الخليج والعالم
مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن توسيع دخول المساعدات إلى غزة دون الدعوة لوقف إطلاق النار
اعتمد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، بأغلبية كبيرة قرارًا مخففا بشأن توسيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ومراقبتها، لكن دون اعتماد مشروع القرار الخاص بتعليق فوري "للعمليات العدائية" التي يقوم بها الجيش "الاسرائيلي".
وصوتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن لصالح القرار رقم (2722)، في حين امتنعت الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت.
ويدعو القرار "كل الأطراف إلى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق" إلى غزة، وإلى اتخاذ إجراءات عاجلة بهذا الصدد وتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية.
وينص القرار على أن مجلس الأمن الدولي يطلب من الأمين العام للمنظمة تعيين "منسق كبير للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار" من أجل تسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في قطاع غزة.
وسيكون المنسق مسؤولا عن تسهيل وتنسيق ومراقبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فضلا عن التحقق من الطبيعة الإنسانية لجميع شحنات المساعدات الإنسانية التي يتم تسليمها عبر الدول غير الأطراف في النزاع.
كما يطلب مجلس الأمن الدولي من المنسق "إنشاء آلية أممية على وجه السرعة لتسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر دول ليست أطرافا في النزاع".
ويطلب مجلس الأمن تعيين منسق على وجه السرعة، كما يطلب المجلس من المنسق أن يقدم تقريرا عن عمله خلال 20 يوما، ثم يقدم مثل هذا التقرير كل 90 يوما.
مندوب روسيا
وقال المندوب الروسي لدى المجلس فاسيلي نيبينزيا: "مجلس الامن شهد تصرفا غير مسؤول وقاسيا من واشنطن، التي لجأت لأدوات تخريبية مختلفة لمنع إصدار قرار بشأن غزة، العالم يتساءل لماذا أجّلنا الموافقة على قرار الإمارات العربية المتحدة.. هذا بسبب الضغط والابتزاز الأمريكي، أما أن يعتمد المجلس قرارا يرضي واشنطن أو لا تعتمد أي من القرارات التي تخرج".
وتابع: "الولايات المتحدة استحوذت على المناقشات والمفاوضات بشأن قرار الإمارات العربية المتحدة وراء الكواليس والمشروع أفرغ من جوهره، لا سيما الفقرة الرابعة المتعلقة بالتخفيف من المعاناة وإيصال المساعدات، جهود وفد الولايات المتحدة قد سمحت بإدراج عنصر خطير على غزة، بدلا من وقف فوري لإطلاق النار، جرت المناقشة لخلق ظروف مواتية للعمليات القتالية، هذا قمة القسوة والتهكم".
وقال نيبينزيا: "في هذا القرار لا تنديد بالهجمات ضد المدنيين، لم نحن مجتمعون، لنوافق على قرار يعجب واشنطن أم لتنفيذ مهمتنا بصون السلام والأمن الدوليين".
وأضاف "نقترح إعادة إدماج صيغ أزيلت من النص، واقترحنا تعديلا شفويا، ندعو لاتخاذ إجراءات عاجلة للسماح الفوري بوصول المساعدات الإنسانية وخلق ظروف مستدامة لوقف الأعمال القتالية، وندعو للتعليق العاجل للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات".
كما أكد أن "الصيغة الروسية المقترحة الآن، هي أضعف الإيمان، يا حبذا لو كان التصويت على هذا القرار أن يكون لحظة الحقيقة لمعرفة من يريد وقف إطلاق النار في غزة".
وأشار المندوب الروسي إلى أنه بهذا القرار "سيتوفر للقوات المسلحة الإسرائيلية هامش التحرك بشكل كامل لتطهير القطاع، كما تفعل تماما، من سيصوت عن القرار سيكون مسؤولا ومتواطئا على تدمير غزة".
من جهتها، قالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إن القرار سيسمي مندوبا أمميا للإشراف على توسيع إيصال المساعدات إلى غزة، مضيفة أن القرار يعطي إمكانية وصول المساعدات لغزة بدون عوائق، وعبرت عن استغرابها، لأن بعض أعضاء المجلس رفضوا إدانة حماس في هذا القرار.
غوتيريش
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية هي "المشكلة الحقيقية والتي تخلق عقبات هائلة" أمام شحنات المساعدات الإنسانية.
وعقب جلسة تصويت في مجلس الأمن دعت إلى تسليم مساعدات على نطاق واسع لقطاع غزة، أكد غوتيريش أن "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية هو السبيل الوحيد للبدء في تلبية الاحتياجات الماسة للناس في غزة وإنهاء كابوسهم المستمر".