الخليج والعالم
الحزب الديمقراطي الأمريكي يتراجع عن دعمه المطلق للعدو في غزة
سلّطت مجلة "بوليتيكو" الضوء على المخاوف التي أعرب عنها بعض المشرعين الديمقراطيين الأميركيين المحسوبين على المعسكر التقليدي حيال الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك بعد ما كانوا قد أيدوا "حق "إسرائيل" بالدفاع عن نفسها".
وأشارت المجلة إلى أن كلًّا من السيناتور كريس مورفي والسيناتور ديك دوربين والنائب جايسون كرو هم من بين الذين تراجعوا عن موقف الدعم المطلق للحملة العسكرية الإسرائيلية، مؤكدةً أن ذلك يُعدّ تحولًا مهمًا، فالشخصيات المذكورة لا تنتمي إلى الجناح التقدمي، وكانت قد دعمت بشكل شبه كامل "إسرائيل"، خصوصًا تقديم الدعم العسكري لها.
كذلك نقلت المجلة، عن كريس مورفي عضو اللجنة الفرعية لقضايا الشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، قوله إن وتيرة الضحايا المدنيين داخل غزة غير مقبول، ولا يمكن أن يستمر. وأشارت المجلة إلى أن مورفي حثّ "إسرائيل" على إعادة النظر فورًا في مقاربتها، واعتماد حملة "متكافئة أكثر".
كما نقلت المجلة عن ديك دوربين، والذي يرأس لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ، قوله إن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار، وذلك كون الاضطرابات وصلت إلى مستوى لا يمكن تحمّله.
كذلك أشارت المجلة إلى ما قاله جايسون كرو، وهو جندي أميركي سابق شارك في حربي العراق وأفغانستان، أن قصف مخيم جباليا ما كان ينبغي أن يحصل. ولفتت إلى كلام كرو ناتج عن تجربته، فقد سبق وشارك شخصيًا بحروب داخل مدن مكتظة بالسكان، وأنه كان يجري تغييرًا للخطط في حال وجود مدنيين.
وتحدثت "بوليتيكو" عن تزايد الدعم للفلسطينيين داخل الحزب الديمقراطي، خلال الأعوام الأخيرة، مردفة: "المظاهرات ورسائل الموظفين تزيد من الضغوط على الحرب لتبني مقاربة مختلفة حيال ما يجري اليوم".
انعطافة رئيس لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ
في سياق متصل، سلّط موقع "The Intercept" الضوء تحديدًا على موقف دوربين، والذي وصفه بالموقف المفاجئ نظرًا إلى تاريخ الأخير. وقال الموقع إن دوربين هو المجند الأول للوبي "الأبيك" الداعم لـ "إسرائيل"، حيث نجح بهزيمة مرشح آخر كانت تعارضه "آيبك"، وذلك في العام 1982.
كما أوضح الموقع أن "آيبك" جنّد دوربين، في العام 1982، من أجل مواجهة النائب عن مقعد ولاية الينوي الأميركية وقتها بول فيندلي، والذي كانت تعدّه "آيبك" داعمًا للفلسطينيين.
وأشار الموقع إلى ما قاله فيندلي، وقتها، عن أنّه لما كان دخل في سباق انتخابي محتدم مع دوربين لولا الانتقادات التي كان يوجهها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي -وقتها- مناحيم بيغن.
كذلك لفت الموقع إلى أن فيندلي خسر المعركة الانتخابية، وتاليًا وصلت الرسالة، ومفادها أن إبداء التعاطف مع الفلسطينيين والتردد في الدعم المطلق لـ "إسرائيل" قد يحمل معه أثمانًا سياسية، حتى في المناطق التي يوجد فيها عدد كبير من ذوي الأصول العربية.
وتابع الموقع أن "آيبك" جنّد، في الدورة الانتخابية التالية، الديمقراطي بول سايمون بمواجهة السيناتور عن ولاية الينوي تشارلز بيرسي، والذي كانت تعدّ كذلك "آيبك" متعاطفًا مع الفلسطينيين.
وأردفت أن سايمون فاز بهذه المعركة الانتخابية، والمدير التنفيذي لـ "آيبك" المدعو "توماس داين" قال -وقتها- إن ما حدث هو بمثابة تحذير، مضيفًا أن اليهود في أميركا احتشدوا من أجل إخراج بيرسي من منصبه، والرسالة وصلت إلى السياسيين الأميركيين الذين يحتلون المناصب الحكومية، وأيضًا إلى الذين يطمحون بالدخول إلى عالم السياسية في أميركا.
ولفت "The Intercept" إلى أن دوربين كان له موقف معاكس لـ "آيبك" حيال الاتفاق النووي مع إيران، في العام 2015، حين عمل دوربين على حشد الدعم الديمقراطي للاتفاق، بينما أنفقت "آيبك" وفقًا للمعطيات مبلغ 20 مليار دولار من أجل تعطيله.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024