الذكرى السنوية التاسعة لفاجعة مجزرة "سبايكر" المروعة نستذكر أولئك الفتية الذين أصبحوا رمزًا وعنوانًا لتحدي الظلم والظالمين وتلك الأرواح الزاكيات التي قضت غدرًا وهي تهب دماءها دفاعًا عن الوطن والمقدسات متوشحة بالعزم والشجاعة حاملةً على عاتقها هموم الشعب المتشحط بعبق الشهادة دفاعا عن الأرض التي سقتها دماء الشهداء منذ الأزل".
وأكَّدت اللجنة في بيانها، أنَّ "هذه الحادثة الموجعة ودماء شهدائها الأبرياء عجلت بفضح الإرهاب وكشف حقيقته بعد أن تلبس في بداية هجومه بعناوين حاول كسب التأييد من خلالها لحركته الدموية وتعالت للأسف وقتها بعض الأصوات الخبيثة لتلميع صورة هذه العصابات وربط نشاطها بأهداف أبعد ما يكون عنها فكرًا وسلوكًا ، فكانت دماء شباب مجزرة "سبايكر" ثمنًا باهظًا لإظهار الصورة والمحتوى الظلامي الحقيقي للإرهاب وأهدافه التخريبية فأحدثت هزةً عميقةً في الوجدان الإنساني داخل العراق وخارجه وأحرجت داعمي "داعش" والمروجين له بصور وعناوين ومسميات مضللة ومزيفة، وساهمت في تنبيه الجميع إلى خطورة ووحشية هذه العصابات الإجرامية المتطرفة".
يذكر أنَّه تم قبل عدة أسابيع جمع تواقيع داخل البرلمان العراقي من أجل اصدار تشريع يقضي باعتبار يوم صدور فتوى الجهاد الكفائي للسيد السيستاني عيدًا وطنيًا للبلاد.
احياء ذكرى مجزرة "سبايكر" في موقعها
فيما أحيا المئات من ذوي شهداء مجزرة "سبايكر" الذكرى السنوية التاسعة لارتكابها في ذات الموقع الذي حصلت فيه بمدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
وأكَّد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والنائب الأول الأسبق لرئيس البرلمان العراقي بدورته الثالثة الشيخ همام حمودي في بيان له، أنَّه "لن ينسى العراقيون يوم 2014/6/10 الذي سقطت فيه الموصل بأيدي عصابات الارهاب، ولا المجازر التي ارتكبتها وفي مقدمتها "سبايكر"، ولا سبي الأيزيديات وإحراق الشيعيات أحياء، ولا كل قطرة دم سفكت ظلمًا وعدوانًا".
وأشار حمودي إلى أنَّه "ستبقى لعنة شعبنا والتاريخ تطارد الارهابيين وكل من وقف معهم على مر الأجيال، وستبقى تضحيات شعبنا والنصر الذي أذهل به العالم وسام شرف لكل العراقيين ومن ناصرهم، ولن يفلت المجرمون من القصاص مهما طال فرارهم، وأينما كانوا من بقاع الأرض".
في حين دعا النائب في البرلمان العراقي ورئيس حركة "حقوق" حسين مؤنس إلى محاسبة الأطراف الدولية المتورطة والمسؤولة عن وقوع مجزرة "سبايكر"، داعيًا في تغريدة له على منصة "تويتر"، فريق التحقيق الأممي (يونيتاد) إلى تعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة، وعدم السماح للمجرمين، سواء كانوا أطرافا محلية أو جهات دولية بالافلات من العقاب.
الارهابالحشد الشعبيآية الله العظمى السيد علي السيستاني