الخليج والعالم
دبلوماسية الحكومة في حلّ الخلاف مع آذربيجان محطُّ اهتمام الصحف الإيرانية
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء (9/8/2023) الضوء على دبلوماسية الحكومة بالجمهورية الإسلامية في حل الخلاف مع آذربيجان، ولفتت الصحف الى أنّ الحكومة الثالثة عشرة في إيران استخدمت قوتها مرة أخرى للتغلب على أزمة دبلوماسية وأظهرت عمق نفوذها الإقليمي في المفاوضات عندما ساد الاعتقاد بأن الخلافات بين طهران وباكو وصلت إلى مستوى غير مسبوق وكان من الصعب السيطرة عليها.
وبحسب تقرير صحيفة "إيران" فإنَّ "إيران وجمهورية أذربيجان، اللتين رأتا نفسيهما على وشك مواجهة خطيرة في الأشهر الأخيرة، تتقدمان بحذر تجاه بعضهما البعض، في حين كان من المتوقع أنه على الرغم من معارضة إيران الصريحة، فإن باكو ستواصل السعي لتغيير المعادلات الجيوسياسية في منطقة جنوب القوقاز".
وقالت "إيران": "إلا أنه بناءً على السياسة الخارجية الإقليمية لحكومة السيد إبراهيم رئيسي، قامت طهران بسحب الكوابح عن أذربيجان وغيرت اتجاه العلاقات مع هذا البلد نحو التعاون الاقتصادي، وفي ذروة أزمة مطالبات باكو الإقليمية، شدد الرئيس الإيراني مرارًا وتكرارًا على وجهة النظر المبدئية للجمهورية الإسلامية بعدم قبول التغييرات الجيوسياسية وتغيير حدود دول المنطقة، وفي الوقت نفسه، ينتهج النهج الدبلوماسي في المشاورات بعيدًا عن الخطوط الجانبية والأضواء، هذه المفاوضات التي ظهرت ثمارها في انسحاب السلطات الأذربيجانية من الادعاءات المقدمة؛ عندما قال الرئيس الأذربيجاني أن جمهورية أذربيجان تتمسك بوجود المسارات التاريخية لإيران في المنطقة".
وأضافت في معرض تحليلها لهذه التطورات الدبلوماسية: "بالطبع فإن التحرك في هذا الاتجاه لا يمكن أن يكون بدون أسباب قوية يمكن رؤيتها في سياق المصالح المشتركة للبلدين، المصالح التي يمكن رؤيتها في تحقيق المصالح الاقتصادية، والأهداف الجيوسياسية، وتركيز إيران على مواجهة "إسرائيل" وأميركا، والجهود التي تبذلها جمهورية أذربيجان لتوقيع معاهدة سلام مع أرمينيا على أساس مصالحها الخاصة، هي أسباب كافية للتدريج في أن توصل إلى التعاون الدبلوماسي والاقتصادي وأن تحل محل التوترات الأخيرة".
وختمت الصحيفة: "يأتي ظهور علامات التعاون هذه في وقت لا يمكن للمرء فيه تجاهل وجود أزمات محتملة في منطقة جنوب القوقاز، في الوضع الحالي، يعد الوجود النشط للنظام الصهيوني وحلف شمال الأطلسي وتدخل روسيا في حرب أوكرانيا من بين التطورات التي غيرت مشهد التطورات الميدانية في جنوب القوقاز، وقد أدركت الحكومة الثالثة عشرة بشكل صحيح أن استمرار سياسة الحكومات السابقة ستحرم البلاد من القدرة على إدارة الأزمة، لذلك، فإن سيطرة طهران الذكية على التوترات الأخيرة مع باكو، لا تؤدي فقط إلى تعطيل لعبة الدول الموجودة في المشهد بل يسمح لإيران بالبقاء الفاعل الرئيسي في معادلات جنوب القوقاز، التي توفر الوسائل لتحقيق أقصى قدر من الفوائد الاقتصادية في ظل المبادرة الجديدة".
الحرب العالمية في أفريقيا
كتبت صحيفة "وطن أمروز" في سياق اهتمام الصحف المستجد والدائم حول أحداث أفريقيا: "كنا نسمع جميعًا في السنوات الماضية عن انقلاب عسكري في بلد أفريقي فقير كان في السابق مستعمرة للنظام الغربي دون إعطاء أهمية خاصة لهذا الحدث أو عواقبه في العالم، ربما، بالنسبة للكثيرين منا، يبدو مثل هذا الحدث في القارة السوداء طبيعيًا جدًا، أو حتى جزء من الطبيعة السياسية والاجتماعية لهذه القارة المحرومة، التي سيطر عليها المستعمرون الأوروبيون والأميركيون لقرون، ومع ذلك، نظرًا لأن التاريخ لن يعيد نفسه بنفس الطريقة كما كان من قبل، يمكن توقع أن الظروف السياسية والاقتصادية لدولة ذات موقع جيوسياسي محدد وفي حالة خاصة من المعادلات الدولية يمكن أن تجعل الحدث المذكور أعلاه ليصبح ذا أهمية عالمية، تمامًا مثل الثورة الكوبية، الذي كان حدثًا مختلفًا وصنع حقبة غيرت الاتجاه التاريخي للعالم اللاتيني من مرافقة معسكر الغرب إلى مواجهة الغرب".
وبحسب "وطن أمروز" فإنَّه "ينبغي القول إن التطورات الجيوسياسية الجديدة التي تتطور في عالمنا جعلت القارة الأفريقية أهم ملعب للقوى في إطار تشكيل نظام جديد، إن أهمية وجود القارة الأفريقية في مثل هذه الفوضى جعلت الدول الأفريقية أكثر وعيًا بإمكانياتها ومكانتها الإقليمية والقارية. في عهد النظام الأحادي القطب الأميركي الحاكم للعالم، لم يكن أمام العديد من الدول الأفريقية الفقيرة واليائسة وغير المستقرة خيار سوى أميركا والمستعمرين الأوروبيين القدامى، خاصة خلال "حرب أميركا العالمية ضد الإرهاب"، أما اليوم، فقد تغير العالم، انتهت الحرب ضد الإرهاب وبدلًا من ذلك نعيش الآن في جو من المنافسة الجيوسياسية المكثفة بين الهيمنة الغربية السابقة بفتور الولايات المتحدة والقوى الناشئة التي "اكتشفت" الصين وروسيا، لذلك، مثل الحرب الباردة في منتصف القرن العشرين بين الكتل الغربية والشرقية، فإن الدول الأفريقية لديها مرة أخرى خيارات أخرى للحصول على المساعدة لتعزيز استقلالها السياسي، من ناحية أخرى، فإن انضمام دول هذه القارة إلى مبادرة طريق الحرير الصينية هو بديل لاعتمادها السابق على المنظمات الغربية مثل صندوق النقد الدولي".
وتابعت الصحيفة نقلًا عن بعض الخبراء المختصين في الشأن الأفريقي أنَّ "حربًا عالمية تتمحور حول القارة الأفريقية على وشك الحدوث، ويعتقد أن الإنذار الذي وجهته المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، بقيادة نيجيريا ونيابة عن "الناتو"، للتدخل العسكري في النيجر بعد الانقلاب، كشف تلقائيًا عن جغرافية المواجهة العسكرية الكبرى في القارة السوداء. ليس فقط الجزائر، الجار الشمالي الكبير للنيجر، لم تتخذ موقفًا ضد سقوط حكومة النيجر الغربية السابقة، كما لم ترحب جنوب أفريقيا، زعيمة الاتحاد الأفريقي، بالتدخل العسكري في النيجر".
الصهاينة يقولون إنّ نتنياهو جاسوس إيراني!
تفاقمت أزمة رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو وتخريبه في النظام الصهيوني لدرجة أن البعض قال: "إن نتنياهو هو عميل إيران لتدمير "إسرائيل"".
وبحسب تقرير صحيفة "كيهان" التحليلي لأوضاع الداخل الصهيوني، ذكرت أنَّه "مؤخرًا، اتهم أوفر بارتل ــ الذي كان يومًا ما مرشحًا لمحكمة العدل العليا والمدعي العام في "تل أبيب" ــ بنيامين نتنياهو بالتجسُس لصالح إيران، قائلًا: "إن الضرر الذي تسبب فيه نتنياهو أسوأ بكثير مما حدث عندما ضربت الصواريخ الإيرانية "إسرائيل"".
وبحسب الصحيفة فإن "الحقيقة هي أن عمق الأزمة الحالية للنظام الصهيوني قد يكون محسوسًا فقط خلال الحرب القادمة، ولا يزال نتنياهو وبعض رفاقه لا يعرفون ما هي الضربة الكبيرة التي لا يمكن إصلاحها، على مدى عقود، ادعى الصهاينة أن لديهم "جيش شعبي"، وهو نموذج تم تحديده منذ إنشاء النظام من خلال إنشاء خدمة عسكرية إلزامية مدتها 36 شهرًا، ولا يزال العمود الفقري لقوات الاحتياط في الجيش، ومع ذلك، عندما يفكّر أكثر من 10% من جنود وضباط الاحتياط في الانسحاب والاستقالة من الجيش، فإنّ الجيش الصهيوني المحتل لم يعد بإمكانه الاعتماد على القوات الشعبية لاحتياطياته، بل في الواقع على الهيكل الداخلي للجيش الصهيوني، ويمكن عندها القول: "لقد انهار الجيش"".
وتابعت "كيهان": "تسببت الأزمة السياسية التي سببتها تصرفات نتنياهو في الإحساس بالفشل الاجتماعي وانهيار العلاقات السياسية مع الحكومة، وكل يوم نسمع أخبارًا مختلفة من مجموعات مختلفة تفكّر في الهجرة الدائمة من فلسطين المحتلة، الحقيقة أن "إسرائيل" تنهار من الداخل دون إطلاق رصاصة واحدة من إيران، معظم المجتمع الصهيوني في حالة من اليأس وهذا اليأس يتحوّل إلى روح من الغضب الشعبي، يمكن رؤية هذا الغضب في احتجاجات مئات الآلاف من الناس يوم السبت، وتظهر الاشتباكات مع الشرطة جزءًا صغيرًا من هذا الغضب العام، في الوقت نفسه، يفكّر البعض في الهجرة، وتشير الإحصائيات إلى أنّ حجم الهجرة الدائمة والمغادرة من فلسطين المحتلة أكبر من عدد المهاجرين الذين يدخلونها".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024