الخليج والعالم
خطاب السيد نصر الله يتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم السبت 04 تشرين الأول 2023 بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس، إذ احتلت صورة السيد نصر الله العديد من واجهات وأغلفة الصحف والمجلات مع عناوين مثل "الاقتدار والحكمة" و"الحرب قابلة للتوسع"، و"أعددنا للسفن الأميركية عدتها"، وغيرها من القضايا المهمة التي طرحها السيد في الخطاب.
كما تصدر الصحف اليوم خبر زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى كردستان، ونزوله بين الناس، إذ تمّ استقباله بشكل حاشد جدًا، ونتج عن هذه الزيارة تفعيل 16 مشروعًا حيويًا في هذه المنطقة.
خارطة طريق جبهة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني
الخبير في الشؤون الدولية مصطفى خوش ششم قال في صحيفة "همشهري" إن "السيد حسن نصر الله تناول في كلمته يوم الجمعة قضايا أساسية تحيط بالتطورات الأخيرة في الأراضي المحتلة، والتي لها أهمية أساسية لجهة تحديد استراتيجيات الحرب التي تخوضها جبهة المقاومة في هذه المنطقة، هذا على الرغم من أن الرأي العام العالمي انتظر خلال الأيام القليلة الماضية هذا الخطاب بحساسية خاصة، وأثيرت تكهنات مختلفة بهذا الشأن".
وأضاف: "في ظل الوضع الذي أصبحت فيه التكهنات في الأيام الأخيرة حول محور خطاب الأمين العام لحزب الله أحد المواضيع الرئيسية التي تحظى باهتمام النظام الصهيوني، إذ أعربت وسائل إعلام هذا النظام بوضوح عن قلقها بشأن هذا الخطاب، رسم نصر الله الخطوط الاستراتيجية لجبهة المقاومة في مواجهة التطورات".
وتابع: "في هذه الأثناء، أعتقد أن النقطة الأهم التي يمكن ملاحظتها من كلام الأمين العام لحزب الله أكثر من أي شيء آخر هي شرح استراتيجية حزب الله في الاعتماد على استراتيجية طويلة الأمد وشاملة لإضعاف النظام الصهيوني، والتي تبين أنها تقوم على "الضغط التدريجي" على "تل أبيب""، موكدًا أنه "في مثل هذه الحالة، فإن ما لا ينبغي إغفاله هو الأهداف التي تؤخذ بعين الاعتبار عند اعتماد مثل هذه الاستراتيجية، ولذلك فإن استراتيجية "الضغط التدريجي" المركزية على الكيان الصهيوني تسعى إلى تحقيق هدفين أساسيين؛ أولًا "تثبيت وقف إطلاق النار في غزة في أسرع وقت ممكن ومنع الإبادة الجماعية في غزة"، وثانيًا "مساعدة المقاومين على الانتصار في غزة على العدو الصهيوني"، وشدد السيد حسن نصر الله في كلمته على تحقيق هذين الهدفين، وفي الوضع الراهن، وضعت جميع فصائل المقاومة استراتيجياتها على أساس تحقيق هذين الهدفين".
وأردف: "فيما يتعلق بالهدف الأول، النقطة هنا هي أنه على الرغم من أنه يبدو غير مرجحًا، إذا قبل النظام الصهيوني وقف إطلاق النار في غزة، فمن ناحية، سيتم منع قتل الفلسطينيين والإبادة الجماعية في قطاع غزة، ومن ناحية أخرى، سوف يضطر الصهاينة إلى وقف إطلاق النار دون أي إنجازات؛ وهذا فشل كبير لـ "تل أبيب"، ومع تحقيق هذا الهدف، سواء من الناحية الإنسانية أو الميدانية والعسكرية، فإن غزة هي التي ستخرج منتصرة من الميدان وستكون لها اليد العليا في هذه المعركة غير المتكافئة، أما الهدف الثاني، فلا بد من التأكيد على أن "مساعدة حماس على الانتصار" هي استراتيجية تنتهجها كافة تيارات محور المقاومة، وقد شهدنا مظاهرها المختلفة في الأسابيع الأخيرة، في مثل هذا الوضع، ما يبرز قبل كل شيء هو الاستراتيجية التي اعتمدها حزب الله لتحقيق هذا الهدف".
