الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: تداخل الإرهاب الغربي الصهيوني التكفيري ليس فرضية ولا ادعاء
تناولت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الخميس 18 كانون الثاني 2024، في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسة ردود الفعل المستمرة لدخول الجمهورية الإسلامية الإيرانية الميدان العسكري بالرد الصاروخي على الجماعات الإرهابية، كما ركزت على التورّط الأميركي والبريطاني في البحر الأحمر.
المشروع الأمريكي والبريطاني للهروب من العزلة
في هذا السياق، كتبت صحيفة "جام جم": "لقد أدت العملية المشروعة ضد مقر جيش الظلم، في باكستان، إلى استياء الولايات المتحدة المطلق كونها الداعم الرئيسي لهذه الجماعة الوحشية والإرهابية. ومن الواضح أن الإجراء الأخير الذي اتخذته جمهورية إيران الإسلامية كان يستند بالكامل إلى حق الدفاع المشروع ضد التهديدات الأمنية والإرهابية، والنتيجة هي زيادة قوة العمل والردع الإيرانية في مواجهة تهديدات جيش الظلم والمجموعات الإرهابية المماثلة".
أضافت الصحيفة أنّ : "أحد الأسباب الرئيسة للإجراء الحاسم الذي اتخذته جمهورية إيران الإسلامية في مواجهة أعضاء جيش الظلم في باكستان، للأسف، هو تقاعس الحكومة المجاورة عن مواجهة هذه المجموعة الإرهابية. ومن المؤكد أنه لو اتخذت إسلام آباد خطوة واضحة وحاسمة ورادعة، في هذا الصدد، لما شهدنا استمرار هجمات جيش الظلم ضد مواطني إيران، وخاصة في محافظة سيستان وبلوشستان. ولذلك، فإنّ الإجراء الأخير الذي اتخذته إيران هو مثال على "رد الفعل المشروع" على قلق حقيقي، ويجب على حكومة باكستان أيضًا أن تفهم هذه الحقيقة الموثقة... إن تداخل الإرهاب الغربي الصهيوني التكفيري ليس فرضية ولا ادعاء، وفي مجال جهاد التبيين، نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى وصف هذه الشبكة الإرهابية المعقدة، والملموسة للرأي العام في البلاد والمنطقة والعالم. إذ تحاول واشنطن منذ سنوات تمهيد الطريق لظهور الإرهاب التكفيري وخلق رعب مستمر في الحدود الشرقية لإيران، حتى تتمكّن في ظل هذا النهج من الإعداد للتحضيرات من أجل تقسيم إيران. وممّا لا شك فيه أن النظام الإيراني والأمة الإيرانية لن يسمحا بتشكيل شبكة عناصر "الأزمة" و"العنف الدائم" في البلاد، وستتصدى لذلك من خلال مراقبتها الذكية وإجراءاتها الحاسمة، ولا ينبغي أن ننسى أن "استقرار إيران وأمنها" أصبح اليوم الخط الأحمر لأميركا، والبيت الأبيض يحاول تحدي هذا الاستقرار والسلام من خلال عملائه".
وختمت الصحيفة: "منذ العملية الناجحة لبلادنا ضد جيش الظلام، نشهد الدور السام لأمريكا مرة أخرى، وهذه المرة نشاهد تدمير العلاقات بين طهران وإسلام آباد وبغداد. ومن المؤسف أن بعض المسؤولين الباكستانيين حاولوا أيضاً إكمال لعبة واشنطن عن غير قصد من دون الأخذ بالحسبان بعض الحقائق الموجودة في هذا الصدد. وتجدر الإشارة إلى أن البيت الأبيض ركز دائمًا على استراتيجية خلق الخلافات بين طهران وإسلام آباد، واستمرت هذه العملية خلال عهود الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين المختلفة، والآن يتعين على السلطات الباكستانية أن تكون حذرة من مؤامرة العدو الرامية إلى خلق أزمة جديدة بين طهران وإسلام آباد، مما لا شك فيه أن واشنطن وبريطانيا غاضبتان مما حدث للإرهابيين التابعين لهما في باكستان، في حين أن هذه القضية ينبغي أن تحظى برضا باكستان، لأن سلطات إسلام آباد أعربت مرارًا وتكرارًا عن قلقها بشأن وجود جماعة جيش الظلم الإرهابية ورأتها خارجة تمامًا عن سيطرتها".
رسائل مهمّة حول الانتقام
كتب الخبير في شؤون غرب آسيا، سعد الله زارعي، في صحيفة "وطن أمروز": "خلال الشهرين الماضيين، شنّ النظام الصهيوني الغاصب هجمات على القوات الإيرانية في سوريا، ما أدى إلى استشهاد 3 من كبار أعضاء الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وكانت آخر عملية اغتيال هي استشهاد القائد السيد رضي موسوي. في المقابل، نفذ تنظيم داعش عمليات ضد الجمهورية الإسلامية خلال الأسابيع الماضية، كان أبرزها العمل الذي قام به في ذكرى استشهاد الشهيد سليماني، في كرمان، وكان ينبغي للحرس الثوري الإسلامي، وفقًا لواجباته والتزاماته المتأصلة، أن يرد على هذه التصرفات وأن يقدم ردًا حادًا على النظام الصهيوني وداعش، وبناءً على ذلك، أنهى سلسلة العمليات ضد مواقع الكيان الصهيوني الغاصب في كردستان العراق، كان أهم نشاط للصهاينة في إقليم كردستان العراق هو جمع المعلومات وتنظيم الثورة المضادة وتصميم الإجراءات ضد الجمهورية الإسلامية. ومن ناحية أخرى، فإنّ داعش التي تتواجد اليوم بشكل متمركز في سورية وتعمل بطريقة متفرقة في أفغانستان وباكستان، قامت أيضًا بأنشطة ضد مصالح الشعب الإيراني، وبعد تحديد هذه المواقع الإسرائيلية ومواقع داعش، نفذ الحرس الثوري الإيراني هجمات عنيفة ضد هاتين الحركتين في أربيل بالعراق وإدلب في سورية، ويمكن أن يكون لهذه العمليات تأثيرات وعواقب عديدة على المدى القصير والطويل، في الواقع، يُظهر الهجوم المتزامن على الإسرائيليين وداعش إشارة إلى أن هذه الأمور تشكّل في نظر الجمهورية الإسلامية تدفقًا مستمرًا".
وتابع: "في هذا الأسبوع أو الأسبوعين، هاجم حزب الله مناطق شمال فلسطين المحتلة واستهدف مواقع مهمة في فلسطين وسحق مركز الاتصالات الإلكترونية للنظام الصهيوني الغاصب؛ ومن ناحية أخرى، هاجم العراقيون، دعمًا لفلسطين، المواقع الأمريكية وحتى المواقع الإسرائيلية في حيفا، كما وسّعت المقاومة اليمنية أعمالها في البحر الأحمر لصالح الفلسطينيين، وخاصة شعب غزة المظلوم، وفي إيران، اتخذت الجمهورية الإسلامية أيضًا مثل هذا الإجراء الثقيل في الهجوم الصاروخي على الموساد وداعش، وهذا يدل على أنه إذا أراد العدو فتح الجبهات، فلا مشكلة عند جبهة المقاومة في الرد، وأن جميع جبهات المقاومة مستعدة للتحرك، وإذا لزم الأمر، فهي لا تخشى مهاجمة الأعداء، وبشكل عام، فإنّ هذه العمليات تبعث برسالة جدية إلى العدو وتزيد من قوة الردع لدى إيران".
فوضى "تل أبيب"
في السياق نفسه، كتبت صحيفة "إيران": "مع مرور 103 أيام على عدوان النظام الصهيوني في قطاع غزة، أصبح من الواضح للجميع تقريبًا أن المحتلين ليس لديهم أي استراتيجية محددة في هذا المجال، خلال هذه المرحلة، كان رد الفعل الوحيد للنظام الصهيوني هو قتل المدنيين بلا هوادة وتدمير المنازل السكنية والبنية التحتية، والدليل على هذا الادعاء يعود إلى المواقف الأخيرة للصهاينة الذين تحدثوا مرارًا وتكرارًا عن سيطرتهم على شمال غزة، ولكن مع إطلاق حماس 50 صاروخًا من شمال غزة، اضطر الصهاينة مرة أخرى إلى العودة لتفعيل هجوماتهم في شمال غزة، وذلك على الرغم من أنباء انسحاب لواء غولاني من شمال غزة، والجديد هذه المرة هو عودة دبابات الاحتلال إلى الظهور في مناطق شمال القطاع التي انسحبت منها الأسبوع الماضي".
وأضافت: "ظنّ الصهاينة أنهم بخرقهم الهدنة المؤقتة يمكنهم من خلال زيادة الضغط الميداني في ظل تصاعد العدوان والقتل أن يجبروا حماس على الاستسلام من دون تقديم تنازلات، لكن العملية الحالية تظهر أن الصهاينة باعترافهم لم يحققوا نجاحات كبيرة على الصعيد الميداني، واضطروا إلى العودة إلى طاولة المفاوضات".