الخليج والعالم
صحف إيرانيّة: اقتدار إيران بات شاملًا 360 درجة
سلّطت الصحف الإيرانيّة الضوء، اليوم الاثنين (7/8/2023)، على عدّة مواضيع؛ أبرزها: مواقف قائد أسطول بحريّة الجيش الإيراني "نداجا" الرقم 86 العميد فرهاد فتاحي، والذي أشار فيها إلى أنّ: "البحريّة الإيرانيّة أصبحت، اليوم، قوّة حاسمة في مختلف المجالات في المنطقة وحتى في العالم". ورأى أنّ: "وجود هذه القوة الاستراتيجيّة، في المياه المفتوحة والمشاركة في تدريبات متعدّدة الأطراف مع دول العالم، يدلّان على سلطة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في مجال البحار، والتفاعل مع الدول الأخرى في توفير الأمن البحري والسلام العالمي".
في مقال كتبه، في صحيفة "وطن أمروز"، أكّد العميد فتاحي أنّ: "وجود الأسطول البحري للجيش، في المياه البعيدة والدوليّة، يضمن حماية الحدود البحريّة لبلدنا والبيئة المحيطة والمصالح الوطنيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في التفاعلات الإقليميّة والدوليّة"، مضيفًا أنّه بناءً على: "العوامل الثلاث الرئيسة: الوقت، التكلفة والجودة، بالإضافة إلى الإفادة من "تخطيط التحكّم في المشروع" والقيادة الذكية فقد أُرسل الأسطول 86 إلى مهمّة الملاحة حول العالم، وأتمّ مهمّته بنجاح، واستطاع أن يكون أحد مكوّنات القوة والتنمية على السّاحة الدوليّة، محققًا الإنجازات الآتية:
أولًا - لم يعد لدينا أي قيود في أي بحر.
ثانيًا - تحقيق الثقة بالنفس لشبابنا في البحريّة.
ثالثًا - زيادة الثقة بالنفس والإيمان بإمكان التواجد في جميع الأجزاء الزرقاء من الكوكب.
في مجال العمليات، لفت العميد فتاحي إلى أنّ: "مهمّة الأسطول 86 زادت من العمق الاستراتيجي لجمهوريّة إيران الإسلاميّة. وبتنفيذ هذه المهمّة أظهرت بحريّة الجيش أنّه بناءً على تعليمات القائد الحكيم آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي وصلت اليد الطويلة للنظام في المياه البعيدة بالمعنى الحرفي للكلمة. وأردف موضحًا أنّ: "في هذه المهمّة؛ كان الأسطول موجودًا في 7 بحار و7 مضائق و4 محيطات من العالم وعبَر خط الاستواء 5 مرات، وفي الواقع كان قادرًا على المرور عبر جميع المدارات المهمّة للأرض".
ختم العميد فتاحي قائلًا: "حتى الآن؛ كان الأميركيون ينادون برغبتهم بعزل إيران وبجعلها دولة لا تأثير لها، لكنّ عناصرنا الشجاعة من البحريّة الإيرانيّة موجودون في منطقة واسعة من مناطق مختلفة من العالم، الأمر الذي يقلق الأميركيين". وأضاف أنّ: "جمهوريّة إيران الإسلاميّة تدرك الخطر والصراع العسكري، في الخليج العربي، وتدرك تمامًا قضية الأمن المستدام التي تعتمد على السّيطرة على منطقة واسعة من المياه الإقليميّة والدوليّة.. فقد حدّدت إيران أهدافها المستقبليّة، ومنحت الأمن والسّلطة لحدودها المائية، فتاليًا في مثل هذه الحال، تدافع عن حدودها الإقليميّة وتؤمّن مصالحها الوطنيّة، ليس فقط في مياه الخليج وبحر عمان، بل وأيضًا من خلال عمقها الإستراتيجي في منطقة البحار المفتوحة والمياه الدوليّة، من خليج عدن ومضيق باب المندب إلى جميع أنحاء العالم، وهذه النقطة القوية لإيران مستمرة بإذن الله".
