الخليج والعالم
أميركا والهيمنة من خلال اتفاقية أوكس
كتب Joseph Camilleri وهو أستاذ في جامعة La Trobe الأسترالية، مقالًا نشر على موقع Asia Times قال فيها، إن اتفاقية "أوكس" جعلت أستراليا اليوم أكثر ارتباطاً بالأولويات الإستراتيجية الأميركية والاستعدادات الحربية من أي وقت مضى.
وأضاف بأن هذه الاتفاقية تعكس الرؤية السائدة داخل المؤسسة الأمنية الأميركية بأن الصين تشكل خطراً حقيقياً على الهيمنة الأميركية الإقليمية والعالمية، وبأن النخب الأمنية في أستراليا تدعم من جهتها هذا الموقف.
كما أشار Joseph Camilleri إلى أن الحكومات الأسترالية المتعاقبة تتحدث دائماً عن آثام الصين، بينما تمتنع عن انتقاد الولايات المتحدة عندما تقوم الأخيرة بأي عمل استفزازي، مثل زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان أو مواقف الرئيس جو بايدن عن أن القوات الأميركية ستتدخل فيما لو تعرضت تايوان للتهديد.
كذلك تابع Camilleri بأن وسائل الإعلام الأسترالية تروج للنظرية الأميركية والأسترالية عن "التهديد الصيني"، وأصبحت تساهم بشكل كبير في الصخب المعادي للصين.
وقال، إن هذا الخطاب مدعوم بالأفعال، وإن الأعوام القليلة الماضية شهدت توسيع المناورات الأميركية الأسترالية العسكرية المشتركة. كما تحدث عن سيطرة الولايات المتحدة على عدد كبير من القواعد العسكرية في أستراليا أو قدرتها على الاستفادة من هذه القواعد. كذلك أردف بأن الحكومات الأسترالية سرعان ما سلكت النهج الأميركي باعتبار صعود الصين خطراً على مصالحها.
عقب ذلك سأل الكاتب عن سبب الرضوخ الأسترالي للعسكرة الأميركية، معتبراً أن الموضوع يرتبط بشكل كبير بكون صناع السياسة الأستراليين عادة ما شعروا بالارتياح مع معسكر الـ Anglophone، بينما ينظرون بعين الريبة إلى الشرق.
كما ذكر عاملًا آخر في هذا السياق، وهو أن النخب السياسية والبيروقراطية والعسكرية والاستخباراتية ترى أنها جزء من النادي الأميركي، محذراً من أن هذه السياسة تعزز تصور الصين بأنها محاطة بمحور عدائي.
ولفت الكاتب أيضاً إلى الانتقادات التي توجهها دول المنطقة، وإلى أن أندونيسيا تحديداً كانت من أكثر المنتقدين. كما أضاف بأن أندونيسيا ترى أن أوكس يهدف إلى نشر القوة العسكرية التي قد تستفز الصين وتدفعها نحو تبني موقف أكثر صرامة. كذلك أردف بأن أندونيسيا تنظر إلى حيازة أستراليا على الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية على أنها سابقة خطيرة كي تسلك دول أخرى نفس النهج. وتابع بأن ماليزيا هي الأخرى أعربت عن قلق مماثل.
كما قال الكاتب، إن ردود الفعل هذه تشير إلى انقسامات عميقة ظهرت مجدداً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأضاف بأن سياسة الاحتواء التي اتبعتها الولايات المتحدة خلال حقبة الحرب الباردة عادت بقوة، إلا أن المخاطر باتت أكبر بكثير.
كذلك تابع الكاتب، بأن الأعوام القليلة الماضية شهدت مساعي أميركية مكثفة من أجل بناء تواجد عسكري قوي في المحيطين الهندي والهادئ.
واعتبر أن "أوكس" ما هي سوى إستراتيجية متعددة الأطراف واحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي تستند على تحديث وتوسيع التحالفات الأميركية العسكرية مع دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية والفليبين وتايلاند وأستراليا، والاتفاقيات الأمنية الأميركية مع أطراف مثل تايوان وسنغافورة ونيوزلندا وباكستان.
وتابع الكاتب، بأن دول المنطقة مثلت ٤١٪ من إيرادات السلاح العالمية خلال حقبة ما بين عامي ٢٠١٨ و٢٠٢٢، لافتاً إلى أن المصدر الأول بامتياز كانت الولايات المتحدة، بينما أكبر المستوردين كانوا حلفاء أميركا.
كما خلص إلى أن اتفاقية "أوكس" تعكس عسكرة الاقتصاد والمجتمع، وتحمل معها خطر تحول منطقة آسيا والمحيط الهادئ من التنافس إلى المواجهة، وفي النهاية إلى الحرب.
*اتفاقية أوكس هي اتفاقية أمنية ثلاثية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024