الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الصهاينة يحاولون إسكات الإعلام في غزة
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم، على لقاء آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني. وتصدرت العناوين تصريحات الإمام الخامنئي حول حرب غزة وتورط الإدارة الأميركية، بشكل رئيسي فيها، وأنها هي المسؤولة عن الجرائم الصهيونية.
كما اهتمت الصحف الإيرانية ببيان المساعي المستجدة في الخفاء لإخراج الصهاينة من الفخ الذي وقعوا فيه، في هذه الحرب، حيث وجّهت واشنطن عددًا من الرسائل إلى طهران في هذا الخصوص.
الصهاينة يحاولون إسكات الإعلام
حول جرائم الصهاينة، قالت صحيفة "إيران" إن الكيان الصهيوني يسعى لتحقيق إبادة جماعية في غزة بكل ما للكلمة من معنى، وفي الوقت نفسه، يحاول منع نشر الأخبار المتعلقة بجرائمه من خلال تعطيل عمل وسائل الإعلام بشتى الوسائل. فقد أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في غزة، خلال عرض آخر الإحصائيات خلال الحرب، أنّ عدد شهداء عدوان النظام الصهيوني بلغ 10220.
وأضافت: "تسعى وسائل الإعلام الموجودة، في غزة حتى الآن من خلال تعريض حياة مراسليها للخطر، أن تعكس القمع والمعاناة المفروضة على أهل غزة. ولكن مع استمرار الوضع الذي خلّقه جيش الاحتلال لعمل وسائل الإعلام من المحتمل أنه لن يبقى في غزة قريبًا أي صحفي يمكنه أن يعكس معاناة الفلسطينيين وجرائم النظام الصهيوني". وأردفت أن: "استهداف حياة الصحفيين هو أحد الأساليب التي يتبعها النظام الصهيوني بكل جدية، إذ تشير الإحصائيات إلى أنه خلال 31 يومًا منذ الحرب على غزة، استشهد 47 صحفيًا أثناء قيامهم بواجباتهم المهنية في تغطية مجازر وهجمات النظام الصهيوني، ومن أجل إجبار الصحفيين على مغادرة غزة ووقف التغطية الإعلامية لهذه الحرب، يستهدف النظام الصهيوني أيضًا عائلات هؤلاء الأشخاص".
ولفتت إلى أنه: "خلال الشهر الماضي، تعرضت عائلات عدد كبير من الصحفيين للهجوم، وقد استهدف الكيان الغاصب مكاتب إعلامية بشكل متكرر، وكان مكتب شبكة العالم الإخبارية، في منطقة الرمال في غزة، من أوائل المكاتب الإعلامية التي تعرضت للهجوم لمنعه من تغطية أخبار عدوان هذا النظام. وعلى إثر هذا الهجوم، توقفت أنشطة مكتب قناة العالم في غزة بشكل كامل، ولكن بعد مدة وجيزة نجح صحفيو هذه الشبكة في إعادة تشغيل التغطية ومواصلة عملهم الإخباري، وإلى جانب ذلك، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مكتب وكالة الصحافة الفرنسية وعددًا من وسائل الإعلام الأخرى في مدينة غزة، ظهر يوم الجمعة الماضي، وأعلنت وسائل إعلام العدو، أمس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف مقر مجموعة الإعلام الفلسطيني ما أدى إلى إصابة ثلاثة صحافيين".
