الخليج والعالم
انعدام إنسانية المجتمع الدولي محطّ اهتمام الصحف الإيرانية
تصدّر الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت (2 كانون الأول 2023) خبر توقف الهدنة بين الكيان الصهيوني والمقاومة في غزة، واستئناف العمليات العسكرية لقتل النساء والأطفال.
نعي للإنسانية!
وفي هذا السياق، كتب وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبداللهيان، في صحيفة "إيران": "خلال 48 يومًا من غزو النظام الصهيوني لغزة، خضعت القوانين الدولية الإنسانية لاختبار جدّي، وتحدى النظام الصهيوني المحتل بلا خجل شرعية الأنظمة الدولية، وفي مثل هذه الحالة، كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يطالب بتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني، في حين أن السلطات الصهيونية، بعبارات مثل "الإنسان الحيواني"، تصف الفلسطينيين وتسلب عنهم الجوهر الإنساني؟! نعم، عندما تصبح الإنسانية في مسلخ السياسة، ينبغي أن نحزن على الجنس البشري أولاً!".
وأضاف: "من الواضح أن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لم تحدث من فراغ، إن ظاهرة النظام الصهيوني الشريرة ترتكب الجرائم وتعمل على استقرار الاحتلال منذ عام 1948.. ما هو مؤكد هو الحق المشروع للشعب الفلسطيني المضطهد في القتال ضد نظام محتل، تعود نقطة انطلاق العدوان إلى عام 1948 وبداية احتلال النظام الصهيوني، ولا يوجد في القانون الدولي ما يسمى بالدفاع ضد الدفاع المشروع، ومن الواضح أنه لا ينبغي للمرء أن يقع في فخ هذه المغالطة الخادعة، إن ما يحدث في غزة هو في الواقع استمرار لجرائم نظام الاحتلال".
وتابع عبد اللهيان في مقاله في صحيفة "إيران": "اليوم يشهد المجتمع الدولي فشل الآليات الدولية؛ إن الآليات التي بنيت للتركيز على نظام ميثاق الأمم المتحدة وتحقيق السلام والأمن الدوليين، قد تعرضت للانهيار، إن المبادئ الإنسانية، التي نظمها القانون الدولي الإنساني، تُنتهك الواحدة تلو الأخرى، إن الطريق الصاعد والهبوط الذي سلكته الأمم المتحدة على مدى 70 عامًا من أجل التعايش الدولي يتم تجاوزه بوحشية حديثة.. ووفقًا لاتفاقية حظر الإبادة الجماعية لعام 1948، فإنّ الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية ملتزمتان بمنع حدوث الإبادة الجماعية، بينما في الصراع في غزة، أصبحوا هم أنفسهم أحد عناصر تسهيل الجريمة، أو بشكل أكثر دقة، شركاء في الجريمة...إن التسييس واعتماد المعايير المزدوجة يشكّل آفة تصيب المؤسسات الدولية، ومنذ عام 2015، انضمت فلسطين إلى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ومن الطبيعي أن الجرائم المرتكبة على أراضيها تقع ضمن اختصاص المحكمة، فكيف يظهر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في أوكرانيا مباشرة بعد 24 ساعة من بداية الأزمة ويشكّل أكبر فريق تحقيق للتحقيق في الأبعاد المحتملة للحادثة، بينما بعد شهر وذلك أيضًا بسبب ضغوط الرأي العام لا يأتي ليعزّي شعب فلسطين المظلوم".
عجز الكيان الصهيوني في مواجهة سلاح حماس السري
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز" اليوم: "بعد مرور ما يقرب من شهرين على بدء الحرب، واستخدام أقمار التجسس الأكثر تطورًا، وأنظمة رصد الأرض العميقة، لم تتمكن الولايات المتحدة ولا "إسرائيل" من اكتشاف الأنفاق الموجودة في غزة، بل إن الجيش الصهيوني، على الرغم من احتلاله لأماكن رئيسية في غزة، بما في ذلك مبنى البرلمان والمحكمة ومقر الشرطة والمستشفى الرئيسي في المدينة (الشفاء)، التي ادعى إخفاء مركز القيادة أو إبقاء السجناء تحته، فشل عمليا في الكشف عن سر أنفاق غزة، فإن احتلال مستشفى الشفاء، الذي ارتبط بانتهاك كافة مواثيق حقوق الإنسان خلال الحرب ومع الضجيج الدعائي الكبير لحكومة نتنياهو الحربية، أربك هذا النظام أكثر من غيره، في البداية زعموا أن قلب أنفاق غزة ينبض تحت هذا المجمع الطبي، ولكن بعد أسبوعين من نشر صور مزيفة لما يسمى بفتحات الأنفاق ومكاتب قيادة حماس تحتها، أعلنوا أخيرًا عن يأسهم، وبحسب آخر تقارير وسائل الإعلام العبرية، فإن سلاح حماس السري والمذهل هو شبكة من الأنفاق متوسط عمقها 75 مترًا تحت سطح الأرض، منها 1300 نفق منفصل، يصل طولها الإجمالي إلى 500 كيلومتر تحت الأرض، وتحتوي هذه المدينة غير المرئية على غرف قيادة وساحات تدريب وملاجئ وقاعات اجتماعات، وهي متصلة بنظام تهوئة متطور وإمدادات مستمرة بالمياه والكهرباء".
إعادة قراءة موقف الإمام الخامنئي
كتبت صحيفة "جام جم": "لقد قدم النظام الإسلامي للعالم حلاً محددًا وديمقراطيًا من أجل حل القضية الفلسطينية والقضاء على النظام المزيف الذي يعد مصدر الإرهاب وانعدام الأمن في المنطقة، وهو كما ذكر آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي: "الحل المنطقي هو الحل الذي تضطر إلى قبوله كل ضمائر العالم المستيقظة وكل من يؤمن بمفاهيم عالم اليوم... الحل هو طلب رأي الشعب الفلسطيني نفسه؛ كل المهجرين من فلسطين؛ وطبعًا من يريد العودة إلى أرض فلسطين ووطنه... ومن كان في فلسطين قبل عام 1948 وهو عام قيام دولة "إسرائيل" المزيفة - سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهوديين - ينبغي استشارتهم، وينبغي أن يحددوا نظام الحكم في الأراضي الفلسطينية في استفتاء عام، هذه هي الديمقراطية... يجب تشكيل ذلك النظام وتلك الحكومة واتخاذ القرارات بشأن من جاء إلى فلسطين بعد عام 1948".
وتابعت: "هذا هو بالضبط معنى "محو إسرائيل" من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية، أي تدمير النظام غير الشرعي والمزيف من خلال آلية تعتمد على تصويت الجمهور، في الواقع، إن تدمير النظام الصهيوني لا يعني بأي حال من الأحوال مذبحة الشعب اليهودي في تلك المنطقة.. أي إنه يجب إجراء استفتاء، ويجب تحديد النظام الذي يحكم هذه المنطقة من خلال الاستفتاء؛ معنى تدمير النظام الصهيوني هو هذا؛ آليتها هي هذه".
وختمت: "النقطة الأساسية في ذلك هي أن ميزان القوى في المنطقة اليوم يتغير مع تنامي قوة المقاومة الإسلامية لصالح الشعوب وعلى حساب الحكام والصهاينة، لقد وجّه طوفان الأقصى ضربة لا يمكن إصلاحها وهزيمة ساحقة لـ"إسرائيل" تسببَّت في سحب مشروع "أمركة" المنطقة.. عملية طوفان الأقصى، والتي رغم أنها كانت ضد الكيان الصهيوني، إلا أنها في اتجاه سحب "الأمركة"؛ لأنها أفسدت مخططات السياسات الأميركية في المنطقة، ومع استمرارها ستختفي هذه المخططات من أصلها".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024