الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: إيران من القفزة الاقتصادية إلى التنمية الثقافية
تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 17 آب/ أغسطس 2023، نجاح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تجاوز الحروب العسكرية والأمنية والاقتصادية وسياسة الحرب الناعمة، وتمكنها رغم ذلك من تعزيز علاقاتها مع العديد من الدول على مختلف المستويات رغم كل العقوبات المفروضة عليها، مؤكدة انتقال إيران من القفزة الاقتصادية إلى التنمية الثقافية.
وفي السياق كتبت صحيفة "جام جم" تقول: "الحرب العسكرية، والإرهاب الأعمى، ونهب ممتلكات الأمة، وعرقلة أصول البلاد، وفرض عقوبات سياسية واقتصادية على إيران، والغزو الثقافي، ودعم الجماعات الإرهابية، ودعم أعمال الشغب، وما إلى ذلك، ليست سوى عدد قليل من الإجراءات التي تقودها الحكومات الغربية من قبل الولايات المتحدة والنظام الصهيوني ضد إيران الإسلامية حتى يتمكنوا من خلال هذه الحيل من إعاقة تقدم جمهورية إيران الإسلامية وغرس الشعور باليأس في نفوس الناس".
وتابعت "جام جم": "إن خوف أميركا من نجاح إيران في مختلف المجالات جعلهم يضعون خطط جزئية والسعي لزيادة دائرة نفوذهم في إيران ومنطقة غرب آسيا من خلال خلق تحديات مختلفة، لذلك كانت أميركا في حلقة مفرغة طيلة الـ 44 عامًا الماضية، وقد استخدمت هذه الأساليب مرارًا وتكرارًا لإسقاط الحكومة والأمة الإيرانية، لكنها لم تحقق النتيجة المرجوة، لذلك، وفقًا للعلاقات الجديدة التي تحكم العالم، خرجت مرة أخرى بإستراتيجية حرب ناعمة وجربت كل أنواع العداوات ضد الأمة الإيرانية التي، بحمد الله، استطاعت خطط القيادة ووحدة شعبها من إحباطها، وهم يتجولون بحثًا عن حل جديد لخلق حالة من انعدام الأمن ونشر الكراهية ضد جمهورية إيران الإسلامية".
وأضافت "جام جم": "من الحرب الناعمة، والرعب الأعمى، وإحداث عدم فعالية الأجهزة الأمنية، وإشاعة الشائعات، والتشويش وانحراف الرأي العام، هي جزء من سيناريوهات المعارضين الداخليين والخارجيين للنظام لإحداث الفوضى وتحريض بعض الشباب للمشاركة في أعمال الشغب. إن تكرار حادثة شاهشراغ الإرهابية أحد هذه المشاريع التي حدثت في الأيام الأخيرة من قبل أحد عناصر داعش".
النتيجة الإيجابية للحكومة في سياسة الجوار
من ناحيتها كتبت "قدس": "إن حضور إيران النشط في كل اجتماع اقتصادي، وخاصة في المنطقة، هو تعبير موضوعي عن التغيير في وجهة نظر الحكومة الثالثة عشرة بشأن العلاقات الدولية والدبلوماسية، وجهة نظر غيرت الأولوية في العلاقات الخارجية من الغرب إلى المنطقة والدول المجاورة، وأعلنت أن "الدبلوماسية المتوازنة"، و"الإقليمية"، و"تطوير الدبلوماسية الاقتصادية" هي المبادئ الثلاثة لخطط الحكومة.
وفي هذا الصدد أجرت صحيفة " قدس" حوارًا مع صادق كوشكي عضو هيئة التدريس في جامعة طهران حول الدبلوماسية الإقليمية للحكومة الثالثة عشرة وتأثيرها على التنمية الاقتصادية، وفي إشارة إلى المصالح المشتركة لإيران مع دول منطقة غرب آسيا، بما في ذلك الدول المطلة على الخليج، ذكر صادق كوشكي: "إذا أصبحت إيران أو تركيا أو المملكة العربية السعودية القوة الإقليمية الأولى، فسوف تدخل أيضًا الساحة العالمية بمرور الوقت، وإذا أردنا حل مشاكل السياسة الاقتصادية والخارجية للبلاد، فإن السبيل الوحيد هو التوجه نحو القدرة الذاتية والنمو".
