الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: ستة أسباب لانسحاب جيش الاحتلال الجزئي من شمال غزة
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم الأربعاء (10/1/2024)، الضوء على لقاء آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي بجمع كبير من أهالي مدينة قم المقدسة، والذي تناول في خطابه قضايا المنطقة والعالم وتحديدًا القضية الفلسطينية وما يجري في غزة، مؤكدًا أهمية حضور الناس في الانتخابات القادمة. كما ركّزت الصحف الإيرانية على تفاصيل الجبهة اللبنانية مع العدو الصهيوني، حيث رصدت التطورات المتعلقة بأهداف حزب الله.
أسباب انسحاب جزء من جيش الاحتلال من قطاع غزة
في هذا السياق، أشارت صحيفة "إيران" إلى أن جيش الاحتلال أعلن، الأسبوع الماضي، عن انسحاب جيشه من قطاع غزة، فيما تحدثت تقارير جديدة عن مواصلة العملية، وعن انسحاب جزئي للجيش من هذه المنطقة". فرأت الصحيفة أن: "الكيان الصهيوني يحاول إدخال هذا الإجراء ضمن أعمال المرحلة الثالثة من حربه من خلال إخفاء الحقائق والإصابات التي لحقت به".
وتابعت أن "أبرز أسباب هذا الأمر يمكن أن نذكر منها:
1. الهروب من كلفة الحرب ومن القضايا التي اعترف بها الصهاينة أيضًا، مثل الوضع الاقتصادي المتردي بعد طوفان الأقصى في الأراضي المحتلة، وما نتج عنه من مشكلات مالية وتكاليف باهظة للدولة.
2. الحال النفسية غير المستقرة للجنود، فاستنادًا إلى التقييمات الميدانية، جنود الاحتلال يعانون ظروفًا صعبة من الناحية النفسية، إذ إن التكتيك المفاجئ للعمليات الفدائية لحماس وخوف الجنود من ضربة غير متوقعة وضغط حكومة الحرب على الجيش لتحقيق الحد الأدنى من الأهداف التي أعلنها نتنياهو (رئيس حكومة العدو) وفشل الإنجازات المتوقعة، فرض حالًا نفسية وأصبح العبء الهستيري عليهم بمثابة كابوس.
3. الضغوط الناجمة عن تكثيف هجمات حماس، فعلى الرغم من أن الكيان يبذل جهدًا ممنهجًا لإخفاء الإحصائيات حول عدد الضحايا والقتلى والجرحى من أجل تعزيز مكانته القوية في الرأي العام المحلي، إلا أن تقارير ميدانية مسربة قدّرت وجود 20 ألف معوّق حرب في الجيش، وهناك تناقضات فادحة في الإحصائيات المنشورة.
4. الضغوط الداخلية، خاصة من ذوي الأسرى الصهاينة، فقد أدى احتلال جزء من الجزء الشمالي من قطاع غزة، إلى جانب الفشل في تحديد أماكن الأسرى الإسرائيليين- وهو ما كان من بين أهداف نتنياهو المعلنة- إلى تفاقم حجم الاحتجاجات وأظهر عجز حكومة الحرب، لذلك من وجهة نظر حكومة العدو، الانسحاب من شمال غزة يمكن أن يقلل من بعض الانتقادات الموجهة ضد نتنياهو ويدفع حكومته في اتجاه آخر.
5. تقليص الفجوات مع أميركا، فهذا الإجراء هو من بين خطوات نتنياهو لتقليص الخلافات والحصول على رضا البيت الأبيض، ويعدّ احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بعد الحرب إحدى القضايا المتنازع عليها بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، حيث أثيرت الكثير من الحجج وغضب السلطات الأميركية، فواشنطن تريد أن تدار غزة من منظمات حكم ذاتي أو مجلس ائتلافي للعرب في المنطقة، ومن جهة أخرى يطالب نتنياهو بسيطرة حكومته الكاملة على غزة، لذلك يمكن الإشارة إلى أن هذا الانسحاب يأتي استجابة من الصهاينة لطلب أميركا وبناء على التنسيق من وراء الكواليس من أجل إنهاء بعض الخلافات بينهم.
6. الضغوط الخارجية، فوسط حشد الاحتجاجات الخارجية وضغوط الرأي العام العالمي لإنهاء الحرب، يظهر أن الأضرار التي لحقت بجسم الكيان الصهيوني أُخذت بالحسبان تقليل هذا الضغط على "تل أبيب" في العالم.
المرحلة الثالثة من الانفعال الصهيوني في الحرب
بدورها، قالت صحيفة "جام جم": "ممّا لا شك فيه أن الكيان الصهيوني، وبدعم من أميركا، يتحمّل مسؤولية توسيع نطاق الأزمة في المنطقة، وتستند هذه الفرضية إلى أدلة قوية تتعلق بطريقة التنفيذ وسياق الأحداث الإقليمية التي وقعت خلالها العمليات الإرهابية الأخيرة في إيران وباكستان"، مشيرة إلى أن: "هذه الهجمات الإرهابية تأتي في سياق توسيع الحرب بإرادة الكيان الصهيوني بسبب الفشل الذريع في قطاع غزة والمأزق الذي يعيشه نتنياهو داخل حزبه وحكومته".
وتابعت: "دعم الإرهاب له أدلة مهمة بالنظر إلى تاريخ أميركا في دعم داعش في العراق وسوريا ودعم "إسرائيل" للجماعات الإرهابية، خاصة "جبهة النصرة" في سوريا، من خلال توفير الأسلحة والخدمات اللوجستية وعلاج الجرحى في المستشفيات الإسرائيلية، لذلك يمكن الافتراض أن الكيان الصهيوني زوَّد هذه المجموعات بالمتفجرات مع التدريب اللازم"، وأضافت: "بالنظر إلى السياق الذي جرت فيه هذه الهجمات الإرهابية، يمكن القول إنها جاءت في سياق وصف الكيان لما يسميه المرحلة الثالثة من حرب غزة، بحثًا عن صورة النصر في هذه الحرب".
ورأت الصحيفة أن: "الخطة الإسرائيلية الأميركية وعمليات الاغتيال ضد قيادات المقاومة ليست محدودة، إذ يبدو أن جبهة الخاسرين في طوفان الأقصى تتجه نحو تفعيل الجماعات الإرهابية في غرب آسيا، وفجأة استعاد تنظيم "داعش" قوته واستأنف الهجمات المنظمة ضد الجيش السوري، وعادت "جبهة النصرة" إلى استهداف المدنيين في قريتي نبل والزهراء، وبدأت الجماعات المتطرفة نشاطها في العراق. وفي النهاية لا بد من القول إن اختيار ضريح الشهيد سليماني لتنفيذ العمليات الإرهابية بهذه الطريقة له عواقب واضحة، وتعني هذه العملية أن الشهيد سليماني كان- وما يزال -أكبر عدو لـ"إسرائيل" وأميركا في حياته ومماته".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024