النيجر: مرآة أفريقيا
من جهة أخرى؛ تحدثت صحيفة "كيهان" عن التطورات التي حدثت، في 26 تموز/يوليو الماضي، في جمهوريّة النيجر، والتي سُمّيت بـ"الانقلاب"، وجاءت في أعقاب التطوّرات التي شهدتها بعض الدول الأفريقية". وقالت: "بغض النظر عن خصائص الزعيم الجديد حسومي مسعودو والقائد السابق محمد بازوم، وأي دولة أو دول كانت وما تزال تدعمها، فإنّ للحركة العسكريّة المناهضة للفرنسيين والغرب من العسكريين والشعب أهميّة خاصة".
وبحسب الصحيفة: "فسّر العديد من المراقبين التطوّرات في النيجر، والتي حدثت سابقًا في الدول الأفريقية مالي وبوركينا فاسو وغينيا كوناكري ووسط أفريقيا، على أنّها طرد الغرب خاصة فرنسا من أفريقيا". وأضافت أنّ "هذا الاتجاه، والذي لا علاقة له بتغيير القوة على السّاحة الدوليّة، يُظهر أنّ الفضاء في العالم يضيق كلّ يوم بالنسبة إلى الحكومات الغربيّة التي لها تاريخ من الاستعمار، إذ أصبحت مظاهرات الأفارقة أو المنحدرين من أصل أفريقي ضد أوروبا وخاصة ضد فرنسا ظاهرة".
وتابعت "كيهان": "في الأسابيع الأخيرة؛ نزل الأفارقة إلى الميدان ضد سياسات الحكومة الفرنسيّة، في باريس ومرسيليا وغيرها، واجتذبوا بعض الاتجاهات الاجتماعيّة الفرنسيّة، وفي الوقت نفسه شهدنا في النيجر مظاهرات شارك فيها مئات الآلاف من الأشخاص. هذه التظاهرة، والتي وصفها الغربيون بأنّها دعم للانقلابيين، كانت في الواقع مناهضة لفرنسا وسنوات احتلالها، هذه التظاهرات وتظاهرات باريس كان تحمل المنطق نفسه واستهدفت تيارًا سياسيًا على المستوى الدولي".
وختمت "كيهان" مقتنعة أنّ: "ما حدث في 26 تموز/يوليو في النيجر، وبدعم من الجيش، كان تجميعًا للنخب العسكريّة والسياسيّة والعناصر الثقافيّة الشهيرة في النيجر، حيث يمكن رؤية النوع نفسه من التطورات في كلّ مكان في أفريقيا"، مضيفة: "من المؤكد أنّ هذا الوضع سيتكرّر في البلدان التي لم نسمع عنها إلا القليل، حتى الآن، وقد تكون هذه موجة جديدة ستغيّر وجه أفريقيا".
بين التغيير والاضطراب الثقافي
مع تصاعد الجدل القائم في إيران، حول قانون الحجاب، رأت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحيّة أنّ: "هناك فرقًا بين "التغيير" الثقافي و"الاضطراب"؛ الأول هو عمليّة تدريجيّة وتيرتها بطيئة للغاية، لدرجة أنّ لا أحد قد يلاحظها، أما الاضطراب الثقافي فيكون مصحوبًا بالسّرعة، مثل فيضان ناتج عن عاصفة عنيفة".
وأضافت الصحيفة أنّ علماء الاجتماع يرون أنّ: "الثقافة ثابتة لكنّها متغيّرة"؛ بمعنى أنّ الثقافة تتغّير، ولكن لأنّ التغيير في الثقافة بطيء جدًا يبدو أنه ثابت. وعلى العكس؛ فإنّ الاضطرابات الثقافية غالبًا ما تكون إنجازًا لبعض الحكومات". وقالت: "من سمات السّياسة الرسميّة، في إيران، أنّها تسعى إلى إحداث ثورة ثقافيّة وتسبّب اضطرابات ثقافيّة في المجتمع. على سبيل المثال، لنأخذ بالحسبان نمط الحياة والولادة والاحتفال والملابس والموسيقى والمعتقد أو عدم الإيمان وظاهرة الشباب، ففي العقود الماضية شهدنا، في كلّ هذه الأمور، تحولًا ثقافيًا اتسمّ بالتدرج، لكنّ السّياسة الرسميّة أبدت حساسيّة تجاه هذه الأمور، بشكل مفاجئ وفي مراحل زمنيّة مختلفة، ما أحدث اضطرابات ثقافيّة من خلال السّياسات المختلفة في مجال الشؤون الثقافية".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024