معركة أولي البأس

الخليج والعالم

العراق يدين تجدّد الاعتداءات الأميركية على الحشد الشعبي
27/12/2023

العراق يدين تجدّد الاعتداءات الأميركية على الحشد الشعبي

بغداد - عادل الجبوري

أدانت الحكومة العراقية بشدّة الاعتداءات الأميركية الأخيرة على مقرات تابعة لقوات الحشد الشعبي، في عدد من المحافظات العراقية، والتي أوقعت خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات الحشد والمدنيين.

وجاء في بيان حكومي أنّ: "الحكومة العراقية تدين ما جرى فجر الثلاثاء 26 كانون الأول 2023، من استهداف لمواقع عسكرية عراقية من الجانب الأميركي تحت عنوان الرّد، أدى إلى استشهاد منتسب وإصابة 18 آخرين ضمنهم مدنيون، وهو فعل عدائي واضح، وغير بنّاء، ولا يصبّ في مسار المصالح المشتركة طويلة الأمد، في بسط الأمن والاستقرار، ويعمل بالضدّ ممّا هو معلن من رغبة الجانب الأميركي في تعزيز العلاقات مع العراق".

ورأت الحكومة العراقية: "أن هذه الخطوة تسيء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وستعمل على تعقيد سبل الوصول إلى تفاهمات عبر الحوار المشترك لإنهاء وجود التحالف الدولي، وهي، قبل كل شيء، تمثل مساسًا مرفوضًا بالسيادة العراقية".

وأشار البيان إلى أن القوات الأمنية نجحت في بسط الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، وتحقق الانتصار على عصابات "داعش" الإرهابية التي لم تعد تشكل تهديدًا للأمن الوطني العراقي، وبالتالي فإنّ المحافظة على ثمار هذا الانتصار من صلب أولوياتنا الأمنية والاستراتيجية، ولن نسمح لأي طرف بالمساس بما تحقق وترسّخ عبر آلاف التضحيات الغالية.

وكانت طائرات حربية أميركية قد قصفت مواقعَ للحشد الشعبي، فجر يوم أمس الثلاثاء السادس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، في محافظتي بابل وواسط، ردًّا على تعرض قاعدة حرير العسكرية التي تتواجد فيها قوات أميركية في محافظة أربيل لقصف من فصائل المقاومة.

واعترف كل من البيت الأبيض ووزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) بالاعتداء على العراق، فقد ورد في بيان للبيت الأبيض: "أن الرئيس الأميركي جو بايدن وجّه بشن ضربات جوية على ثلاثة مواقع تابعة لكتائب حزب الله والجماعات التابعة لها في العراق، وذلك ردًا على الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية في أربيل وأسفر عن إصابة ثلاثة جنود أميركيين"، مضيفًا أن: "وزير الحرب الأميركي لويد أوستن أطلع بايدن، في اتصال هاتفي بعد ظهر الاثنين، على الحادث، وقُدمت عدة خيارات للرئيس، فأمر بايدن بشن الضربات خلال تلك المكالمة".   

وفي وقت لاحق، أعلن أوستن شن القوات الأميركية ضربات على ثلاث منشآت، ادعى أن حركة كتائب حزب الله والجماعات التابعة لها في العراق تستخدمها لاستهداف القوات الأميركية.  وقال في تصريحات صحفية إن :"هذه الضربات الدقيقة هي رد على سلسلة من الهجمات ضد أفراد أميركيين في العراق وسورية من "الميليشيات" التي ترعاها إيران، بما في ذلك هجوم شنته كتائب حزب الله التابعة لإيران والجماعات التابعة لها على قاعدة أربيل الجوية مؤخرًا، وأدى إلى إصابة ثلاثة أميركيين، أحدهم في حال حرجة"، وفقًا لتعبيره.

هذا؛ وبينما تدعي واشنطن أن وجودها في العراق يقتصر على مهام التدريب والاستشارة، فإنّ وتيرة اعتداءاتها وانتهاكاتها للسيادة الوطنية العراقية تزيدات خلال الشهور القلائل الماضية، ارتباطًا بموقف العراق الداعم للشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى التي يخوضها منذ ما يقارب الثلاثة شهور ضد الكيان الصهيوني الغاصب.

وقوبلت الاعتداءات الأميركية الأخيرة بموجة غضب واستنكار سياسي وشعبي واسع، في مختلف الأوساط والمحافل العراقية، لترتفع وتيرة المطالبات بإنهاء الوجود الأميركي بالكامل، كونه الطريق الأسلم والأنجع لتحقيق الاستقرار والازدهار السياسي والأمني والمجتمعي للبلاد.

وتزامنت هذه الاعتداءات مع قرب حلول الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد قائدي النصر نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بقصف أميركي غادر قرب مطار بغداد الدولي، فجر يوم الثالث لشهر كانون الثاني من العام 2020.

الحشد الشعبي

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم