معركة أولي البأس

الخليج والعالم

أيام الفن الملتزم في جزيرة قرقنة التونسية
01/09/2023

أيام الفن الملتزم في جزيرة قرقنة التونسية

تونس – عبير قاسم

على مدى الأيام الماضية كان أهالي جزيرة قرقنة الواقعة في الجنوب التونسي على موعد مع فعاليات أيام الفن الملتزم التي نظمتها جمعية "أحباء عم خميس" بمشاركة مركز "دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء"، وذلك بمركز الاصطياف والتخييم بالرملة، بحضور ثلة من المناضلين من المدن التونسية، قصر هلال، وتطاوين، والشابة، وصفاقس، وسيدي بوزيد، وسوسة، وبمشاركة نائب قرقنة في مجلس نواب الشعب محمود شلغاف.

ولعل أهم ما في الفعاليات هو التركيز على البعد النضالي في الأدب الفلسطيني وكيف كان عاملًا وأحد وجوه المقاومة الثقافية التي تخلق وعيًا بأهمية الالتزام بالقضايا الوطنية. 

واللافت هو الحضور الجماهيري من كل الأعمار والفئات ليعكس تعلق أهالي قرقنة بالقضية الفلسطينية والمقاومة بكل أبعادها وأشكالها. 

أيام الفن الملتزم في جزيرة قرقنة التونسية

غسان كنفاني الحاضر في غيابه

أدب غسان كنفاني كان حاضرًا في غيابه من خلال محاضرة الباحثة بمركز "دراسات أرض فلسطين" سمر عبد العظيم، والتي قدمت محاضرة بعنوان "الأسطورة عند غسان كنفاني: قصة الأخضر والأحمر انموذجًا". 

وأشارت في حوار لموقع "العهد" الإخباري إلى أنها اختارت هذا الموضوع لما فيه من أبعاد نضالية هامة، ولفتت إلى التوظيف الرمزي للأسطورة في قصة الأخضر والأحمر، ويتبدى ذلك من خلال ولادة بطل القصة من العين، إضافة للدلالات الرمزية التي ينضوي عليها العنوان، والتي تتكشف من خلال لون البطل (الأسود) ولون قلبه (الأبيض)، الأمر الذي يضعنا أمام صورة العلم الفلسطيني بكل دلالاته الغنية والنضالية، وفق قولها. 

كما قدم مدير مركز دراسات أرض فلسطين عابد الزريعي مداخلة بعنوان "دور الأدب الشعبي الفلسطيني في بناء الذاكرة الوطنية.. ثورة البراق انموذجا"، وذلك ارتباطًا بالذكرى الرابعة والتسعين لثورة البراق التي اندلعت في القدس بتاريخ 29 آب/أغسطس 1929، وبعد سرد وقائع الثورة، تم تحديد أربعة مستويات للأدب الشعبي من أغاني وحكايات الذي رافقها، تتقاطع مع أربعة جوانب للذاكرة، وهي المستوى التسجيلي الذي اهتم بالذاكرة التاريخية للشعب الفلسطيني، والمستوى التصويري الذي اهتم بالذاكرة الوجدانية، والمستوى التحليلي الذي اهتم بالذاكرة السياسية، والمستوى التحريضي الذي اهتم بالذاكرة العملية. 

أما المداخلة الثالثة فقد قدمها محمد الشابي، الكاتب العام لجمعية "عم خميس" ومنسق فعاليات الأيام، وكانت بعنوان "أدب الأطفال الصهيوني". 

وأكد لـ"العهد" أن غسان كنفاني هو أول من لفت نظر القارئ العربي إلى الأدب الصهيوني، وأصدر كتابًا عن الموضوع.

وأشار إلى أنه ضمن هذا الأدب بمعناه العام يوجد أدب الأطفال الصهيوني وهو الحامل للمفاهيم والأيديولوجيا الصهيونية التي يتم تلقينها عبر القصص والمسرحيات وكافة أشكال الانتاج الأدبي من أجل اعداد أولئك الأطفال، ومنذ وقت مبكر للانخراط في منظومة الأيديولوجيا الصهيونية بطابعها العنصري والتوسعي الاستعماري. 

أيام الفن الملتزم في جزيرة قرقنة التونسية

أدب المقاومة

وطرحت خلال الندوة تساؤلات حول أدب المقاومة من خلال مداخلة الدكتورة سهير أيوب التي أكدت أن أدب المقاومة هو أدب الذات الجماعية، ولا يقتصر على أدب الناس الذين تغتصب وتحتل أرضهم وأوطانهم فقط، بل هو أيضًا أدب كل الفئات المقهورة التي تقاوم وتدافع عن قضاياها العادلة. 

ورأت أن أدب المقاومة بمعناه العام، ينطوي على الأيديولوجيا المباشرة وهي مسألة لا تحط منه بقدر ما تحدد سماته اللصيقة، وانطلاقًا من ذلك فإن أدباء المقاومة لم يهملوا الجانب الجمالي في ابداعهم كما يروج.

وتخلل الفعاليات ورشات عمل مخصصة للأطفال بإشراف كاتب قصص الأطفال محمود الغريبي، وذلك للتركز على أهمية نقل الوعي بالقضية الفلسطينية إلى الأطفال في عمر مبكر. 

وخلال الورشة، أُدير حوار معمق مع الأطفال حول القصص التي يقرؤونها، والجوانب التي يهتمون بها، وجرى ادماجهم في عمليات إبداعية مباشرة. 

كما تخلل الفعاليات عروض موسيقية للأغاني الملتزمة من التراث الشعبي الفلسطيني، فكانت رحلة روحية إلى فلسطين حبيبة الجماهير التونسية وبوصلتهم الأولى.  

كذلك تم عرض لوحات فنية للراحل "عم خميس" وهو شاعر ومناضل تونسي، بينما تمثل الثاني في معرض وثائقي لتجربة "صوت الأمل" للإنتاج السمعي والبصري والتنمية الثقافية، وهي شركة أسسها المناضل عبد الله بن جعفر الشرقي لنشر ودعم الفن والفنانين الملتزمين خلال سنوات الجمر في تونس.

أيام الفن الملتزم في جزيرة قرقنة التونسية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل