الخليج والعالم
سفير أميركي سابق لدى "الناتو": لضرورة الأخذ بهواجس روسيا الأمنية في أوروبا
اعتبر السفير الأميركي الأسبق لدى حلف "الناتو"، روبرت هانتر، أنّ قادة الحلف لن يبحثوا موضوع الدور الذي ستلعبه روسيا في ملف الأمني في أوروبا بعد انتهاء "الحرب في أوكرانيا"، وذلك خلال قمة الحلف في ليتوانيا الأسبوع القادم، متحدثاً في نفس الوقت عن أهمية هذا الموضوع.
وقال الكاتب في مقالة نشرها موقع "Responsible Statecraft" إنّ الحلفاء الغربيين وخاصة الولايات المتحدة تفكر منذ نهاية الحرب الباردة عن كيفية مقاربة روسيا.
وأضاف الكاتب أنّ جورج بوش الأب اقترح "أوروبا متكاملة وحرة" وكذلك بيل كلنتون، وبأن هاتين الادارتين اعتبرتا أنّه يجب تجنب تكرار تجربة ألمانيا ومعاهدة فرساي "Versailles" التي نصت في أحد بنودها على تحمل ألمانيا كامل المسؤولية للحرب العالمية الأولى، متحدثاً عن استفادة هتلر من "الإذلال الوطني" في هذا السياق.
وتابع الكاتب أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها الرئيسيين وخاصة ألمانيا حرصت على عدم تكرار نفس الخطأ مع روسيا إبان انهيار الاتحاد السوفياتي، إلا أنه تحدث عن وصول شخصيات فيما بعد للسلطة في الولايات المتحدة والذين نسوا الدروس التاريخية وقرروا تهميش روسيا.
وأردف أن الحدث الأهم جاء في قرار "الناتو" عام 2008 بضغط من إدارة جورج بوش الابن وقتها للإعلان أنّ "أوكرانيا وجورجيا ستنضمان إلى "الناتو".
وتابع بأنّ ذلك إنما عزز ما كان يقوله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن محاولة "الناتو" محاصرة روسيا، معتبرًا أن موقف "الناتو" هذا لا يزال يتكرر اليوم.
وأكد الكاتب أنّه سيتوجب قطعًا في مرحلة ما في المستقبل التعامل مع روسيا على أنها قوة عظمى تحيا من جديد، إلا في حال تفككها، وقال إنّ أي زعيم روسي لمثل هذه الدولة سيسعى وراء ما يعتبره مصالح روسيا المشروعة.
ولفت إلى أنّ مصالح روسيا في أوروبا تتضمن عدم وجود حلف عسكري منافس على أبوابها، مهما كان يقوله "الناتو" عن أهداف دفاعية بحتة.
ونبّه الكاتب من قيود كبيرة في التعامل مع الحقائق الجيوسياسية على الأمد الطويل في أوروبا مهما كانت نتائج الحرب في أوكرانيا، وذلك في حال استمر الرئيس الأميركي جو بايدن وقادة الغرب بمقاربة المواجهة الدائمة مع روسيا.