وأوضح: "في الوضع الراهن، أسست جبهة المقاومة اللبنانية استراتيجيتها على أساس "الزيادة التدريجية في حجم الحرب بالتوازي مع توسع الصراعات من قبل النظام الصهيوني"، وعلى هذا الأساس، فبقدر ما تتقدم "تل أبيب" في غزة وتستمر في هجومها الوحشي، فإن حزب الله سيهاجم النظام الصهيوني في الحدود الشمالية للأراضي المحتلة، وسيضيق المجال أمام جيش هذا النظام، وهو النهج الذي تطبقه جماعات المقاومة الأخرى في اليمن والعراق وسورية، بالتوازي مع حزب الله في لبنان".
وختم بالقول إن "تبني مثل هذا النهج سيجعل الوضع بالنسبة لـ "تل أبيب" أكثر تعقيدًا من ذي قبل، وسيضع النظام الصهيوني في حالة "حرب استنزاف"، وسيترافق هذا السيناريو مع أضرار سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية وأمنية طويلة المدى للصهاينة، بينما النقطة المهمة هي أنه بحسب بعض الاستطلاعات، فإن حوالي 10% من القوى العاملة النشطة في الأراضي المحتلة ذهبوا إلى ساحة القتال كجنود في الوضع الحالي، واستمرار هذه القضية سيسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه للاقتصاد، ومن ناحية أخرى فإن تورط "تل أبيب" في حرب استنزاف سيؤدي إلى هجرة المواطنين والشركات والمستثمرين من الأراضي المحتلة".
سقوط المتمردين في كردستان
في سياق آخر، ذكرت صحيفة "جام جم": "في شهر أيلول من العام الماضي، سافر السيد إبراهيم رئيسي إلى محافظة كردستان وسط أعمال الشغب من أجل متابعة وحل مشاكل الشعب هناك، وهي الوجهة التي كان يطمع الانفصاليون فيها دائمًا بسبب وجود تنوع مذهبي بين الشيعة والسنة"، مضيفةً: "في العام الماضي، خلال الحرب المركبة على إيران التي شنها أنصار هذه الحركة الانفصالية ضد جمهورية إيران الإسلامية، دخل الرئيس بذكاء إلى سوق سنندج في كردستان ليظهر أن الواقع والعلاقة بين شعب هذه المحافظة منسجمة مع الحكومة".
وتابعت: "أمس في زيارة السيد رئيسي إلى هذه المنطقة ضمن الجولة الثانية من رحلته فاجأه الشعب الكردستاني بالاستقبال الحماسي، حيث كان الاستقبال أشبه بملحمة".
وأردفت: "السيد رئيسي افتتح عدة مشاريع كبيرة للمحافظة، بما في ذلك سنندج – همدان مشروع السكك الحديدية، ومطار سقز، ومشاريع إمدادات المياه للمحافظة"، مشيرة إلى أنه "ناقش خلال اللقاء الذي أجراه مع علماء ورجال الدين الشيعة والسنة في المحافظة والذي عقد في الجامع الكبير في سنندج سبب عداء الأعداء للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
ونقلت عن السيد رئيسي قوله إنه "رغم كل المؤامرات والفتن من الأعداء أن يوقفوا تقدم البلاد، اليوم، نحن ولأجل اعتمادنا على الله وعلى قدرة الشباب الفريدة، فإن البلاد تسير على طريق النمو والتطور، وفكرة أن الجمهورية الإسلامية ستتوقف عن التقدم اختفت تمامًا من العقول".
وأشار السيد رئيسي، خلال لقاء جماعي مع عوائل شهداء هذه المحافظة، إلى نمو وتطور إقليم كوردستان إنتاجًا وعلمًا وثقافة، قائلًا إن "الأعداء، والمظلومون الذين لم يعكسوا هذا النمو والتطور لكردستان، مع المؤامرات والفتن في الاضطرابات الأمنية التي شهدتها العام الماضي واستهدفت وحدة الإقليم، إلا أن شعب كوردستان خذل الأعداء مرة أخرى بتعاطفه ووحدته".
وتطرق الرئيس خلال هذه الزيارة أيضًا إلى الجرائم البشعة والمروعة التي يرتكبها النظام الصهيوني في غزة، وبينما أعرب عن أسفه لصمت وتقاعس الدول العربية عن هذه الجرائم.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024