وأضاف: "النمو المتوازن في هذه المجالات سيعزز أسس سلطة الأمة وستصبح الدول دولًا قوية في التفاعل مع الدول المجاورة، في الوضع الحالي، أثناء خلق فرص عمل صناعية للشباب، من الضروري أن يكون لديك تسويق أفضل من الدول الأوروبية من خلال إنتاج وتصدير منتجات صناعية ذات جودة جيدة إلى البلدان المجاورة مثل العراق وباكستان وآسيا الوسطى، والاستفادة من المزايا الثقافية والقواسم المشتركة معهم" .
وأوضح أنه في ذروة العقوبات من 2012 إلى 2018، تم تصدير ما متوسطه 8 مليارات دولار من البضائع من القطاع الخاص الإيراني إلى العراق، وبطريقة ما تم كسر العقوبات، وقال: "خلال فترة كورونا، بذل منافسون مثل تركيا جهودًا، لكن إيران لا تزال في معظم المنتجات لديها ميزة تنافسية، تعني السياسة الإقليمية تحويل عدو الجار إلى صديق، وهذا هو المكان الذي يجب أن ننتقل فيه من القفزة الاقتصادية إلى التنمية الثقافية، بالإضافة إلى الاستفادة من قدرة التبادل الطلابي، وتصدير منتجاتنا الفنية إلى البلدان التي لدينا معها قواسم مشتركة حضاريًا وثقافيًا".
ولفت كوشكي إلى أن سياسة إيران الإقليمية والجوار لا تقتصر على دول الجوار ويمكنها التواصل مع الدول الأخرى كسوق مستهدف، وقال: "على عكس السياسة الدولية، فإن أهم نقطة في السياسة الإقليمية هي المنفعة المتبادلة التي لا تؤدي إلى الصراع، لقد قبلت الحكومة الحالية السياسات الكبرى التي أعلنها قائد الثورة، وعلى الهيئة الحكومية أن ترافقها خطوة بخطوة لحل مشاكل البلاد".
على حدود الاكتفاء الذاتي
بدورها كتبت صحيفة "وطن أمروز": "تحقيق الاكتفاء الذاتي وخاصة في القمح موضوع كان هدفًا منذ السبعينيات ولم تستطع الدولة تحقيقه إلا لفترات قصيرة، الآن، بعد تولي الحكومة الثالثة عشرة السلطة وتنفيذ سياسات جديدة وإيجابية لوزارة الزراعة، نأمل ألا تكون هناك خطوة ناقصة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح".
وتابعت: "وفي هذا الصدد صرح نائب وزير الزراعة أن الشراء المضمون للقمح تجاوز 9 ملايين و700 ألف طن، وذكر أننا على بعد خطوة صغيرة من الاكتفاء الذاتي من القمح، وقال سيد مجتبي خيام نكوي، إن الشراء المضمون للقمح هذا العام تجاوز 9.7 مليون طن.
وأضاف: "إن كمية الشراء هذه تزيد 2.5 مليون طن عن العام الماضي، موضحًا أن احتياجات إيران الشهرية من القمح تبلغ مليون طن، ويحتاج قطاع الصناعة إلى حوالي 1.5 مليون طن، وبإجمالي إنتاج 13.5 مليون طن من القمح، ستكون إيران مكتفية ذاتيا بالكامل".
وبحسب "وطن أمروز"، فقد وصف نائب وزير الجهاد الزراعي تعاون الوزارات الأخرى للنهوض بأهداف الأمن الغذائي بأنه التحدي الثاني وقال: يعتقد البعض أن وزارة الجهاد الزراعي فقط هي المسؤولة عن الأمن الغذائي للبلاد، بينما يجب على 6 إلى 7 وزارات الوفاء بواجباتهم لضمان الأمن الغذائي للبلاد، على سبيل المثال، يجب على وزارة النفط توفير الأسمدة النيتروجينية للمزارعين في الوقت المحدد، ويجب على الوزارات الأخرى أداء واجباتها الموكلة إليها بنفس الطريقة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024