معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: "إسرائيل" تلقت ضربة لا يمكن إصلاحها
03/01/2024

الصحف الإيرانية: "إسرائيل" تلقت ضربة لا يمكن إصلاحها

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء (3/1/2024) الضوء على خبر استشهاد نائب رئيس المجلس السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري في انفجار بالضاحية الجنوبية لبيروت، فضلًا عن التطورات الأخيرة في البحر الأحمر وفلسطين وجنوب لبنان.

وخصّصت الصحف الإيرانية عددًا كبيرًا من صفحاتها للبحث والتحليل في شخصية ودور قائد فيلق القدس الشهيد اللواء الحاج قاسم سليماني تزامنًا مع ذكرى شهادته.

شيفرة سليماني

وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "جام جم": "قبل 4 سنوات، عندما اغتالت أميركا الحاج قاسم سليماني في عمل إرهابي واضح، لم يخطر ببالها أن مع استشهاده، ستظل جغرافيا غرب آسيا حيّة في الخطاب الذي سيتركه وراءه".

وتابعت الصحيفة: "بعد 4 سنوات من اغتيال الحاج قاسم، لم يتراجع أمن القوات الأميركية في العراق وسوريا فحسب، بل أيضًا في فلسطين وأفغانستان، فقد اتحدت المنطقة ضد الاتجاه الصهيوني، بل إن جماعات المقاومة أوقفت أميركا في البحر الأحمر لدرجة أن البيت الأبيض اضطر إلى استدعاء حلفائه الأوروبيين"، مضيفة أن "منطق الحاج قاسم خلال كل السنوات التي قضاها مسؤولًا عن القيادة الميدانية لحركة المقاومة كان بمثابة تدريب للمقاومين ونشر ثقافة الجهاد ومكافحة الغطرسة".

ورأت الصحيفة أن "حقيقة أن حماس تضرب "إسرائيل" في عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر أو اليمنيين في البحر الأحمر أو المقاومة العراقية التي لم تعد تعتبر الهجوم على قواعد الاحتلال الأميركي خطًا أحمر، كل ذلك كان بسبب تعاليم الحاج قاسم الذي مكّن المنطقة من الوقوف والمقاومة بالمعنى الحقيقي".

بدورها، قال صحيفة "إيران" إن "أميركا بدأت العمل من جديد بمشاريع وسيناريوهات أطلقت عليها اسم مشروع "الشرق الأوسط الأميركي" الجديد، وقد كان مرسومًا له أن يتميّز بمعالم أميركية، وله عدة جوانب رئيسية:

1. "داعش" ستكمل العمل في العراق وسوريا بلوجستيات أميركية صهيونية.
2.  القضاء على حزب الله وأنصار الله وحماس والجهاد الإسلامي.
3. الكيان الصهيوني يكون على حافة الأمن الأبدي وأن يتم تطبيع العلاقات مع الدول العربية.
4. عزل إيران الإسلامية وسيطرة "داعش" وامتداد الاضطرابات إلى طهران.

وأضافت الصحيفة أن "العمل العظيم الذي قام به الحاج قاسم ورفاقه كان في وضع هذا المشروع في متاحف التاريخ من خلال إحياء المقاومة بقوة"، وقالت: "في هذه الأيام، وبعد نحو 3 أشهر من العملية التاريخية للمقاومة الفلسطينية (طوفان الأقصى) أصبح من الواضح أكثر فأكثر أن "إسرائيل" تلقت ضربة فنية لا يمكن إصلاحها".

وهم القضاء على حماس

هذا وأشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى أن "حركة حماس منذ تشكيلها خلال العام 1987، صمدت في وجه المحاولات المتكررة لتدمير قادتها، ووفقًا للمحللين السياسيين والعسكريين، فإن هيكل الحركة مصمم بطريقة تمكنها من استيعاب مثل هذه الحالات الطارئة"، لافتة إلى أن "التكتيكات التدميرية التي تلجأ إليها "إسرائيل" في حرب غزة تحمل في طياتها خطر دفع قطاعات أكبر من السكان في المنطقة إلى المقاومة والانضمام إلى حماس".

