الخليج والعالم
روسيا توقف "مبادرة حبوب البحر الأسود"
أدى تقاعس دول الغرب عن تنفيذ الجزء المتعلق به من "مبادرة حبوب البحر الأسود" إلى إعلان روسيا عن توقف تنفيذ الصفقة التي تشمل تصدير حبوب ومنتجات زراعية أوكرانية.
وفي السياق، أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن توقف صفقة الحبوب اليوم، وأكد على إمكانية عودة روسيا إليها على الفور بمجرد تنفيذ الجزء الروسي منها.
من جانبها قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن روسيا أبلغت رسميًّا اليوم كلًّا من تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة باعتراضها على تمديد "صفقة الحبوب".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد في الاجتماع الـ46 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، على أنه إذا لم يُنفذ الجزء الروسي من صفقة الحبوب، فلن يكون هناك حديث عن تمديدها.
فما صفقة الحبوب هذه؟ وما دوافع موسكو لوقف تنفيذ الاتفاق؟
وأبرم اتفاق الحبوب، بمبادرة من أنقرة، بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في 22 تموز/يوليو 2022، وتبلغ فتره سريانه 120 يومًا على أن يمدد بشكل تلقائي، ما لم يعارض أحد التمديد.
ومنذ إبرام الاتفاق تم تمديده ثلاث مرات، وآخر مرة مددت الصفقة في 17 أيار/مايو الماضي لمدة شهرين.
وينص الاتفاق على سماح روسيا بتصدير الحبوب الأوكرانية من 3 موانئ هي: أوديسا، تشورنومورسك، ويوجني، عبر ممر فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق الدولية.
إلا أن العقوبات الغربية وقفت حجر عثرة على طريق تطبيق الاتفاق، حيث لم تنفذ الدول الغربية تعهداتها بعدم تقييد حركة الصادرات الروسية من الأسمدة والحبوب والزيوت والغذاء، فيما تعاقب شركات التأمين وخدمات السفن التي تتعامل مع روسيا.
وحذرت روسيا مرارًا من احتمال انسحابها من الاتفاق، ودعت الجهات المشاركة إلى تنفيذ تعهداتها، ومن خلال قرارها اليوم تعمل موسكو على لفت الانتباه بأن جزءها من الصفقة لا ينفذ.
وبناء على حسابات وكالة "نوفوستي" التي استندت لبيانات الأمم المتحدة وجهات رسمية في أوكرانيا، فإن الأخيرة قد تخسر ما يصل إلى نصف مليار دولار شهريًّا، جراء توقف الصفقة، فبين آب/أغسطس 2022 وحزيران/يونيو 2023 صدرت أوكرانيا 50.6 مليون طن من الحبوب بقيمة اقتربت من 10 مليارات دولار، ويشحن الجزء الأكبر من الصادرات عبر 3 موانئ أوكرانية.
12% فقط من الشحنات اتجهت إلى إفريقيا
الهدف الأساسي للصفقة هو تصدير الحبوب للبلدان المحتاجة بما في ذلك إفريقيا، لكن ذلك لم يتحقق، إذ تشير بيانات لمركز التنسيق المشترك في إسطمبول إلى أن جزءًا صغيرًا اتجه إلى الدول المحتاجة، أما معظم الشحنات فقد اتجهت إلى الغرب.
وأظهرت البيانات، أن 12% فقط من شحنات الحبوب والمواد الغذائية المصدرة من أوكرانيا في إطار "مبادرة البحر الأسود" اتجهت إلى إفريقيا.
بالتفصيل، 40% من الشحنات اتجهت إلى أوروبا الغربية، فيما قرابة 46% شحنت إلى آسيا، وحوالي 1% إلى دول أوروبا الشرقية. بشكل عام وردت الشحنات إلى 45 دولة في العالم.
أولى تداعيات توقف تنفيذ صفقة الحبوب
عقب إعلان الكرملين توقف اتفاق الحبوب بسبب موقف الغرب المتقاعس، قفزت أسعار القمح في الأسواق العالمية بأكثر من 3%، وصعدت العقود الآجلة لـ"الذهب الأصفر" إلى 683 دولار للبوشل (وحدة قياس وزن الحبوب في الأسواق العالمية)، بحسب بيانات وكالة "بلومبرغ".