الخليج والعالم
كنعاني يعلن عن تفعيل اللّجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي الإيراني السعودي قريبًا
قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجيّة الإيرانية ناصر كنعاني إنّنا أجرينا مباحثات جيدة لإعادة تفعيل الاتفاقيات الموقعة مع السعوديّة، خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجيّة حسین أمیر عبد اللهیان إلی الرياض، وتقرّر تفعيل اجتماع اللّجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين الجانبين في أسرع وقت ممكن.
وأشار كنعاني، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إلى زیارة وزير الخارجيّة الإيراني للسعودية، وقال إنّ الزيارة جاءت بدعوة رسميّة من وزير الخارجيّة السعودي فيصل بن فرحان. ونوقشت، خلال الزيارة، القضايا التجارية وإعادة تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والقضايا الجمركية والتهرب الضريبي. كما وأوضح أنّه جرى مناقشة القضايا السياسيّة والاقتصاديّة والتجاريّة المهمّة وموضوع تشكيل منتدى حوار للتعاون الإقليمي، لافتًا إلى أنّ هذه الفكرة اقترحت في أثناء زيارة وزير الخارجيّة لبعض الدول العربية المطلّة على الخليج، وطُرحت مرة أخرى خلال زيارته للسعودية.
وتابع أنّ الجانب الإيراني أبلغ السعوديّة بأهداف هذه الفكرة، وأعرب الجانب السّعودي عن اهتمامه بالموضوع ودراسته. وأضاف: "نسير على طريق الحوار وتبادل الآراء في ظلّ الأجواء الإيجابية التي تشهدها المنطقة، ويمكن للخطوات الآتية أن توفّر الأرضیّة لإجراء مثل هذه المحادثات التي يمكن أن تؤدي إلى ضمان المصالح المشتركة لجميع أطراف شمال وجنوب الخليج". وقال إنّ الجانب السعودي أكد مرّة أخرى دعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى رئیس الجمهورية السيد إبراهیم رئيسي لزیارة الریاض، وهناك إجماع على أنّ الاستعدادات اللازمة لهذه الزیارة ستتم في الوقت المناسب.
وبخصوص مطالب إيران من كوريا الجنوبية، قال: "أجریت المحادثات والاتفاقیات اللازمة مع الجانب الكوري الجنوبي"، مضيفًا أنّ: "الإفراج عن ممتلكات إيران وأصولها يأتي في وقت حاولت فيه الولايات المتّحدة تجمیدها من خلال فرض حظر أحادي الجانب، لكن جهودنا الدبلوماسيّة والقانونية أجبرت أميركا على ایلاء الإهتمام بحقوق إيران". وتابع كنعاني: "كما تمّت عملية نقل جزء من الممتلكات والأصول الإيرانیة في العراق".
وبشأن موضوع المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتّحدة، قال كنعاني إنّها جرت في نطاق المحادثات التي حُددت، منها محادثات تبادل السّجناء والإفراج عن المعتقلين الإيرانيين في السّجون الأميركيّة، والإفراج عن الأصول والممتلكات الإيرانية المجمّدة. وأكد أنّه لا توجد خطط لإجراء المحادثات المباشرة بين إيران والولايات المتّحدة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتّحدة، أو في أي مكان آخر.
لا نقبل سفير السويد الجديد
وحول الإهانات المتكررة للقرآن الكريم، في السويد والدنمارك، أوضح كنعاني أنّه جرى استدعاء القائمين بأعمال سفارتي البلدين إلى وزارة الخارجيّة، وأعلنا أنّنا لن نقبل سفير السويد الجديد، في الوقت الراهن، احتجاجًا على هذه الإساءة وعدم قیام هاتين الحكومتين بإتخاذ إجراءات الجادة في هذا المجال. وتابع: "لا يمكن تسويغ حرق المصحف الشریف بأي شكل من الأشكال باللّجوء إلى شعار حرية التعبير".
وأوضح أننا اتخذنا إجراءات جادة في هذا الصدد، وقال: "هذا الموضوع نوقش أيضًا في الرياض، وجرى التأكيد على ضرورة متابعته بجديّة بناء على قرارات الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجيّة الدول الإسلاميّة والمهام الموكلة للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي".
الولايات المتّحدة هي المصدر الرئيسي لتصاعد الإرهاب في سورية
وحول تواجد القوات الأجنبيّة في سورية، قال: "لقد أعلنا مرارًا أنّ وجود القوات الأميركيّة في سورية غير قانوني، وقد أعلنت دمشق أن وجود هذه القوات في سورية بمثابة احتلال، وليس له أي أساس قانوني وهي تريد إنهاء تواجد هذه القوات على أراضيها". ولفت إلى أنّ وجود القوات الإيرانية في سورية استشاري، وبناءً على طلب الحكومة السورية، وفي سياق مواجهة الجانبين للإرهاب، لكن وجود القوات الأميركيّة في سورية كثف الأنشطة الإرهابية في هذا البلد".
نظرة إيران إلى بريكس إستراتيجيّة
وعن زيارة الرئيس الإيراني إلى جنوب إفريقيا للمشارکة فی قمة بريكس، قال كنعاني إنّ موضوع التعاون مع دول مجموعة بريكس وعضويتها مهمّ بالنسبة إلى إيران، ومشاركة رئیس الجمهوریّة هي في سياق القضية المستهدفة. وصرّح أنّ البريكس تحاول أن تجد مكانتها الخاصة في العالم، قائلًا إنّ التقارير تدلّ على مکانة هذه المجموعة، وفقد ارتفعت حصة الإنتاج الإجمالي لها إلى 26 بالمئة، وقدمنا طلب العضوية فیها بالنظر إلی مكانتها وأهمية العضوية في المنظمات الدولية.
سرقة أميركا للنفط الإيراني
وحول الأنباء التي تحدثت عن تفريغ شحنة محتجزة من النفط الخام الإيراني من جانب الولايات المتّحدة، قبالة ساحل تكساس، أوضح كنعاني أنّه لا يوجد معلومات مؤكدة حول هذا النبأ، مؤكدًا أنّ إیران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاك حقوق شعبها وستقطع أيدي المعتدين.
دول المنطقة تتجه نحو التقارب والتأزر
وبشأن ضمان أمن المنطقة من دون وجود القوات الأجنبيّة، قال: "یجب ضمان أمن المنطقة، وخاصة أمن الخليج، من الدول المطلّة علی الخليج، وهذا هو المبدأ العام". وشدّد على أنّ مصالح الحكومات الأخرى تأتي في سياق انعدام الأمن في المنطقة. وقال: "في الوقت نفسه الذي تتزايد فيه التقاربات والتآزر بين دول المنطقة، نشهد زيادة القوات العسكريّة الأميركيّة في المنطقة، وهذا عمل استفزازي، لكننا متفائلون أنّ عملية التعاون بين دول المنطقة ستمضي قدمًا بشكل أسرع".
لبنان
وحول العلاقات الإيرانية- اللبنانية، قال كنعاني إنّ الوضع في لبنان يستدعي التشاور على مختلف المستويات والمجالات، وقد قام مساعد الوزير خارجيّة الایراني مهدي شوشتري مؤخرًا بزيارة هذا البلد، حيث نوقش الوضع السياسي الأخير. وأضاف أنّ إيران حدّدت مسارات استشارية، من خلال صداقتها مع مختلف التيارات اللبنانية، بهدف مساعدة الأشقاء اللبنانيين، وستستمر هذه الزیارات والمحادثات بين الجانبين. وشدّد على أنّ إيران في طليعة مكافحة الإرهاب في المنطقة والعالم، ويعدّ الحرس الثوري الإيراني أكبر منظمة تكافح الإرهاب في العالم.
وفي إشارة إلى ذكرى عملية الصهاينة الحاقدة بإضرام النار في المسجد الأقصى واليوم العالمي للمساجد، قال إنّ مكانة المسجد الأقصى ذات أهمية كبيرة، والعالم الإسلامي لن يتحمّل أي نوع من التعرض والاعتداء عليه.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024