الخليج والعالم
تحت شعار "واجب العلماء في نصرة غزة وفلسطين".. مؤتمر علمائي موسّع في اليمن
تحت شعار "واجب العلماء في نصرة غزة"، انطلق في العاصمة اليمنية صنعاء، صباح اليوم الاثنين، المؤتمر العلمائي الموسّع لنصرة غزة، وذلك بمشاركة عشرات العلماء من اليمن وخارجه، فيما شدّدت الكلمات على ضرورة نصرة غزة ومواجهة الأميركيين والصهاينة.
ألقى رئيس اللجنة العليا لمناصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح كلمة ترحيبية بالضيوف، استنكر فيها الصمت العربي والإسلامي تجاه الجرائم البشعة والوحشية التي يرتكبها كيان العدو بحق الشعب الفلسطيني في غزة بمساندة قادة واشنطن، والذين تفاخروا بأنهم صهاينة وأبدوا مساندتهم لكيان العدو.
وقال العلامة محمد مفتاح: "ما يشاهده العالم من توحش غير مسبوق في غزة لن تردعه المناشدات ولا المؤتمرات، وإنما القوة"، مشيرًا إلى ما سُميت بالقمة العربية الإسلامية في الرياض واصفًا مخرجاتها بالفضيحة، مضيفًا أن: "القمة العربية والإسلامية تحولت إلى فضيحة حين عجزت 57 دولة عربية وإسلامية عن وقف العدوان فقط على غزة"، لافتًا إلى أنه: "بعد القمة واصل العدو جرائمه بحق فلسطين وأولها جرائمه بحق الأطفال الخدج".
وأكد أن الأميركي وشركاءه من المستعمرين القدامى أتوا اليوم ليحاربوننا، مخاطبًا إياهم بقوله: "إن الله سينصرنا لأننا نستنصر عباده، وما نقوم به هو نصرة لله بنصرة المستضعفين والمظلومين الذين يشن العدو حرب إبادة بحقهم ويريد اقتلاعهم من أرضهم"، مضيفًا :"سنواجه الأميركيين المعتدين؛ والله معنا نصرة للمستضعفين في غزة ونثق بنصره".
ولفت إلى أنّ: "هدف هذا المؤتمر العلمائي هو إظهار وحدة الشعب اليمني بأطيافه كافة في نصرة الشعب الفلسطيني، ولن ندخر جهدًا إزاء ذلك"، مردفًا: "رسائلنا من هذا المؤتمر هي أن أرواحنا وكل ما نملك هي لله وللمستضعفين، والعلماء هم قدوة الناس"، مؤكدًا أنه: "لا يمكن أن نظل متفرجين واقفين أمام ما يحدث".
وبارك للقوات المسلحة اليمنية موقفها المشرف، بضرباتهم الصاروخية وبالطائرات المسيرة على كيان العدو، وكذلك بارك للمجاهدين في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ما يقومون به، قائلًا: "نحن معكم مجاهدين في سبيل الله".
قضية فلسطين ولدت لتحيا ونحن ولدنا لنحمل لواء الأقصى
من جانبه، الدكتور عبدالباسط الحميدي من علماء محافظة إب اليمنية، قال إن: "قضية فلسطين ولدت لتحيا ونحن ولدنا لنحمل لواء الأقصى ونشأنا على نصرتها"، مضيفًا أن:" كل من يقف مناصرًا لفلسطين فهو يقف معنا ونقف معه في صف واحد؛ لأن المصير واحد". وتابع أن طوفان الأقصى هو آخر مرحلة للقضية الفلسطينية لتكون بعدها إسلامية، وهو بداية التحرير الأخير لفلسطين، مستهجنا ما يقوم به المطبعون تجاه فلسطين وغزة.
وأشار إلى أن الأعداء يحاولون تجزئة المعركة، ويقولون إنها باتجاه حماس لكن هي باتجاه المسلمين جميعًا، وقال: "إن الحرب كشفت لنا ثلاث طوائف، هي طائفة المجاهدين الخالصين، وطائفة الكفر الذي تقوده أميركا، وطائفة المنافقين من العرب والمسلمين المتحالفين مع أميركا".
ونوّه الحميدي إلى أنّ معركة طوفان الأقصى فرزت المؤمنين من المنافقين الذين وقفوا مع أميركا والصهاينة في قتل إخواننا في غزة، مردفًا: "نفخر بهذه القضية التي جمعتنا في هذا المؤتمر العلمائي، ومهما حاول الأعداء تفريقنا فلن يكون لهم ذلك لأن القضية جامعة. وقال نفخر بالقضية التي جمعتنا جميعًا"، مشيرًا إلى أن: "أميركا لا تحارب غزة فقط بل تحارب اليمن كذلك، من خلال الحرب الناعمة التي من أسلحتها الإعلام والمنظمات".
المطلوب من العلماء اتخاذ مواقف أكثر وضوحًا
من جانبه، أمين عام اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود قال في كلمة متلفزة له إنه :"لم يعد هناك من عذر للعلماء في قول الحق أمام ما يجري في غزة ولدعم صمود المجاهدين"، مؤكدًا أن: "المطلوب من العلماء اتخاذ مواقف أكثر وضوحًا وحضورًا أكبر في الميدان".
طوفان الأقصى هو قضية المسلمين
مفتي محافظة البيضاء العلامة حسين الهدار، قال: "إن طوفان الأقصى هو قضية المسلمين"، مؤكدًا أن: "أميركا وبريطانيا هما من يقف وراء المجازر في غزة"، مضيفًا: "أننا نشكر قائد الثورة على الموقف الشجاع والمبارك والثبات على الحق ومجابهة أعداء الله ونقول له: نحن معك". وبشأن الاعتداء الأميركي على قوارب البحرية اليمنية، واستشهاد وفقدان 10 من المجاهدين، قال العلامة الهدار: "تداهمنا أميركا بالأمس وتقتل من شبابنا وهم شهداء، ونحن أمام وقفة جد وجهاد".
العدوان على غزة كشف الأقنعة
بدوره، قال الشيخ محمد العيسوي من علماء الأزهر: "إن العدوان على غزة كشف الأقنعة، وفرز المجاهد من المنافق في أوساط أمتنا"، مضيفًا أن: "معركة طوفان الأقصى أحيت الجهاد في الأمة من جديد".
موقف اليمن الحاسم حجة على كل العرب والمسلمين
من جهته، أكّد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أنّ من أوجب الواجبات اليوم هو الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومين الأبطال. وفي كلمة متلفزة له، قال السيد صفي الدين: "إن ما يجري من عدوان وحصار أميركي غربي على غزة يضع المسلمين عامة والعلماء خاصة أمام مسؤولية الدفاع عن المستضعفين". وأضاف: "إذا كان بعض العلماء والفقهاء لا يجدون في معارفهم ما يلزمهم عن الدفاع عن أهل غزة؛ فإنّ علمهم حشو لا يتصل بالإسلام".
ولفت إلى أنّ مواجهة الطواغيت هو أحد أسباب هزيمة الطاغوت، مشيرًا إلى أن أوضح مصداق لأتباع الشيطان هي الولايات المتحدة وصنيع الغرب الكيان الصهيوني.
وبشأن موقف اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني، أوضح السيد صفي الدين أنّ موقف اليمن الحاسم والشجاع أصبح اليوم النموذج والأمل والحجة على كل العرب والمسلمين، وقال: "إن اليمن الذي تُرك وحيدًا لسنوات لم يترك فلسطين؛ بل يقدم التضحيات ويضرب العدو بالصواريخ والمسيّرات".
وخاطب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اليمن قيادةً وشعبًا، قائلًا: "لقد بيّضتم وجوه المسلمين، وأزلتم العار عن أمتنا"، مضيفًا أنّ: "العضّ على الجراح لمصلحة الإسلام والأمة هو أعظم ما تقدّمونه". ووجّه السيد صفي الدين تحية إجلال وتقدير للقائد الفذ الشريف ابن الشريف السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، مبينًا على أنّ السيد الحوثي تجاوز كل الظروف التي مرّ فيها اليمن لنصرة فلسطين، في موقف سيُسجل في التاريخ وقبلها عند الله، مؤكدًا أن موقف السيد عبد الملك يعبّر عن أصالة الإسلام الأصيل.
معنيون بخوض المعركة برًا وبحرًا وجوًا
من جهته، قال العلامة أحمد درهم: "إن القيادة والشعب والمنهج مجتمعة هي أعظم ما يمتاز به اليمن"، مشيرًا إلى أن شهداء البحرية قدموا درسًا للأمة، مضيفًا: "نحن معنيون بخوض المعركة برًا وبحرًا وجوًا". وتابع درهم :"إنّ الانفجار الذي حصل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر كان مختزنًا منذ 75 عامًا من مظلومية واحتساب الشعب الفلسطيني"، مردفًا: "قائدنا ما يزال في جعبته الكثير ممّا يدحر الأعداء برًا وبحرًا وجوًا".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024