الخليج والعالم
"فايننشال تايمز": أوروبا تفشل في التخلي عن الغاز الروسي
كشف تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية استند إلى بيانات من منظمة "غلوبال ويتنس" الدولية أن دول الاتحاد الأوروبي تخطط لاستيراد كميات قياسية من الغاز الطبيعي المسال من روسيا خلال العام 2023، رغم مساعي بروكسل للتخلص التدريجي من الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي بحلول 2027.
ووفقًا للتقرير فإن بلجيكا وإسبانيا احتلتا المركزين الثاني والثالث في الأشهر السبعة الأولى من العام 2023 بعد الصين في قائمة كبار مشتري الغاز الطبيعي المسال الروسي.
وصعدت إمدادات الغاز الطبيعي المسال من روسيا إلى الصين في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو 2023 على أساس سنوي بنسبة 62.7% إلى 4.46 مليون طن، ومن حيث القيمة، ارتفعت هذه الواردات بنسبة 21.9% لتتجاوز 2.98 مليار دولار، بحسب بيانات إدارة الجمارك الصينية.
وفي ما يتعلق بواردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال بشكل عام، ذكرت الصحيفة البريطانية، أن واردات الاتحاد من هذه المادة صعدت بنسبة 40% بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2021، قبل إطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
من جهته، وصف جوناثان نورونها جانت، المتحدث باسم "غلوبال ويتنس" الأمر بأنه أمر مثير للصدمة، وقال: "من المثير للصدمة أن دول المجتمع تسعى جاهدة بأي ثمن للتخلي عن الغاز الروسي المورد عبر الأنابيب لاستبداله بـ(الغاز الطبيعي المسال)".
بدوره، يرى المحلل في شركة الاستشارات ICIS أليكس فرولي: "المشترون في أوروبا سيستمرون بشراء الغاز من روسيا وأي تخفيض في الإمدادات من روسيا من شأنه أن يجعل الاتحاد الأوروبي عرضة للخطر".
وكان مسؤولون في الاتحاد الأوروبي قد حذروا أن فرض حظر شامل على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي يمكن أن يؤدي إلى أزمة طاقة في 2023 مماثلة لأزمة العام الماضي.
وبعد إطلاق روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات واسعة على موسكو، وأعلن عن خطة للتخلي عن إمدادات النفط والغاز من روسيا.
من جهتها، بدأت روسيا بتوسيع وتعزيز علاقاتها مع الدول الآسيوية والاتجاه شرقًا بسبب الموقف المعادي للدول الأوروبية، وبالفعل بدأت تزيد إمدادات الطاقة إلى هذه الدول، ولا سيما الصين والهند.