الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: واشنطن و"تل أبيب" متخوفتان من إحياء العلاقات الإيرانية المصرية
تصدّر بعض الصحف الإيرانية، اليوم السبت 1 تشرين الأول/أوكتوبر، العناوين المتعلقة بالمساعي الحثيثة من قبل الغرب والكيان الصهيوني لتطبيع العلاقات بينه وبين السعودية، كما برز اهتمام الصحف الإيرانية بمسار تحسين العلاقات الإيرانية المصرية ومخاوف واشنطن و"تل أبيب".
مصير مساعي التطبيع السعودي الإسرائيلي
بدورها، كتبت صحيفة "كيهان" أنّه "تشير بعض المعلومات المسربة للإعلام في الغرب أن النظامين "الإسرائيلي" والسعودي على اتصال ببعضهما البعض منذ فترة طويلة، وأن هناك تحرك نحو "تطبيع" العلاقات بين النظامين، وبقي في الواقع التحرك نحو "الإعلان" عن هذه العلاقات والهدف الآن هو "الإقناع" أكثر من أي شيء آخر".
وتابعت "شعب السعودية، مثل العديد من شعوب الدول العربية والإسلامية، يقف بقوة ضد الصهاينة، ويؤكد هذا الأمر استطلاعات الرأي المختلفة والتي تنشر مؤخرًا، فإن معظم السعوديين لا يريدون تطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني، وينبغي أن يقال أيضاً أنه ورغم أن محمد بن سلمان أظهر أنه يضغط على الأمريكيين بأدوات النفط، إلا أن هذه الخلافات التي تنشأ بين الحين والآخر لم تسبب انقطاع في العلاقة بين الاثنين حتى الآن، في الأساس، يتم ترتيب العلاقات بين السعودية وأميركا والبنى التحتية السياسية والعسكرية وحتى الاقتصادية في بعض الأحيان للسعودية بطريقة تجعل آل سعود سيواجهون مشاكل كبيرة بدون الغرب. نحن لا نقول أنه ليس هناك خلافات بين هذين البلدين، ولكن الذي نريد قوله إن العلاقة بين هذين البلردين مرتبة بحيث لا يمكن أن تزول بسهولة لمجرد هكذا خلافات".
وفيما يتعلق بالمصالحة بين إيران والسعودية، كتبت "كيهان": "حدثت أشياء جيدة حتى هذه اللحظة، ولو ببطء، إن عودة الهدوء النسبي إلى ساحات القتال في اليمن، والمفاوضات الجارية بين أنصار الله والوفد السعودي، وتقييم الأطراف لها على أنها "تتقدم للأمام"، كل هذه أمور أيجابية لا بد من أخذها بعين الاعتبار. وأيضًا إن اليمنيين -بتلك الخصائص الفريدة التي يتمتعون بها- أصبحوا اليوم أقوياء لدرجة أنهم لا يحتاجون إلى دعم أي دولة في حال استئناف الحرب، ويمكن لهذه القوة أن تبقي محرك مفاوضات السلام مستمرًا، وما زلنا نعتقد أن المفاوضات الجارية بين إيران والسعودية، وكذلك أنصار الله والسعودية، مهمة لأننا نعتقد أن الاتفاق والمصالحة مع السعودية -إذا لم تتصادم- يعني المصالحة مع دول الإمارات، قطر والأردن والبحرين وغيرها. وأقل إنجازاتها لكل هذه الدول والمنطقة سيكون السلام وتحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية ومنع هدر القوة والطاقة والتكاليف التي أنفقت على المواجهة بين الأطراف".
واشنطن و"تل أبيب" متخوفتان من إحياء العلاقات الإيرانية المصرية
إلى ذلك، كتبت صحيفة " إيران" أنّه "قبل 6 أشهر، وبعد المحادثات بين السعودية وإيران لتحسين العلاقات بينهما، ترددت همسات عن تعزيز العلاقات بين إيران ومصر، بدأت عملية إعادة العلاقات بين مصر وإيران منذ نحو عامين، وفي الأشهر الأخيرة، وبتشجيع من السعودية، تم تسريع هذه العملية"
وتابعت "في الوقت الحالي، لدى كل من مصر وإيران أسبابهما الخاصة لتحسين العلاقات الثنائية، بالنسبة للقاهرة، فإن محاولة تحسين العلاقات مع طهران لها أهمية كبيرة، لأنها يمكن أن تحسن حماية الممر المائي الحيوي لقناة السويس وضمان المرور الآمن للسفن عبر مضيق باب المندب بمساعدة ومشورة إيران الأمنية، بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز التعاون الإقليمي والاستراتيجي مع طهران في مجال مختلف الدول، بما في ذلك حالات مثل سوريا والعراق واليمن وفلسطين، سيعود بالنفع على مصر، وبحسب خبراء في المنطقة، فإن تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر وإيران يعد جانبًا مهمًا آخر لإحياء العلاقات بين البلدين، خاصة وأن مصر تواجه أزمة اقتصادية حادة في الأشهر الأخيرة، تتسم بارتفاع معدلات التضخم والديون الخارجية، وعلى الرغم من ذلك فإن إعادة العلاقات بين القاهرة وطهران ستسهل تدفق السياح الإيرانيين إلى مصر، وهو ما يمكن أن يوفر العملة التي تحتاجها هذه الدولة، كما أن التوسع في تصدير البضائع المصرية إلى السوق الإيرانية سيكون مربحًا وفعالًا لهم أيضًا".
وبحسب ما ذكرت صحيفة "إيران"، فإنّه "من ناحية أخرى، إعادة وتطبيع العلاقات مع مصر سيعمل على تحييد مساعي أمريكا ونظام الاحتلال الصهيوني لعزل إيران، ولذا تعمل تل أبيب بنشاط على بناء تحالف إقليمي ضد إيران وضد منشآتها النووية؛ ولذلك فإن التقارب بين مصر وإيران سيشكل تحدياً كبيراً لجهود "إسرائيل"، كما أن تحسين العلاقات مع مصر سيعزز حضور إيران الإقليمي ويحافظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة العربية، وبالإضافة إلى ذلك، فإنه سيساعد على تخفيف التوترات الإيرانية مع الدول العربية في الخليج".
وختم الصحيفة بالقول: "هناك تحليلات مختلفة للمسار الجديد الذي ينتظر إيران ومصر، على سبيل المثال، قال أيمن سلامة، عضو مجلس الشؤون الخارجية المصري، أن هناك عقبات أمام تطبيع العلاقات، من بينها تخوف وتخوف النظام الصهيوني من عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، وعلى أية حال فقد اتفق وزيرا إيران ومصر على مواصلة التواصل بينهما لمتابعة مختلف القضايا التي تهم البلدين على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية.، وبالنظر إلى المواقف الإيجابية لسلطات الجمهورية الإسلامية في إيران ومصر في طريق إحياء العلاقات ورغم العقبات والتحديات التي تواجهها، يبدو أن البلدين لديهما إصرار جدي في طريق تجديد العلاقات".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024