الخليج والعالم
أجواء الأربعين تعمّ العراق من الجنوب حتى الشمال
أعلنت وزارة الداخليّة العراقيّة استنفار كلّ إمكاناتها وطاقاتها لتأمين ذكرى أربعينيّة الإمام الحسين (ع) التي تحلّ في العشرين من شهر صفر، وللحفاظ على حياة الزائرين، فيما تتزايد يومًا بعد آخر أعداد المتوجّهين صوب كربلاء المقدّسة سيرًا على الأقدام من داخل العراق وخارجها.
في هذا السياق؛ أكدت وكالة الوزارة لشؤون الشّرطة استنفار مفارز مديريّة مكافحة المتفجّرات لتأمين الزيارة المليونيّة، مشيرةًـ في بيان لها، إلى أنّه: "استنادًا لتوجيهات وكيل الوزارة لشؤون الشّرطة، الفريق عادل عباس الخالدي وبإشراف مدير مكافحة المتفجرات، عزّزت مديريّة مكافحة المتفجرات مداخل مدينة كربلاء المقدّسة ومخارجها بمنظومات فحص المركبات "السونار" مع كوادر اختصاصيّة لتأمين دخول الأعداد الكبيرة للمركبات والزائرين، مع إرسال مفارز لمعالجة المتفجّرات لجميع المحافظات ولتأمين خط سير الزائرين لتلافي حدوث أي طارئ وإجراء عمليات مسح الطرق التي يسلكها الزائرون".
كما لفتت إلى أنّها ستقوم "بحملات توعية للمواطنين عن خطر الأجسام الغريبة وكيفيّة الوقاية منها، والابلاغ عنها في حال العثور عليها في الطرقات، والتعريف بالخط السّاخن الخاص بمديريّة مكافحة المتفجّرات".
وترافقت هذه الإجراءات مع خطط أمنيّة مكمّلة شرعت بها مختلف الأجهزة والمؤسسات الأمنية، في مختلف المحافظات، لاسيما تلك التي شهدت وتشهد مرور ملايين الزائرين منها، مثل/ البصرة، ذي قار، ميسان، المثنى، واسط،، الديوانية، بابل والنجف.
وإلى جانب الإجراءات والخطط الأمنية، فإنّ وزارات الصحة والنقل والبيئة والاتصالات، شرعت كلّ بحسب اختصاصها بخطط شاملة ومتكاملة لتقديم أفضل الخدمات للزائرين، بما يسهم في تيسير مسيرة الزيارة، وتقليل المخاطر الصحيّة والبيئية التي قد يتعرضون لها في ظلّ الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة.
كما أعلنت الحكومات المحليّة لمحافظات كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وبابل وواسط تعطيل الدوام الرسمي، لبضعة أيام حتى انتهاء مراسم الزيارة، علمًا أنّ هذه المحافظات تتحمّل العبء الأكبر، من حيث زخم وكثافة أعداد الزائرين مع اقتراب حلول موعد الأربعين.
أمّا بخصوص آليات دخول الزائرين القادمين من خارج البلاد لأداء الزيارة؛ فقد أعلنت وزارة الداخليّة العراقيّة في بيان لها أنّ: "اللجنة الأمنيّة العليا لتأمين زيارة الأربعين برئاسة وزير الداخليّة عبد الأمير الشمري تواصل عملها مع انتشار القطعات الأمنيّة المكلفة بهذا الواجب في جميع المناطق والطرق التي يسلكها الزائرون القاصدون نحو مدينة كربلاء المقدسة، وسط استنفار كامل للجهد الاستخباري والأمني والخدمي". وأضافت أنّ: "الجهات المعنية شرعت بإجراءاتها لتسهيل عملية دخول الزائرين من أحد عشر منفذًا بريًا وجويًا، وهي (المنذرية - زرباطية - الشيب - الشلامجة - سفوان - مندلي - كركوك - القائم - مطار بغداد - مطار النجف - مطار البصرة)، وقد بلغت أعداد العجلات الوافدة 1062 فيما بلغت أعداد الوافدين منذ بداية مراسم الزيارة 459444 وافدًا.
وأشارت الوزارة إلى أنّ: "الجهات المعنية كافة ستستمر بعملها لتسهيل عملية دخول الزائرين من جميع دول العالم، لإحياء هذه الذكرى الخالدة وتقديم أفضل الخدمات لهم، وفقًا للخطط المرسومة لإنجاح الزيارة التي من المؤمل أن يشارك فيها ملايين الزائرين من داخل البلاد وخارجها".
وفي سياق متصل، أعلن المسؤول في منظمة الطرق الإيرانية إيمان محرابي نيا عن مغادرة 700 ألف زائر إيراني حتى الآن لأداء زيارة الأربعين عبر ستة منافذ حدودية مع العراق. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن محرابي نيا قوله: "إنّ طريق مدينة إيلام - مهران (منفذ زرباطية في الجانب العراقي) يشهد مرور أكبر عدد من زوار الأربعين، وحركة المرور في هذا المحور كثيفة جدًا"، داعيًا الزوار الى أن: "يتجهوا إلى منافذ خسروي وباشماق وتمرجين"، نظرًا للبنية التحتية والطاقات التي أنشئت في هذه المنافذ لمرور الزوار بشكل أسهل".
يُذكر أنه منذ بضعة أعوام، وبفضل استتباب الأوضاع الأمنية في العراق، يشارك ملايين الزوار من عشرات البلدان المسلمة وغير المسلمة سنويًا في زيارة الأربعين. بيد أنّ العدد الأكبر من الزائرين يكون من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث أشارت الإحصائيات والتقديرات الرسمية وغير الرسمية العام الماضي إلى أنّ عددهم بلغ أربعة ملايين شخص، فيما يتوقع أن تصل أعدادهم هذا العام إلى خمسة ملايين زائر.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024