الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الحرب على غزة ستُغيّر وجه المنطقة
تحدثت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم الخميس، عن خطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، يوم أمس أمام جمع كبير من طلاب المدارس والجامعات في طهران، والذي أشار فيه إلى الصراع الحالي القائم بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، ورأى أنه: "صراع صريح بين الحق والباطل".
كما ركّزت الصحف على الخطاب المرتقب، يوم غد، للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، ونشرت العديد من مقالات الرأي التي تستشرف وضع المقاومة الإسلامية في لبنان.
دبلوماسية المقاومة جزء من المعركة
أشارت صحيفة "قدس" إلى الحركة الدبلوماسية التي تقودها إيران، في دول المنطقة، لتأكيد دعمها للشعب الفلسطيني، وقالت إن: "الجهاز الدبلوماسي لجمهورية الإسلامية يقود تحركات فعالة للدفاع عن القضية الفلسطينية في جدول أعماله، وكانت الرحلات المكثفة لوزير الخارجية حسين أمير عبد اللّهيان جميعها في هذا السياق".
وأوضحت أن: "الرحلة الثانية لعبد اللّهيان إلى قطر وتركيا كانت مهمة للغاية من أجل التحقيق في التطورات في غزة ووقف الهجمات الوحشية التي يشنّها جيش الإحتلال"، مضيفة أنه: "نفذ جولته الدبلوماسية الأولى للبحث في هذه القضايا في العراق ولبنان وسوريا وقطر والسعودية ونيويورك".
رأت الصحيفة أن: "التحذيرات الدبلوماسية والتهديدات الخطيرة التي أطلقها عبد اللّهيان بالرد على الجرائم الصهيونية، فضلا عن توجهه لاتخاذ إجراءات قانونية في المحافل الدولية كلها تشير إلى أن إيران اتخذت خطوة سريعة في مفاوضاتها للدفاع عن الشعب الفلسطيني"، مضيفة أن: " لقاء عبد اللهيان مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" أثار ردود فعل جدية في وسائل الإعلام العالمية، وأظهر للعالم أنه على عكس العديد من الدول، لا يقف الشعب الإيراني مع القضية الفلسطينية فحسب، بل أيضًا قادة الجمهورية الإسلامية يدعمون فلسطين".
وذكرت الصحيفة أن :"أهم إنجاز للمفاوضات التي تقودها إيران هو التقارب الإقليمي لتشكيل جبهة موحدة ضد الكيان الصهيوني، فبعد الرحلة إلى السعودية حاولت إقناع هذه الدول باتخاذ موقف واحد في مقاطعة الكيان في قمة الدول الإسلامية. وقد أدت الضغوطات الدبلوماسية الإيرانية إلى وقف تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض". وتابعت أن الزيارات المتواصلة في الجولة الثانية من رحلات عبد اللّهيان تُظهر تصميم إيران العقائدي على دعم قضية القدس الشريف، فبسبب التوجهات الدبلوماسية الإيرانية الجادة، خاصة بعد لقاء عبد اللّهيان مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، حيث شهدنا فتح معبر رفح أمام الجرحى والمصابين بوساطة قطرية، بالإضافة إلى وصول أولى سيارات الإسعاف إلى مصر من قطاع غزة.
ووفقًا للصحيفة، لم تنته هذه الدبلوماسية النشطة هنا، فقد طالب عبد اللّهيان، خلال لقائه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بوقف إرسال الوقود إلى فلسطين المحتلة، كما أجرى محادثة هاتفية مع رؤساء ايرلندا والفاتيكان ومالطا.
تحديات أميركا الجديدة وخطاب الإمام الخامنئي
كتب الخبير، في الشؤون الدولية، جواد منصوري في صحيفة " جام جم" اليوم : "الحكومات الأمريكية والأوروبية حاليا في صراع حاد لا يمكن حله، فمن ناحية تُعدّ "إسرائيل" قاعدة دفاعهم وحاجزهم ضد العالم الإسلامي، ومن ناحية أخرى، تصرفات هذا الكيان الغاصب قد تعرّض مصالح الولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا للخطر، لذلك تواصل واشنطن دعم جرائم العدو بلا حدود كما تطلب بحذر من دول المنطقة عدم الاقتراب من هذا الصراع حفاظًا على مصالحها".
وأضاف منصوري: "هناك احتمال بأن تتعارض مصالح دول المنطقة مع مصالح الولايات المتحدة، وما يزيد من هذا الاحتمال هو كلام الإمام الخامنئي بهذا الشأن، والذي يمكن أن يسبّب تحديات جديدة للولايات المتحدة. إذ أكد سماحته ضرورة مشاركة الدول الإسلامية والتحرك لمعاقبة "إسرائيل" التي تعدّ تهديدًا كبيرًا لمصالح أمريكا في غرب آسيا"، مضيفًا أن: "التنبؤ بوضع الحرب الحالي معقد للغاية وليس بسيطًا، ولا يبدو أن وقف إطلاق النار سيحدث قريبّا، لأن وجود "إسرائيل" الآن بصفتها رقيبًا للغرب في المنطقة أصبح أمرًا موضع تساؤل، وعلى الغرب أولاً أن يجد بديلاً للكيان الصهيوني، فستسود ظروف الحرب في المنطقة في الوقت الراهن، وتتأثر مجمل المعادلات الإقليمية والوضع الدولي بحرب غزة... لذلك؛ فإنّ تطورات الحرب سترسم في الأسابيع المقبلة أجواءً جديدة في المنطقة".
وقال: "في العقود القليلة الماضية، لم ترَ حكومة العدو الكثير من حقائق المنطقة كما ينبغي، وكان لديها نوع من التفاؤل أو التجاهل للحقائق، خاصة فيما يتعلق بتطبيع العلاقات. إذ لم يتخيل الكيان الصهيوني أن الشعب الفلسطيني سيقرر بنفسه بشكل مستقل الحرب والمواجهة، حتى في الظروف التي تحركت فيها بعض حكومات المنطقة نحو التطبيع. لقد تصور العدو أن هذه الأمة ستنجرّ إلى نوع من التسوية لأسباب مناطقية وعرقية وانتمائية، ولم يتخيلوا هذا القرار الثوري من الفلسطينيين. ومن الطبيعي أن هذه الضربة ستكون غير قابلة للإصلاح، بمعنى آخر، كان تصور "إسرائيل" أنّ أصدقاءها الجدد في المنطقة سيمنعون التحركات الفعالة للحركات الفلسطينية، وما حصل هو خلاف للتوقعات بشكل كامل".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024