وبحسب الصحيفة، "يقدر المحللون أن أفضل نتيجة يمكن أن يحققها كيان الاحتلال هي تقليص القدرات العسكرية لحماس لعدم تكرار هجوم مدمر مثل عملية "طوفان الأقصى"، مضيفة أن "هذا الهدف المحدود هو باهظ الثمن، إذ يقول الخبراء إن حماس متجذرة في الأيديولوجية القائلة بأن "سيطرة "إسرائيل" على الأراضي الفلسطينية يجب أن ينتهي بالقوة"، وهو الموقف الذي من المرجح أن يستمر".

التحدي الكبير الذي تواجهه أميركا في البحر الأحمر

من جهة أخرى، قالت صحيفة "وطن أمروز": "لدى بعض اللاعبين الإقليميين مثل السعودية مخاوف جدية بشأن العمل العسكري المحتمل للحكومة الأميركية ضد اليمنيين وعواقبه على المنطقة ومصالحهم، ولهذا السبب فإنهم يشجعون ويحثون الولايات المتحدة على ممارسة ضبط النفس، إلا أن أميركا تعتبر تقاعسها الواضح نوعًا من الفشل، ولهذا السبب بالذات شهدنا حديث الحكومة الأميركية مؤخرًا عن تشكيل تحالف بحري في البحر الأحمر للتعامل مع اليمنيين" وأضافت: "بطبيعة الحال، وخلافًا للمواقف الظاهرة للمسؤولين الأميركيين، هناك تساؤلات كثيرة حول طبيعة التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر وأساليب عمله، وهي معادلة جعلت العديد من المحللين يشيرون إلى أن هذا المشروع الأميركي باعتباره حدثاً مترهلاً وفوضويًا، وحتى لو تم توضيح قواعد التعاون في شكل التحالف البحري الأميركي، فإن هذه المبادئ غامضة وغبية وغير معروفة للرأي العام إلى حد كبير".

وتابعت الصحيفة أن "البعض يقول إن التحالف الذي تعتبره أميركا يمثل مهمة دفاعية تمامًا، والتصور أنه يخطط لمهاجمة اليمنيين والأراضي اليمنية، فإن طبيعته وفلسفة وجوده تواجه تحديات خطيرة، في الأساس، ينبغي تحديد ما يفترض أن يفعله التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة بوضوح، هل هذا التحالف الأميركي في البحر الأحمر دفاعي فقط؟ وهل هو مستعد للدخول في حرب وصراع واسع النطاق مع اليمنيين؟ هل لديها القدرة الكافية للتعامل مع الرد الهائل للحوثيين؟ (أنصار الله)"، وقالت إن "طرح مثل هذه الأسئلة منذ الإعلان عن تشكيل مبادرة التحالف البحري من قبل الولايات المتحدة في البحر الأحمر حتى اليوم، جعل مصممي هذه المبادرة يركزون أكثر على إيجاد إجابات للأسئلة العديدة التي تطرح بخصوصها".

وأضافت: "من المثير للاهتمام أن حكومات مثل الإمارات والسعودية، اللتين تضررت مصالحهما التجارية بشكل خطير، لا تشاركان في هذا التحالف، وحتى مصر التي حققت نحو 9 مليارات دولار من دخل العبور عام 2023 بسبب مرور السفن التجارية الدولية عبر قناة السويس، لم تشارك في التحالف البحري الأميركي، في هذه الحالة، بذل الأميركيون الكثير من الجهود لإقناع الصين بالمشاركة في تحالفهم البحري، لكن الصين ليست على استعداد لتقديم أي خدمة لأميركا، مع العلم أن السياق العام لسياسات واشنطن يتعارض تمامًا مع المصالح الوطنية للصين".

قاسم سليماني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم