الخليج والعالم
الهجوم الإيراني على مواقع وكالة التجسّس الإسرائيلية محور اهتمام الصحف الإيرانية
تصدّر الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الأربعاء (17 كانون الثاني/يناير 2024)، خبر الصفعة الصاروخية التي وجهتها الجمهورية الإسلاميّة أمس للموساد الصهيوني والتكفيريين، كما اهتمت بخطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الذي اشتمل على قضايا مهمّة متعلقة بدور الشعب في الحفاظ على النظام الإسلاميّ ورؤية الإسلام تجاه حضور الشعب في الميدان السياسي والاجتماعي.
رسالة الهجوم الصاروخي على أهداف استراتيجية للصهاينة
في هذا السياق، تحدّث الخبير الكبير في القضايا الدولية عابد أكبري، في حوار مع صحيفة "إيران" عن أهداف وتداعيات الهجوم الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على مواقع وكالة التجسس الإسرائيلية في المنطقة. وقال أكبري : "بعد طوفان الأقصى والضربة القوية التي تلقاها الكيان الصهيوني من المقاومة، يحاول استخدام وكلائه من المجموعات الإرهابية في مناطق مختلفة من غرب آسيا لجعل المنطقة غير آمنة، وبالنظر إلى هذه التدابير، وخاصة الحادث الإرهابي في كرمان، كان من الضروري أن ترد جمهورية إيران الإسلامية على الأنشطة الضارة لهذه الجماعات الوكيلة".
وأضاف: "نرى تحليلات مختلفة، بين الاستراتيجيين الأميركيين، حول تداعيات طوفان الأقصى على منطقة غرب آسيا، والنقطة المشتركة بين هذه التحليلات المختلفة هي "عدم اعتراف القادة الأميركيين" بالتطورات الميدانية في منطقة غرب آسيا، على الرغم من أنه خلال السنوات العشر الماضية، لم تنقطع مساعدات الغرب وخاصة الولايات المتحدة للتحالف المناهض لليمن للحظة واحدة، حث قُدّمت أفضل المعدات العسكرية وأكثرها تجهيزًا باستمرار إلى الدول الأعضاء في التحالف المناهض لليمن، لكن التصرفات الأخيرة للولايات المتحدة أظهرت أن المعلومات الدقيقة حول الظروف والقوة الحالية لليمن غير متوفرة في واشنطن، والشاهد على هذه القضية هو أن الهجمات الأخيرة كانت على مناطق سبق وتعرضت للهجوم من التحالف المناهض لليمن عدة مرات، وحتى إحدى الثكنات اليمنية التي تعرضت للهجوم في العملية الأميركية الأخيرة تعرضت بالفعل للهجوم 15 مرة من التحالف، ولذلك يبدو أن الهجوم على اليمن كان خطأً استراتيجيًا من أميركا؛ لأنه في الأسابيع الماضية دأبت هذه الدولة على إثارة هذه القضية مرارًا وتكرارًا في الرسائل العامة والخاصة وفي المقابلات والمواقف الإعلامية بأنها تسعى للسيطرة على الحرب جغرافيًا في غرب آسيا وأنها مهتمة بعدم امتداد الحرب. ولكن العدوان الأخير الذي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا أظهر أن هذه المواقف ليست أكثر من مجرد ضجيج... لقد أظهر الأميركيون بمهاجمتهم لليمن أنهم غير مهتمين بالسلام والأمن والاستقرار في هذه المنطقة".
مأزق نتنياهو الأخير.. خطر انهيار الحكومة
في السياق نفسه، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "بدأت الانتقادات والضغوط على حكومة نتنياهو باحتجاجات حاشدة نظّمها أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة، ومع ذلك، نجح نتنياهو في تخفيف بعض الضغوط من خلال قبول وقف مؤقّت لإطلاق النار أدى في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح 105 أسرى من الإسرائيليين من غزة، لكن إحباط عائلات السجناء الآخرين الذين تحتجزهم حماس من استراتيجية الحرب كثّف الضغوط على حكومة نتنياهو من جديد".
وأضافت الصحيفة أنّ: "تعميق الخلافات في النواة السياسية والعسكرية المركزية لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي جعل أصوات أحزاب المعارضة أعلى وألسنتها أكثر حدة... والحقيقة هي أن يد نتنياهو قد انقلبت في غزة، والآن يعتقد جميع الصهاينة أنه ليس لديه خطط وتكتيكات أخرى لدفع الحرب إلى الأمام باستثناء قصف المناطق السكنية وتدمير البنية التحتية المدنيّة... إن إصرار نتنياهو على هزيمة حماس، وهو ما يراه العديد من المحلّلين مستحيلًا، أدى إلى زيادة تكاليف الحرب على "إسرائيل" بشكل كبير، لقد تشرّد العديد من المستوطنين في المستوطنات المحيطة بغزة وبالقرب من الحدود اللبنانية وأصبحوا بلا مأوى، كما أصيب اقتصاد هذا النظام بالضعف الشديد بسبب ارتفاع تكاليف الحرب، وانخفاض مستوى التجارة الخارجية، وزيادة مخاطر الاستثمار، وهروب رؤوس الأموال، في آخر 100 يوم فقط، أنفق 30 مليار دولار على قتل 32 ألف مدني فلسطيني أعزل، ومع هجمات جماعة أنصار الله اليمنية على السفن الصهيونية أو تلك المتجهة إلى الأراضي المحتلة، تحولت إيلات إلى مدينة مهجورة، وإغلاق هذا الميناء في إيلات وجّه ضربة اقتصادية ثقيلة لـ"تل أبيب"، ولتغطية عجز الميزانية، يبحث البنك المركزي الإسرائيلي عن خطط مثل زيادة الضرائب وإلغاء دعم الطاقة، وتوقّع خبراء اقتصاديون أن ينكمش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 12 بالمئة بحلول نهاية العام".
وختمت: "الانقسام الداخلي الواسع والتحديات الاقتصادية وتقليص العامل الأمني، في الأراضي المحتلة، هي الأزمات الثلاث الكبرى التي تعيشها "تل أبيب" منذ بداية حرب غزة، لقد نجح نتنياهو مرات عديدة في الهروب من الضغوط والمشكلات الداخلية ببدء الحرب، لكن يبدو أن الحرب نفسها أصبحت هذه المرة مأزقه ومن غير المرجح أن ينجو منه".
الخسائر البشرية سرّ تراجع الكيان في غزة
عن الموضوع نفسه؛ كتبت صحيفة "كيهان": "لقد مر على الحرب في غزة مئة يوم والصهاينة الذين لم يشهدوا مثل هذه الحرب الطويلة في حياتهم، ولم يتكبّدوا مثل هذا القدر من الضرر والخسائر في أي حرب، ينسحبون بهدوء من هذا المأزق. وهذا التراجع بدأ قبل أسابيع مع الإعلان عن خروج لواء غولاني من غزة، ثم تبين لاحقًا أن خمسة ألوية قد خرجت من غزة، وكان رد فعل المصادر الإسرائيلية على هذه الإخلاءات مثيرًا للاهتمام أيضًا. فقد كتب البعض أنه نظرًا إلى أن العديد من هذه القوى كانت قوات "احتياطية"، فيجب عليها العودة إلى وظائفها لممارسة الأنشطة الاقتصادية، وكتب بعض الأشخاص أيضًا أن مهمتهم قد انتهت، لكن بعض وسائل الإعلام التابعة لهذا النظام أعلنت أن السبب هو وقف الاتجاه المتزايد للخسائر البشرية، خاصة في صفوف كبار القوات الإسرائيلية... والحقيقة أن الصهاينة لا يملكون الخبرة، ولا القدرة على شن حروب تزيد مدتها على ثلاثين يومًا، وكان نهجهم دائمًا حروبًا عالية السرعة والحجم، كما تجدر الإشارة إلى أنه لأول مرة يواجه الصهاينة جبهات المقاومة كلّها، ولأول مرة تمارس الجبهة اليمنية ضغوطًا غير مسبوقة على هذا النظام وداعميه".
المشاركة الانتخابية تعزّز القوة الوطنية
في سياق آخر؛ كتبت صحيفة "جام جم" في سياق النقاشات حول الانتخابات النيابية الإيرانية: "إنّ أهم قضية في الحياة السياسية لأي دولة شعبية هي تشكيل مراكز القوى على أساس المشاركة، وما يعدّ تماسكًا للقوة الوطنية هو المشاركة، وهي بقدر ما تكون عالية، من الطبيعي أن تكون القوة الوطنية أكثر، وكلما قلّت كمية المشاركة زادت الرغبة في الاستبداد والاستقلال. ولهذا السبب، بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية بصفتها نظامًا قائمًا على الشعب، منذ بداية الثورة، كان العنصر الأكثر أهمية وتأثيرًا هو مسألة الحضور الشعبي في ساحات صنع القرار في البلاد، والتي غالبًا ما تشكلت بمشاركة عالية. فنحن أمام قضايا خطيرة ومؤثرة في الوضع الراهن، فمن ناحية، التطورات التي تشهدها المنطقة اليوم سلّطت الضوء بشكل كبير على دور إيران في النظام العالمي الجديد، وبشكل ما يمكن القول إنه مع التطورات الحالية التي تشهدها المنطقة وتمكّن محور المقاومة من إظهار قوته الكبيرة للأعداء، فمن الطبيعي أن تتجه البلاد نحو قمة النصر. وبطبيعة الحال، في هذا الوضع، فإنّ أهم جهد للعدو هو إضعاف المشاركة الشعبية في الانتخابات؛ حيث يجري التشكيك في القدرة الشعبية وقبول الشعب للنظام".