معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: تهديدات نتنياهو تُظهر الضعف المنهجي لجيش الاحتلال
12/12/2023

الصحف الإيرانية: تهديدات نتنياهو تُظهر الضعف المنهجي لجيش الاحتلال

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم الثلاثاء (12 كانون الأول/ديسمبر 2023)، الضوء على المتابعات القضائية المستجدة لقضايا الفساد في إيران، خصوصًا بعد الكشف عن ملف قضائي كامل ومطالبة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي السلطة القضائية باتخاذ الإجراءات الضرورية. كما تابعت الصحف التطورات في قطاع غزة ومحور المقاومة، وتحديدًا ما يجري في لبنان واليمن.

لماذا يشكّل لبنان تهديدًا للصهاينة؟

في هذا السياق، رأت صحيفة "إيران" أن: "تهديدات حزب الله العملية قد تسببت في خسائر متعددة الأبعاد للصهاينة، ودفعت مستوطني المناطق المحتلة في الشمال إلى النزوح إلى أماكن أخرى، وأعلنوا أنهم غير مستعدين للعودة إلى مكان إقامتهم، لأن الوضع الأمني في هذه المنطقة يمنع هؤلاء من العودة"، مشيرًة إلى أن الكيان الصهيوني لم يتمكّن من كسب ثقة المستوطنين، في وقت يُحتجز هؤلاء في مراكز مثل الفنادق، وقد وضعت ظروف هذه المعيشة تكاليف باهظة على عاتق حكومة الاحتلال".

وتابعت الصحيفة أن: "هذه التكاليف لا تتعلق بالاحتياجات اليومية فقط، بل إن بعضهم طلب تعويضات من حكومة نتنياهو مقابل اضطرارهم إلى مغادرة أماكن عملهم". ولفتت إلى أن: "حزب الله استخدم، في الأيام الأخيرة، تكتيكات خاصة بالتوازي مع هجمات صواريخ القسام التي أضعفت الموقف الدفاعي للكيان الصهيوني وقلّصت من قدرته على مواجهتها، ما يثير الخوف من وصول الصراع إلى طريق مسدود مع حزب الله في الجبهة الشمالية".

وقالت الصحيفة: "بالنظر إلى الطبيعة المتعددة الأبعاد للضرر الذي ألحقته المقاومة بالصهاينة، حاول نتنياهو  خلق المزيد من الخيارات واستخدامها من خلال تحليق طائرات مقاتلة فوق بيروت وتهديد لبنان. لكن تهديداته تُظهر الضعف المنهجي لجيش الاحتلال في صد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تشنها مقاومة حزب الله"، مضيفة أن: "استخدام المقاومة للصواريخ المطورة ذات القدرة الأعلى على الدمار، قدم احتمالًا مخيفًا يستحضر حرب الـ 33 يومًا وانتصار حزب الله أمام الصهاينة، لذلك يحاول نتنياهو توسيع تهديداته لتشمل كامل الأراضي اللبنانية لتحويل الضغط من داخل لبنان نحو المقاومة، وهذا لا يتوافق مع الواقع الراهن على الساحة السياسية اللبنانية، ولا يمكن أن يكون إلا مرتبطًا بدعاية المحتلين لإثارة الخوف في صفوف المجتمع اللبناني".

العجز الواضح في الأمم المتحدة، ما البديل؟

بدوره، قال الكاتب والباحث الأكاديمي الروسي ومدير برنامج نادي "فالداي" الدولي أندري سوشينتسوف في مقالة كتبها، في صحيفة "وطن أمروز" إن: "العالم دخل مرحلة من التغيرات النوعية التي ستغير بنية النظام الدولي بشكل لا رجعة فيه، وتخلق خطة جديدة في الشؤون الدولية., فعلى مدى مئة العام الماضية، تعلمت البشرية دروسًا مهمة من مواقف مثل التي نعيشها الآن. وأحد هذه الأمور هو الفهم المشترك لقيمة الحياة على هذا الكوكب وإدراك أن البشرية تمتلك قوى مدمرة كارثية، والتي إذا تركت من دون رادع، يمكن أن تؤدي إلى انقراض جنسنا البشري. وعلى الرغم من أنّ هذه المصالح المشتركة ما تزال توحد الدول الرائدة في جهودها لتجنب حرب نووية عالمية والحفاظ على الخط العام للاستقرار في العلاقات الدولية، فإنّ هذا لا يستبعد بؤر التوتر العسكرية الإقليمية والمحلية، ومع ذلك، ما تزال الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها متمسكين بالغرض الأساسي الذي أنشئت من أجله؛ أي منع المواجهة المدمرة بين القوى العظمى... واليوم أصبحت الأمم المتحدة عُرضة للتلاعب الغربي، ولم تعد منصة متعددة الأطراف حقًا، في هذه المؤسسة، كثيرًا ما نرى ضغوط القوى الغربية على الدول الصغيرة والمتوسطة الحجم وممثليها".

وأشار سوشينتسوف إلى أن: "الولايات المتحدة حاولت تصوير أزمة أوكرانيا بأنها قضية عالمية من شأنها تحديد طابع القرن بأكمله، حيث تشعر البلدان بأنها ملزمة باتخاذ خيار بين الأسود والأبيض - استمرارًا لخطاب بوش (الابن) إلى الغرب نفسه- مضيفًا أن: "العديد من اللاعبين الأقوياء يدركون أن الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد روسيا والصين يمكن أن تجعلهم بسهولة يتخذون قرارًا منطقيًا بالانضمام إلى مجموعة البريكس".

وقال: "من المؤسف أن هذه الممارسة والخبرة بما هي أداة مفيدة في التفكير الاستراتيجي، في العديد من الدول الغربية، أصبحت عتيقة الطراز، إذ نسمع تصريحات تفيد، على سبيل المثال، أنه من الممكن نقل الأسلحة النووية إلى أوكرانيا. وهذا يجعلنا نتساءل عن عقلانية البعض في الغرب، وقبل غيرها من الدول، أدركت روسيا حاجتها إلى تحديد القواعد المثلى للتفاعل مع الغرب، والتي كانت مختلفة عما يقدمه الغرب نفسه لجميع دول العالم، وقد طوّر خبراء روس هذه المبادئ على مدى عدة عقود، وهي الآن تحظى باهتمام كبير في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، ومن المحتمل أن ينشأ بمرور الوقت إجماع دولي واسع النطاق، على أن هذه الأفكار تشكّل الأساس الأكثر منطقية للتفاعل بين الدول في القرن الحادي والعشرين".

"إسرائيل" تواجه التاريخ

طرحت صحيفة "مردم سالاري" تساؤلًا: "لماذا يُعدّ وجود الكيان الإسرائيلي بمثابة إعلان حرب وانتهاك للفلسفة والتاريخ؟"، مشيرة إلى أن: "الصهاينة يعتقدون أن أرض فلسطين هي الجغرافيا نفسها التي وعدوا بها منذ آلاف السنين، ويرون هذا الادّعاء بمثابة وثيقة لمشروعية اغتصاب الأراضي الفلسطينية، والتي جرى غزوها وتدميرها لسنوات عديدة".

وأضافت أن :"التشبث بالروايات الزائفة التي خلقها المجد السلطاني لمجتمع، بسبب الدم أو العرق أو المعتقد أو الفعل والميراث، هي العنصرية نفسها التي تركتها البشرية قبل ظهور الأفكار الحديثة وبناء الإنسان، حيث كانت البشرية تحدّد هويتها فقط في القبيلة والجماعة"، لافتة إلى أن: "الكيان الصهيوني هو الروح الجامحة للرجل القديم العنصري تحت ستار المدعى المقدس، حيث يرى الكيان هذه الأرض ملكًا له وفقًا لادعاء قديم ويرى نفسه الوارث لآلاف السنين... وبالفعل، أي رواية يمكن العثور عليها في العصر الحجري أكثر تخلفًا من هذه الفكرة؟ وكأن تراث التنوير والجهد الإنساني من أجل الحرية والتحرر من عبودية الأقنان والعشائر لم يأتِ بأي نتيجة، بل عاد على هيئة ما يحدث في الأرض الفلسطينية منذ أكثر من سبعين عامًا".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم