الخليج والعالم
جريمة اغتيال الشهيد الموسوي محطّ اهتمام الصحف الإيرانية
تصدّر خبر اغتيال الكيان الصهيوني للقائد رضي الموسوي في الحرس الثوري الإيراني، في العاصمة السورية دمشق، الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 26 كانون الأول/ديسمبر 2023، والتي رأت أن هذا الاغتيال دليل واضح على انتقام الصهاينة من الجمهورية الإسلامية في إيران بعد فشلهم في غزة، وأن الهزيمة التي تلحق بجيش الاحتلال أحد أسبابها المباشرة هي الجمهورية الإسلامية. كما ركّزت الصحف الإيرانية اليوم على قضية الاتفاق التجاري غير المسبوق الذي وُقّع بين إيران وخمس دول أوراسية.
الحسابات الصهيونية الخاطئة
في هذا السياق، قالت صحيفة "جام جم": "استشهد القائد في الحرس السيد رضي موسوي، يوم أمس، في عملية إرهابية بإطلاق النظام الصهيوني ثلاثة صواريخ على منطقة السيدة زينب في دمشق. والشهيد السيد رضي موسوي هو من المستشارين العسكريين المهمين للجمهورية الإسلامية في سورية... إن عملية الاغتيال هذه ينفذها النظام الصهيوني بهدف تطوير عملياته خارج قطاع غزة، وقد أثبتت التجربة أن الصهاينة كلما واجهوا طريقًا مسدودًا حاولوا توسيع عملياتهم إلى دول منطقة المقاومة، وقد خططوا فعلا لإدخال إيران في الصراع لأنها قوة إقليمية، وفي هذا السياق يقع اغتيالهم لهذه الشخصية المهمة، والآن، بالإضافة إلى حماس، يتعرض الصهاينة لضغوط من أنصار الله اليمن وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي العراقي، وللهروب من هذا المأزق يسعون إلى نقل الأزمة إلى خارج منطقة الصراع".
وأضافت: "مع مرور 80 يومًا على الحرب الشاملة في غزة، والصهاينة الذين توهموا أن بإمكانهم إنهاء حماس في أسبوعين، هم عمليًا عالقون في غزة اليوم، لقد دخلت القوات البرية للكيان الصهيوني إلى غزة ويقضي جنودها أسوأ أيام حياتهم ولم يحققوا أيًا من أهدافهم، فلم تُدمر حماس، ولم يخرج الشعب الفلسطيني من غزة، والقوات المسلحة التابعة للنظام المحتل تسعى فقط إلى إشباع تعطشها للدماء بقتل أكثر من عشرين ألف إنسان في غزة".
ولفتت الصحيفة إلى أنَّ: "النظام الصهيوني بتحليل خاطئ وصل إليه بسبب الفشل على الجبهات كافة، يتصور أنه قادر على فتح مجال جديد في المنطقة وإدخال إيران وهي قوة إقليمية في حرب مباشرة، لكن هذا السلوك لا يجعل إيران تدخل اللعبة التي يريدها الاحتلال الصهيوني.. سيكون حق الدفاع الشرعي قائمًا للجمهورية الإسلامية، وبطبيعة الحال، لن تتسرع إيران في قرارها، بالرغم من أن معادلات المنطقة تمامًا لصالح جبهة المقاومة، وهذه الاغتيالات وأحيانا التصرفات العمياء داخل الأراضي الإيرانية لن تجعل الجمهورية الإسلامية تدخل لعبة النظام الصهيوني، وبالطبع نوعية رد إيران والزمان والمكان المناسبين، ستُحددها الجمهورية، وخاصة أنه في الماضي، لم يُترك أي عمل إرهابي صهيوني من دون رد من الجمهورية الإسلامية".
المستوطنات الشمالية مستوطنات أشباح
كتبت صحيفة "إيران" في مواكبتها للحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني: "استمرار هجمات حزب الله على المستوطنات الشمالية في الأراضي المحتلة اضطر حكومة الحرب الصهيونية إلى إعلان حال الطوارئ من أجل منع حركة المرور في جميع المستوطنات الشمالية خوفًا من تجدد هجمات المقاومة". وبحسب المحلّلين، فإنّ هذه الإجراءات الأمنية للنظام الصهيوني تؤكد أن هجمات حزب الله تأتي ردًا على جرائم النظام الصهيوني في قطاع غزة، والتي أصبحت كابوسًا لقادة تل أبيب، وذلك في ظل إطالة أمد الحرب، فضلًا عن خسائر الصهاينة مع بدء عملياته البرية من دون أي إنجازات يمكن الاعتماد عليها، ما جعل من الصعب على هذا النظام الصهيوني التعامل مع المقاومة على جبهتين، وبالرغم من أن مقاتلي النظام الصهيوني قصفوا أيضًا بلدات متعددة على الحدود اللبنانية عدة مرات أمس، إلا أنهم ما يزالون يشعرون بالقلق من هجمات أوسع نطاقًا لحزب الله".
وأوضحت أنَّه :"اعترفت الإذاعة الصهيونية أيضًا بقوة حزب الله وقالت: "إن حزب الله لديه القدرة على الوصول إلى شبكة الأنفاق ويمكنه تنفيذ هجمات واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنه لا توجد قوة ردع لمواجهة حماس وحزب الله"".
حرب غزة واستعادة الكرامة الأميركية
صحيفة "مردم سالاري" أشارت إلى أنَّه: "بينما أصبح وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة مطلبًا عالميًا، تحاول أميركا جمع المزيد من العناصر لمواصلة الحرب في غزة، ويمكن تحليل الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الحرب الأميركي إلى فلسطين المحتلة وغرب آسيا ضمن هذا الإطار.. وبالإضافة إلى محاولة فرض التكاليف المالية والتسليحية لهذا التحالف البحري الذي أسسته الولايات المتحدة على دول المنطقة، تحاول أميركا فرض تكاليفها السياسية الإقليمية والدولية على حلفائها في غرب آسيا، وباستثناء البحرين، لا تظهر أسماء الدول العربية الأخرى في المنطقة في هذا التحالف".
وأضافت: "فيما يتعلق بأداء حركة أنصار الله اليمنية في الهجوم على السفن الإسرائيلية، ينبغي القول إن الأميركيين أنفسهم هم المسؤولون في هذه الحال، لأن الولايات المتحدة هي سبب الاضطرابات والحصار على اليمن، وهم الذين يتدخّلون في شؤونهم، ولذلك فإنّ سبب توسعة الحرب إلى اليمن هو سلوك أميركا والكيان الصهيوني، ومن ناحية أخرى، دخل أنصار الله في اليمن هذه الحرب للدفاع عن إخوانهم وأخواتهم في فلسطين.. إن الوضع الأسوأ والأصعب بالنسبة إلى جيش هو خلق جبهتي قتال، وأمريكا الآن لديها جبهة واحدة في القيادة المشتركة في غزة ولا تستطيع خلق محور جديد".
وختمت الصحيفة: "إن الخوف الذي يسيطر على السلطات الأميركية والدول التابعة لها يظهر مقاومة محور المقاومة لعدوان النظام الصهيوني خلال الـ 80 يومًا الماضية، لقد أثبت الأميركيون أنهم استخدموا معايير مزدوجة فيما يتعلق بالانتهاكات الجسيمة لنظام الاحتلال لحقوق الإنسان، وسمحوا للجيش الصهيوني بارتكاب جميع أنواع الجرائم في هذه المنطقة. لقد فضحت الحرب في غزة شعارات حقوق الإنسان في الغرب، لأن هذه الحرب أظهرت الطبيعة المظلمة لأمريكا وإسرائيل وما يسمّى بمنظمات حقوق الإنسان... وأخيرًا، إن سبب إطالة أمد الحرب في غزة هو إصرار "إسرائيل" والولايات المتحدة على الانتصار وتحقيق أهداف معينة، والسعي الشديد لتحقيق هذا الهدف يزيد من احتمالية امتداد الحرب إلى مناطق أخرى، وهذه الحرب جديدة من جميع النواحي، بما في ذلك الإبادة الجماعية والعنصرية المتطرفة، إن أهداف "إسرائيل" تتلخص في تصفية القضية الفلسطينية في الأساس، إلا أن أميركا، بالإضافة إلى مساعدة "إسرائيل" على الفوز، تسعى إلى استعادة كرامتها وهيمنتها المفقودة في غرب آسيا".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024