معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

القارة "السمراء" ترفض الشيطنة الغربية لموسكو
10/07/2023

القارة "السمراء" ترفض الشيطنة الغربية لموسكو

تطرق الكاتب الأميركي تيد سنايدر إلى مؤتمر "روسيا وأفريقيا في عالم متعدد الأقطاب" والذي انعقد في آذار/مارس الماضي بالعاصمة الروسية موسكو بحضور ممثلين عن أكثر من أربعين دولة أفريقية. 

وفي مقالة نُشرت على موقع "ناشيونال إنترست" قال الكاتب: "إن رد الفعل الأفريقي على الحرب في أوكرانيا فاجأ الولايات المتحدة، اذ بين المؤتمر المذكور بحضوره الواسع أن الدول الأفريقية ليست بصدد التخلي عن روسيا رغم الحرب". 

ولفت إلى أنّ الدولة الأفريقية لم تنضم إلى حملة العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا، مشيرًا إلى أن الحياد كان هو سيد الموقف في القارة السمراء. 

وأضاف أنّ "الولايات المتحدة كانت قد توقعت الدعم القوي من أفريقيا وإدانتها لروسيا إلا أن ما حصل في الواقع هو أن العديد من الدول الأفريقية ألقت باللوم على واشنطن وحلف "الناتو"".

كما تابع الكاتب أن "اللغة التي تكلم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المؤتمر اختلفت بشكل جوهري بالمقارنة مع الخطاب الذي تسمعه أفريقيا من الولايات المتحدة وأوروبا"، مردفًا أن تأثير ذلك أيضًا اختلف بشكل كبير، وأن ممثلي بلدان أفريقية عدة انضموا إلى بوتين بالدعوة إلى العالم الجديد القائم على التعددية القطبية.

كذلك نقل الكاتب عن أستاذ الدراسات الأفريقية الأميركية بجامعة كاليفورنيا ألدين يونغ قوله: "إن نظرية التعددية القطبية تلقى ترحيبًا في أفريقيا بغض النظر عن موضوع روسيا"، مضيفًا أنّ "الدول الأفريقية تدرك أن الهيمنة الأميركية يمكن أن تستخدم كسلاح ضدهم أيضًا".

كما تحدث الكاتب عن استياء عميق داخل أفريقيا حيال الأحادية القطبية، ونقل عن يونغ قوله: "إن الدول الأفريقية تشعر بأنها مهمشة ومستاءة بسبب عدم حصولها على صوت أكبر داخل المنظمات الدولية". 

وتابع الكاتب الأميركي أن "التعددية القطبية توفر بديلًا"، مشيرًا إلى تجربة جنوب أفريقيا في منظمة دول "البريكس" حيث تعد الأخيرة طرفًا متساويًا مع بقية أعضاء المنظمة.

كذلك لفت الكاتب إلى أن مؤتمر "روسيا وأفريقيا في عالم متعدد الأقطاب" جاء تحضيرًا للقمة الروسية الأفريقية الثانية التي من المقرر أن تنعقد في روسيا خلال الشهر الجاري. 

كما ذكّر الكاتب بنظرية روسيا الجديدة في السياسة الخارجية الصادرة في آذار/مارس الماضي والتي تتعهد فيها موسكو بالوقوف إلى جانب أفريقيا بينما تسعى الأخيرة إلى تعزيز مكانتها في العالم والقضاء على عدم المساواة الناتج عن السياسات الاستعمارية الجديدة التي تنتهجها بعض الدول المتقدمة.

ونقل عن يونغ قوله: "إنّ روسيا تستجيب للمطالب الشعبية في غالبية العالم، بينما إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منفصلة عن هذا الواقع".

كما قال الكاتب: "إن تبني أفريقيا الحياد لا يعني رفض اتخاذ الموقف"، معتبرًا أنه "بإتخاذ أي دولة موقف قوي جديد بعدم ضرورة اختيار معسكر معين في العالم تستطيع أن تكون شريكة مع أقطاب عدة اذ إنها ليست مجبورة على الوقوف مع الولايات المتحدة في نظام القطب الواحد أو الاختيار ما بين الكتل في حرب باردة جديدة".

كذلك أشار الكاتب إلى تهديدات السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة تجاه الدول الأفريقية والتي حذرت بأخذ إجراءات ضدها في حال عدم خرقها العقوبات المفروضة على موسكو، مؤكدًا أن هذا الموقف كان له أثرًا معاكسًا.

كما تابع أن "وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن توجه إلى جنوب أفريقيا في تموز/يوليو عام 2022 من أجل مطالبة الأخيرة بالابتعاد عن روسيا من أجل كسب الدعم الأميركي"، مشيرًا إلى أن "مساعي بلينكن لم تكن مثمرة". 

وأردف أن "جنوب أفريقيا تجاهلت الانتقادات الأميركية والأوروبية عندما قررت في شباط/فبراير الماضي المشاركة بتدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا والصين".

كذلك لفت الكاتب إلى زيارة قام بها الرئيس السنغالي ماكي سال إلى موسكو في أوائل حزيران/يونيو عام 2022، مضيفًا أن "ذلك أثار قلقًا غربيًا كون سال كان في وقتها يرأس الإتحاد الأفريقي".

كما تحدث الكاتب عن الموقف الأفريقي المشكّك حيال ما تقوله أميركا عن شيطنة روسيا واتهامها بانتهاك القانون الدولي وعدم احترام سيادة الدول الأخرى، مشيرًا في هذا السياق إلى تصريحات وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور في نيسان/أبريل الماضي حيث تحدثت عن انتقائية في موضوع القانون الدولي.

كذلك شدد الكاتب على أن أفريقيا تتذكر الاستعمار القديم والجديد وأيضًا الانقلابات التي دعمتها أميركا. ولفت هنا إلى ما قاله بوتين خلال المؤتمر المذكور عن تقديم الاتحاد السوفييتي دعمًا لا يُستهان به من أجل دعم الشعوب الأفريقية ضد الاستعمار والعنصرية والتمييز العنصري. 

كما أشار إلى أن الحضور كان موافقًا وأن الممثل عن جنوب أفريقيا قال: "إنّ روسيا ليس لها إرث استعماري في أفريقيا وأي دولة أفريقية لا تنظر إلى روسيا على أنها عدو".

أما الولايات المتحدة، فقال الكاتب "إنها دعمت انقلابًا ضد رئيس غانا كوامي نكروما عام 1965، وذلك بعد أشهر من تصريحات الأخير التي تحدّث فيها عن الاستعمار من خلال التحكم بالاقتصاد وعن استخدام الرأسمال الأجنبي من أجل الاستغلال وليس من أجل التنمية". 

كما لفت إلى أنّه وبحسب الصحفي المعروف نيك تورس فقد حاول العسكريون الذين دربتهم أميركا تنفيذ تسع عمليات انقلاب على الأقل في غرب أفريقيا منذ عام 2008.

ونقل عن يونغ قوله: "إنّ المقاربة الروسية تختلف بشكل جوهري عن السياسة الغربية التي تقوم على الإملاءات بالوقوف مع عقيدة معينة أو تعديلات اقتصادية أو سياسية تقوم "بخصخصة الجنوب" وإثارة الفوضى الاقتصادية في أفريقيا".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم