معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: أزمة مياه في غزة.. والتحالف الأميركي في البحر الأحمر لحماية "إسرائيل"
23/12/2023

الصحف الإيرانية: أزمة مياه في غزة.. والتحالف الأميركي في البحر الأحمر لحماية "إسرائيل"

تصدر الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 23 كانون الأول/ديسمبر 2023 خبر زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي الميدانية إلى محافظة "كلستان" ولقاء العديد من الأهالي والعاملين والمسؤولين، وتقديم الخطط التنموية لهذه المحافظة، وذلك ضمن برنامج الزيارات الميدانية لرئيس الجمهورية والحكومة الإيرانية الثالثة عشرة المستمر لمحافظات إيران، كما اهتمت الصحف الإيرانية بإلقاء الضوء على اعتراض إيران الرسمي لدى موسكو بعد موافقتها على البيان العربي الذي يتضمن "عربية" الجزر الثلاث المتنازع عليها، واعتبرت أن هذه الجزر إيرانية ولا يمكن لموسكو تجاوز هذا الخط الأحمر في العلاقة مع إيران.

وأيضًا استمرت التغطية المتتابعة للصحف الإيرانية لأوضاع العدوان الصهيوني على غزة وبخاصة ما يجري في البحر الأحمر وتشكيل التحالف الأميركي لحماية المصالح الصهيونية.

مسؤولية أميركا عما يجري في البحر الأحمر

وفي هذا السياق كتبت صحيفة "جام جم": "تحاول أمريكا إنشاء تحالف من دول مختلفة ضد الجيش الوطني اليمني بحجة إرساء الأمن في البحر الأحمر، لكن يجب القول إن هذا التحالف ليس فقط غير ضروري، ولكنه سيسبب التوتر أيضًا ويمكن أن يدمر أمن المنطقة ويساهم في انتشار انعدام الأمن إلى مناطق أخرى أيضا".

واضافت: "فيما يتعلق بعدم ضرورة هذا التحالف، ينبغي للمرء أن ينتبه إلى حقيقة أن المزاعم الأمريكية بشأن انعدام الأمن في البحر الأحمر هي في الأساس مزاعم في غير محلها، ورغم أن أمريكا وحلفائها يزعمون انعدام الأمن في البحر الأحمر بسبب تصرفات الجيش الوطني اليمني، إلا أن مثل هذا الأمر غير صحيح والبحر الأحمر آمن تماما ويمكن لجميع السفن المرور عبر هذا الممر المائي بسهولة والوصول إلى البحر الأحمر، ولا تستهدف قوات المقاومة اليمنية سوى سفن النظام الصهيوني والسفن التي تحمل شحنات لهذا النظام وهي في طريقها إلى موانئ الأراضي المحتلة، ولذلك ليس من الضروري تشكيل تحالف بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة..

في المقابل، لا بد من التأكيد على أن تحركات الولايات المتحدة لتشكيل ائتلاف يمكن أن تتحول إلى أزمة كبيرة في المنطقة، وذلك إن قوى المقاومة اليمنية عازمة على تنفيذ سياساتها الداعمة لشعب فلسطين المظلوم، وإلى أن يقبل النظام الصهيوني وقفاً كاملاً لإطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية في فلسطين، فإنها ستمنع حركة سفن النظام الصهيوني في البحر الأحمر، في الظروف الحالية، إن تهديدات الجيش الوطني اليمني تستهدف فقط سفن النظام الصهيوني، ولكن إذا انضمت دول أخرى إلى التحالف ضد اليمن من خلال قبول طلب الولايات المتحدة والاعتداء على مصالح اليمنيين، سوف يحولون أنفسهم إلى أهداف للمقاومة اليمنية، وبطبيعة الحال، سيتم منع سفن هذه الدول أيضا من الدخول إلى البحر الأحمر، هذه الظروف تجعل البحر الأحمر، الآمن اليوم، منطقة غير آمنة على الإطلاق بسبب مغامرات الولايات المتحدة، التي تقوم بها من أجل الحفاظ على أمن النظام الصهيوني، وعلى أمريكا وحلفائها أن يدركوا أنه في المستقبل قد يصل انعدام الأمن في هذه المنطقة إلى قناة السويس..

ولذلك لا بد من القول إن تشكيل هذا التحالف غير الضروري من قبل الولايات المتحدة سيجعل البحر الأحمر غير آمن، وستكون مسؤولية انعدام الأمن والاضطراب في حركة السفن مسؤولية الولايات المتحدة، وعلى هذا الأساس لم تنضم العديد من الدول إلى هذا التحالف، على سبيل المثال، نفت إسبانيا، التي سبق أن نشر اسمها بين أعضاء هذا التحالف، وجودها في التحالف المناهض لليمن، وأعلنت أنها لن تنضم إلى هذا التحالف، كما رفضت أستراليا دعوة الولايات المتحدة للانضمام إلى التحالف، وفعلت الصين الشيء نفسه، وحتى دول مثل السعودية والإمارات لم تقبل المشاركة في التحالف ضد اليمن، ومن بين الدول العربية في المنطقة رأينا أن البحرين وحدها استجابت لدعوة الأمريكيين".

وبدورها أجرت صحيفة "إيران" مقابلة مع علي بيدبو، الباحث في مركز الأبحاث المتعلق في شؤون الخليج العربي، وذكر فيها: "يعود إصرار أمريكا على إبراز دعم إيران لفصائل المقاومة، والذي تزايد خاصة بعد الهجمات العديدة ضد السفن الغربية في البحر الأحمر، إلى صعوبة تقديم المساعدات لـ"إسرائيل" وزيادة الضغط الميداني والدبلوماسي على المحور الأمريكي الإسرائيلي، ومن أجل صرف انتباه العالم عن الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق ضد أهل غزة، تحاول أمريكا تسليط الضوء على قضية إيران".

وأضاف: "إن عدم انضمام السعودية ومصر كدولتين مهمتين على حافة البحر الأحمر يشير إلى فشل هذا التحالف الذي كانت ترغب فيه أمريكا، وفور إعلان أمريكا، هدّد أنصار الله الأطراف المشاركة في هذا التحالف وحتى الدول التي لم تدخل بعد في هذا التحالف، بعدم الاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية، وبالنظر إلى التهديد الذي تم إطلاقه، فلا السعودية تريد الدخول في الحرب مع المقاومة اليمنية مرة أخرى، ولا الدول الأخرى لديها مثل هذه الرغبة في القيام بعمليات عسكرية ضد اليمن، وبالنظر إلى موقع المشاريع السعودية العملاقة على حافة البحر الأحمر، فإن أي أزمة تحدث حول هذه المنطقة، فإن السعوديين يتخذون على الفور مبادرات لإنهاء الأزمة بشكل أسرع، لذا فإن سياسة السعوديين، وكذلك الدول العربية الأخرى مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، هي عدم الدخول في صراع مباشر تحت أي ظرف من الظروف، وبالطبع بعد تشكيل هذا التحالف أكدت أمريكا وبريطانيا أنهما لن يقوما بعمل عسكري في النهاية".

أزمة المياه في غزة

بدوره كتب الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية، سعد الله زارعي، في صحيفة "همشهري: "أول حق ورد في حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة هو الحق في الحياة، وهو معتبر أيضًا في الفكر الإسلامي وفي المعتقدات والثقافات الأخرى، ويعتمد الحق في الحياة بهذا المفهوم الأساسي على أربعة عناصر هي: الماء والغذاء والضوء والهواء، بمعنى آخر، عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الحق في الحياة، أي الدفاع عن الماء والهواء والضوء والغذاء، فلا يمكن حرمان أي إنسان من هذه الحقوق، وأي اعتداء وانتهاك لهذه العناصر يعتبر انتهاكاً للحقوق الأساسية، وبهذه المقدمة فإن ما يحدث اليوم في الأراضي المحتلة هو أن النظام الصهيوني بقطع المياه ومنع نقل المياه إلى أهل غزة قد انتفض على هؤلاء الناس ودخل في حرب وصراع مع أول وأهم حقوق الإنسان، إن قضية توصيل المياه وأزمة المياه التي يتعامل معها الشعب الفلسطيني اليوم ليست أمراً يتأثر بفكر معين ولا يمكن لأي شيء أن يمنعه، ولذلك فإن الإسرائيليين متهمون بارتكاب إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، ولا يمكن أبداً أن يعزووا خلق هذا الوضع المائي المؤسف إلى الدفاع المشروع أو رد الفعل على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها قوات المقاومة في 7 تشرين الأول، وحتى الحقوق الأساسية لكل إنسان لا يمكن تقسيمها إلى فئات ومجموعات مختلفة؛ يعني أن الإنسان، حتى لو كان أسيراً، بعد محاكمة عادلة، عليه أن يستخدم هذه الحقوق والعناصر التي ذكرت حتى آخر لحظة من حياته".

واضاف: "قبل هذه الظروف كان قطاع غزة يوفر احتياجاته من المياه بالقدر المطلوب ومع كل الصعوبات، أما اليوم فإن "إسرائيل" لم تكتف بقطع مياههم أو تدمير مصادرهم من خلال مهاجمتهم بالهجمات العسكرية، سممت لوثت مياه القطاع أيضًا..

ويشير القرار الأخير الذي دعت فيه 153 دولة إلى وقف إطلاق النار في غزة بوضوح إلى أن جبهة دولية ضخمة احتجت وأدانت الوضع الإنساني في غزة، بما في ذلك أزمة المياه، لكن اللوبي المكون من عدّة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم