الخليج والعالم
"محادثات حادّة".. هذه أسباب التوتر بين بايدن ونتنياهو
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تفاصيل مثيرة حول العلاقات الأميركية الإسرائيلية، ووصفت المرحلة بـ "الاختبار غير المسبوق منذ نصف قرن".
وأشارت الصحيفة إلى العلاقات المشحونة بين الطرفين، مضيفةً بأن "التوتر وصل إلى الذروة على ما يبدو مع دخول العام الجديد".
وأشارت الصحيفة إلى مكالمة هاتفية "متوترة" جرت بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الأسبوع الفائت، حثّ فيها بايدن نتنياهو على "القيام بعمليات خاصة بدلاً من القصف الموسع". كما لفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو قام، عقب ذلك، بإيفاد وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمير إلى واشنطن، وإلى أن الأخير اجتمع لمدة قرابة أربع ساعات مع مستشار "الأمن القومي" جايك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن في البيت الأبيض، حيث أكد ديرمير خلال الاجتماع على أن "إسرائيل" ستنتقل قريبًا إلى مرحلة "أقل وتيرة" كما يطالب بايدن.
كذلك، كشفت الصحيفة بأن ديرمير أبلغ المسؤولين الأميركيين بأن "أولى مؤشرات هذا التحوّل قد تظهر بدءًا من الأسابيع القادمة بينما تنهي قوات العدو عملياتها في شمال غزة وتبدأ سحب العديد من القوات من تلك المنطقة".
كذلك قالت الصحيفة، إنّه "وبينما يتذمر المسؤولون الإسرائيليون من القيود التي حاول بايدن فرضها عليهم، إلاّ أنهم يدركون أنّه حليفهم الأهم في ظل تزايد الانتقادات العالمية، ويدركون أيضًا أن بايدن فقط هو من يقف عائقًا أمام فرض الأمم المتحدة عقوبات على "إسرائيل"".
كما قالت الصحيفة إن "الخلاف الأكبر بين أميركا و"إسرائيل" يتمحور حول ما يُسمّى بسيناريو "اليوم التالي" المتعلق بمرحلة ما بعد الحرب في غزة". وأردفت بأن نتنياهو رفض مقترحات بايدن حول قيام سلطة فلسطينية جديدة بإدارة غزة يليه إقامة دولة فلسطينية.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم بأن بلينكن أبلغ حكومة حرب العدو أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أن أمامها أسابيع وليس أشهر لإنهاء العمليات بالوتيرة الحالية. وأضافت بأن نتنياهو قال، من جهته بعد مغادرة بلينكن، إن "إسرائيل" ستواصل الحرب حتى تحقيق كامل أهدافها.
غير أن الصحيفة تحدثت عن "التزام متواصل من بايدن حيال "إسرائيل""، مشيرة إلى أن إدارة بايدن سمحت بإيصال المساعدات العسكرية إلى "إسرائيل" بشكل شبه فوري دون موافقة الكونغرس، إلاّ أن الصحيفة لفتت إلى أن "بايدن كان بحالة استياء في نفس الوقت"، مستشهدة بقول بايدن إن ""إسرائيل" تخاطر بفقدان الدعم العالمي جراء القصف العشوائي الذي تمارسه".
كما تحدثت الصحيفة عن توتر متزايد بين بايدن ونتنياهو خلال المحادثات التي جرت بين الجانبين مؤخرًا. ونقلت عن المسؤولين بأن المكالمات الهاتفية بين الرجلين تتسم بالتوتر والنبرة الحادة. كذلك أردفت بأن النقاش داخل فريق بايدن هو حول اللغة التي يجب اعتمادها وحجم الضغوط التي يجب أن تُمارس.
وقالت الصحيفة إن "رسالة إدارة بايدن تتكون من أربعة أجزاء، وهي "حق "إسرائيل" بالدفاع عن نفسها"، وضرورة "إزالة حماس" كتهديد، وضرورة إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضرورة تقليل عدد الضحايا المدنيين"، وفق تعبيرها.
كذلك أشارت الصحيفة إلى أنّ بايدن حثّ نتنياهو خلال اتصال هاتفي بتاريخ الثالث والعشرين من كانون الأول/ديسمبر على الانتقال من "العمل العسكري العالي الوتيرة إلى عمليات مركّزة"، غير أنّها أردفت بأن نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين واصلوا الرفض العلني.
كما تابعت الصحيفة بأنه ورغم الخلافات، فإنّه "لا نقاشات جادة داخل إدارة بايدن حول قطع السلاح عن "إسرائيل" أو وضع الشروط على المساعدات الأمنية". ولفتت إلى أنه وبعد ثلاثة أيام من اللقاءات التي أجراها ديرمير في البيت الأبيض، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على إرسال المساعدات العسكرية لـ "إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق لدى كيان العدو مارتين إنديك بأن "هناك سقفًا زمنيًا لرفض نتنياهو المطالب الأميركية"، مؤكدًا ثقته بأن "نتنياهو سيستجيب لهذه المطالب في العام الجديد".
كما نقلت الصحيفة عن سفير كيان العدو السابق لدى واشنطن مايكل أورين بأنه ورغم التوتر، فإن "بايدن لم يقدم حتى الآن على فرض شيء على "إسرائيل" من خلال وقف إمداد السلاح ووقف استخدام الفيتو في مجلس الأمن".
كذلك نقلت الصحيفة عن أورين قوله بأن "إسرائيل" تقدّر الدعم الذي يقدّمه بايدن و"لا تريد إغضابه". ونقلت عنه أيضًا بأنّ عملية طوفان الأقصى قوّضت شعار كيان العدو القديم بأنه "سيدافع عن نفسه بنفسه"، وبأن ذلك يعني أنه شاءت "إسرائيل" أم أبت، فإنها تعتمد على الولايات المتحدة، وأن ذلك يعني أن للموقف الأميركي تأثيرًا في ما يحدث.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024