الخليج والعالم
الأحداث الروسية محط اهتمام الصحف الإيرانية
استغرق الأمر حوالى 24 ساعة من مساء الجمعة عندما بدأت مجموعة "فاغنر" العسكرية ــ بدعم من "الناتو" للانتقام من الهزيمة في حرب أوكرانيا ــ تمردًا ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أن يعلن قائد هذه المجموعة يفغيني بريغوجين تراجعه ويصبح المتحدث بالنيابة عن فشل الغرب.
الصحف الإيرانية علّقت على أحداث روسيا، وأدرجت صحيفة "كيهان" موقف الإصلاحيين في إيران من هذه الأحداث، لافتة الى أنّ "الطيف الذي يدعي أنه إصلاحي طلب من الغرب فرض حظر شامل على الأمة الإيرانية في الفتنة قبل عدة أعوام، وهو غاضب من روسيا التي ساعدت إيران في الالتفاف على الحظر، ويبحث عن بداية توتر "فاغنر" في روسيا، وكانت وسائل إعلامهم وقنواتهم تضخ الأخبار المتعلقة بها لحظة بلحظة بحماس كبير للانتقام من بوتين".
وأضافت: "في هذه الحادثة تداخل الإصلاحيون مع الإعلام المعارض للثورة كشبكة بالوكالة للعدو في الداخل من خلال تبرئة وتبرير السياسات المعادية لإيران للولايات المتحدة وأوروبا، وبثّ الروايات المعكوسة من تحريف مواقف النظام ضد الغرب والتشكيك في أسس الإسلام ونشر الأخبار الكاذبة والتقليل من أهمية نقاط التقدم، وفي تقرير مفصّل نصح مركز الأبحاث الأميركي كاتو بشدة الحكومة الأميركية بتعزيز هذا الاتجاه داخل إيران".
وبحسب "كيهان" فإنّه "في الحكومة السابقة كانت الآمال كلها معقودة على خطة العمل المشتركة الشاملة، وهذا الطيف الإصلاحي، فرض سياسة التعليق والانتظار على البلاد وتكييف الاقتصاد بموجب اتفاق دون ضمانات مع إيران، ومن ضمان التعويض في حالة الإخلال بوعد العدو وبدون وضع قانوني صالح للمقاضاة في حالة سوء نية الطرف الآخر، ثم برّر انتهاك العدو للمعاهدة وجعل أميركا وأوروبا أكثر غطرسة، وكانت النتيجة أن أوروبا والولايات المتحدة أخلتا بالتزاماتهما بسهولة، والآن فإن هذا الطيف نفسه يضع نفسه في أحضان الغرب من خلال الدعم المباشر وغير المباشر لكل من يسقط روسيا، إنه نوع من التحول في الرؤية الخارجية التابعة للرؤية الغربية وغير القائمة على المصالح الوطنية والقومية".
موقع إيران المميز في الممرات الدولية
وفي أجواء المتابعة الدائمة لموقع إيران الاستراتيجي وأثر التحالفات مع دول الجوار على القوة والقدرة الإيرانية، توقفت صحيفة " إيران" عند الأهمية الجيوسياسية للممرات البحرية الإيرانية، وذكرت أنه على الرغم من أن العقوبات الاقتصادية قد جذبت مزيدًا من الاهتمام لوضع العبور في إيران، إلا أن الموقع الفريد للجغرافيا السياسية والاقتصادية لإيران قد جذب الانتباه خلال القرون الماضية وحول إيران إلى أحد المحاور المهمة للتجارة البرية في العالم ومفترق طرق للحضارة.
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ "إيران تقع في وسط المنطقة البيضاوية الإستراتيجية للطاقة بين بحر قزوين والخليج العربي، وبالتالي يمكنها الوصول إلى مصادر الطاقة في الشمال والجنوب من جانب وفتح المياه من الجانب الآخر..في نظرية سبيكمان (نيكولاس جون سبيكمان) تم تقديم إيران كمحور يربط بين البر والبحر، كما أن إيران هي أقصر طريق يربط بين بحر قزوين والخليج العربي، لهذا السبب، خلال اللعبة الكبرى في القرن التاسع عشر، كان التركيز الرئيسي لإنكلترا وروسيا السيطرة على إيران، ولهذا السبب أيضًا يشير الخبراء إلى إيران على أنها قطب عبور الطاقة في المنطقة".
وأضافت: "تتمتع إيران بأنها تقع في منطقة مجاورة لـ 15 دولة وتملك سهولة الوصول إلى أسواق آسيا الوسطى والقوقاز ودول جنوب الخليج العربي، لهذا السبب، تتأثر إيران بشكل مباشر بالتطورات في الخليج وشرق البحر المتوسط من جهة، وجنوب آسيا وآسيا الوسطى والقوقاز من جهة أخرى، ودول آسيا الوسطى التي هي في "مأزق استراتيجي" بسبب كونها غير ساحلية متصلة بالبحار المفتوحة بأقل تكلفة عبر إيران".
وأشارت إلى أنَّ "السيطرة على مضيق هرمز وحده ستنقذ إيران من العزلة الجيوسياسية وتخلق ثقلًا سياسيًا واقتصاديًا وتجاريًا لإيران".
وحول نتائج استعادة دور العبور الإيراني ذكرت "إيران" فوائد كثيرة منها: " التخفيض الخطير لاعتماد إيران على الدخل النفطي وبالإضافة إلى تلقي عائدات الترانزيت من الحكومات الأجنبية، فإن إنشاء وتطوير طريق العبور يؤدي إلى تنشيط العديد من الوظائف داخل الدولة، كما أن لهذا الدور ميزة أخرى هي الدور الثقافي لإيران في مجال حضارة إيران الكبرى، أي إن تطوير الروابط الثقافية مع الدول المجاورة بما في ذلك البلدان الشمالية والشرقية والغربية من خلال وصلات العبور يمكن أن يزيد من نفوذ إيران السياسي والاقتصادي على المدى الطويل".
الإرهاب اليهودي هو لعنة "إسرائيل"
كتبت صحيفة "وطن أمروز" لسنوات، في وسائل الإعلام الغربية والصهيونية، كانت وصمة الإرهاب والوحشية مخصصة فقط للعرب المسلمين والروس والصين والآسيويين الآخرين وأحيانًا ذوي البشرة الداكنة، وبعبارة أخرى، فإن أي أمة وهوية تهدد بطريقة ما المصالح الاستعمارية للأنجلوساكسونيين والمسيحيين البيض واليهود المتطرفين، تم تصنيفها على أنها "عدو للحرية والديمقراطية" من قبل وسائل الإعلام في الغرب، وخاصة سينما هوليوود وتحت فئة الإرهابي المحتمل أو الفعلي، وحتى وقت قريب كانت أذهان معظم سكان العالم خارج أميركا الشمالية وأوروبا الغربية مسمومة للغاية بسبب هذا الرش الوقح لوسائل الإعلام المهيمنة لعدة عقود، على الرغم من كسر هذه المحرمات تدريجيًا في القرن الحادي والعشرين مع انتشار ظاهرة الإرهاب الأبيض في الغرب، خاصة مع وجود دوافع عنصرية ضد المهاجرين وحتى المواطنين البيض الآخرين وانتشار الأخبار حول هذه الجرائم، إلا أنّ العقلية المتغطرسة التي تحكم السياسة ووسائل الإعلام في أوروبا وأميركا منذ 3-4 سنوات، كان الشمال سيمنع حتى أكثر الهجمات وحشية واغتيالات الجماعات النازية الجديدة من تصنيفها على أنها "إرهابية".
وتابعت " وطن أمروز": "أدى ظهور الترامبية في أميركا إلى جانب الأزمة الحادة للنازيين الجدد والفاشيين في أوروبا إلى جعل الليبراليين في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية مستعدين للاعتراف بخطورة تهديد "الإرهاب الأبيض" على وجودهم، وفي الأراضي المحتلة بدأت عملية مماثلة في اعتراف وسائل الإعلام السائدة بوجود "الإرهاب اليهودي" خلال الأشهر العشرة الماضية حيث خلقت عودة نتنياهو إلى السلطة وتشكيل حكومة ائتلافية يمينية ما أدى إلى مواجهة تحالف اليهود المتطرفين مع اليهود العلمانيين والإسرائيليين الليبراليين، وتشكلت فجوة في الطبيعة الأيديولوجية السابقة لليهود المحتلين لفلسطين".
وأردفت: "رافقت أحداث الأسبوع الماضي التي رافقتها عمليات تخريب علنية للمستوطنين اليهود في عدة مدن وقرى فلسطينية وضع قادة الكيان الصهيوني تحت ضغط دولي غير مسبوق، ولم تعد حكومة تل أبيب المهزوزة مع كل التهديدات الداخلية والخارجية التي تهدد وجودها تحظى بدعم لا لبس فيه من إدارة واشنطن الديمقراطية، ولا هي في شهر عسل مع الأنظمة العربية، ونتيجة لهذا، اضطر قادة الجيش والشرطة وأجهزة الأمن الداخلي التابعة للنظام الصهيوني إلى إدانة تصرفات المستوطنين في بيان مشترك بل وتهديدهم بعقوبات شديدة، والأهم من هذا كان الاعتراف غير المسبوق لقادة الأمن الإسرائيلي بوجود "الإرهاب اليهودي"، حيث اعترفت حكومة النظام الصهيوني لأول مرة بوجود حركة إرهابية دينية (يهودية) متطرفة بين الإسرائيليين، حتى أن هذا التحذير الصارم للإرهابيين اليهود رفع صوت انتقادات الائتلاف اليميني لحكومة نتنياهو، وزعم وزير المالية أن هذه خطوة غادرة من قبل مسؤولي "الأمن" (الحرب) الإسرائيليين لمساواة ما أسماه بـ "الإرهاب العربي القاتل".. بمستوطنين مدنيين!".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024