وتابعت "إيران": "مما لا شك فيه أن الإنترنت يعدّ إحدى أدوات العمل الرئيسية للصحفيين في عالم اليوم، ولذلك حاول النظام الصهيوني مرارًا وتكرارًا، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، التدخل في طريقة إعلام الصحفيين من خلال تعطيل عمل شبكة الإنترنت وتقليل سرعتها وحتى قطعها بشكل كامل، وذلك على الرغم من أنه منذ بداية عدوان النظام الصهيوني على غزة كانت عشرات الكاميرات تغطي أحداث هذه المنطقة بشكل مباشر باستخدام شبكة الإنترنت الوطنية. وفي هذا الصدد، أعربت لجنة حماية الصحفيين عن قلقها البالغ إزاء هذه القضية، وحذرت من أن هذا الإجراء يمكن أن يؤدي إلى فجوة معلوماتية خطيرة مع عواقب وخيمة محتملة. وشددت اللجنة في بيان لها على أن: "هذا الانقطاع يمنع العالم من الوصول إلى الأخبار المهمة والحيوية الخاصة بالوضع، ويخلق فراغًا خطيرًا حول ما يحدث"، بالإضافة إلى أن المعلومات الحقيقية مشوهة بشكل كبير وغير متوفرة بسبب الدعاية القاتلة والمعلومات الكاذبة. وبعد هذا البيان، طلب الناس في جميع أنحاء العالم من إيلون ماسك توفير إمكان الوصول إلى ستارلينك للصحفيين وسكان غزة، وهو الطلب الذي لم يُقبل بالطبع، إذ قام ماسك بتأجيله موافقة منه لـــــ"تل أبيب"".
إبادة حقوق الإنسان
في سياق أخر، قالت صحيفة "جام جم": "في الوقت الذي قتل فيه الاحتلال أكثر من 4000 طفل فلسطيني وسط استمرار الإبادة الجماعية المفتوحة في غزة، أدانت المفوضية الأوروبية في بيان لها الإجراءات المعادية للسامية بعد بدء الحرب. وذكرت أنه بسبب ذلك سيطر الخوف على حياة اليهود الذين يعيشون في أوروبا، بمعنى آخر، بدلًا من إدانة الإبادة الجماعية للفلسطينيين على يد نظام الصهيونية المحتل، وجّه الاتحاد الأوروبي الأنظار إلى المعارضة للنظام الصهيوني وعدّها مثالًا على معاداة السامية. ففي التفاصيل نشرت مفوضية الاتحاد الأوروبي بيانًا وقحًا يظهر التواطؤ المطلق للأوروبيين في قتل الكيان الصهيوني للأطفال، وأعلنت أن: "الزيادة في الحوادث المعادية للسامية، في جميع أنحاء أوروبا، وصلت إلى مستويات عالية للغاية في الأيام الأخيرة، وهو ما يذكرنا ببعض أحلك المراحل في التاريخ"".
وأضافت "جام جم": "في هذا البيان الوقح؛ يقف الأوروبيون إلى جانب "إسرائيل"، حيث أدانوا المظاهرات المنددة بجرائم هذا الكيان وذكر أن هذه المظاهرات تتناقض بشكل صارخ مع القيم الأساسية وأسلوب الحياة الأوروبي وكل ما يمثله الاتحاد الأوروبي. والجزء الأكثر سخافة هو الجزء الأخير في البيان، وهو تأكيده على حقوق الإنسان والمساواة بين البشر كنموذج أوروبي، وفي ظل هذه النمذجة الزائفة، فقد آلاف الأطفال حياتهم في ظل صمت السياسيين ووسائل الإعلام الغربية".
وبحسب "جام جم": "ممّا لا شكّ فيه أن الأوروبيين هم الخاسرون الرئيسيون في حرب غزة، لقد دعم رؤساء الاتحاد الأوروبي بشكل كامل جرائم الإبادة الجماعية وجرائم النظام المحتل في قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، تتزايد مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن الأضرار التي قد تلحق بـ "تل أبيب" وواشنطن والغرب كل يوم، فإنّ الدخول غير المقيد للصهاينة في الحرب البرية في غزة، من ناحية، والمعلومات التي تُنقل إلى الأجهزة الأمنية في الغرب حول الفجوة الخطيرة بين قادة نظام الاحتلال، قد أدى إلى زيادة كبيرة في تكاليف الحرب. في هذه الأثناء يطلق الأوروبيون كلامًا من أجل اكتساب القدرة على إدارة المشهد إلى حد ما لصالح مصالحهم ومصالح الصهاينة، لكن جبهة المقاومة والغالبية العظمى من الرأي العام العالمي لا تستسلم لهذا الكلام الكاذب".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024