الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: "ضربة" خان يونس ستزيد الضغوط على حكومة العدو
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الأربعاء (24/1/2024)، الضوء على خطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أمس الثلاثاء، والذي أكّد فيه ضرورة قطع الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني، مستشرفًا النصر القطعي لفلسطين في المستقبل غير البعيد. كما اهتمت الصحف الإيرانية بمتابعة الصباح الأسود الذي استيقظ عليه الكيان الصهيوني يوم أمس الثلاثاء، بعد مقتل أكثر من 24 جنديًا صهيونيًا "ضربة" واحدة بقذائف أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
ضربة "ثقيلة" في خان يونس
في هذا السياق، رأت صحيفة "وطن أمروز" أنّ: "الكيان الصهيوني تلقّى أقسى ضربة منذ عملية طوفان الأقصى، فقد أدى إطلاق بضعة قذائف "آر بي جي" إلى تدمير مبنيين بالكامل، وحتى الآن أكّد جيش الاحتلال مقتل 24 جنديًا على الأقل، وقد تعرّفوا إلى أسماء 10 منهم، وما تزال الجهود متواصلة لتحديد هوية الباقين"، مضيفة أن ما جرى هو: "أكبر خسارة يتكبدها جيش العدو خلال 110 أيام من القتال في قطاع غزة، والتي وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ "الكارثة الكبرى"".
وأشارت الصحيفة إلى أن "ضربة خان يونس ستزيد الضغوط على حكومة العدو برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي على الرغم من مزاعمها، لم تتمكّن من إطلاق سراح أي من الأسرى المحتجزين عند حماس"، موضحة أن "المجتمع الإسرائيلي سيزيد كل يوم من ضغوطه على الحكومة لإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب، وبهذه الضربة الكبيرة، والتي ما تزال بعض جوانبها غير مذكورة بسبب الرقابة في الجيش، سيمارس هذا المجتمع ضغوطًا إضافية على نتنياهو، من أجل تجنب تبعات الهزيمة الثقيلة في طوفان الأقصى".
وقالت الصحيفة: "نتنياهو يدرك أنه لا ينبغي إنهاء الحرب بهذه الطريقة، لكنه يدرك أيضًا جيدًا - وإذا لم يعلم فالميدان يملي عليه - أن استمرار هذه الحرب لن يجلب له سوى المزيد من القتلى والتكاليف المضاعفة"، مضيفة أن: "حكومة الطوارئ التابعة للكيان تنهار، وتصريحات السياسيين ضد نتنياهو تزداد قوة يومًا بعد يوم... وعلينا أن ننتظر ونرى مدى قدرة حكومة نتنياهو على الصمود في الأيام المقبلة أمام الضغط الشديد الذي يمارسه مستوطنو الأراضي المحتلة، والذي تضاعفه العمليات الأخيرة.. أيام صعبة تنتظر نتنياهو".
ضغط الشعوب الإسلامية على حكوماتها
هذا؛ وقدمت صحيفة "جام جم" تحليلًا لخطاب الإمام الخامنئي، قائلة: "منذ بداية حرب غزة وبدء جرائم الكيان الصهيوني التي أدت إلى استشهاد أكثر من 25500 فلسطيني، وقيام شعوب من مختلف البلدان، الإسلامية وغير الإسلامية، بوضع حجر الأساس لدعم الشعب الفلسطيني من خلال عقد تجمعات كبيرة وغير مسبوقة في بعض الأحيان، مطالبين حكومات بلادهم باتخاذ إجراءات عملية لوقف جرائم الصهاينة، ومع ذلك، باستثناء عدد قليل من البلدان، لم نشهد أي إجراء عملي مهم من الحكومات. وفي هذه الأثناء، فإنّ عمل الحكومات الغربية واضح، وهي فعلًا مشغولة بدعم الصهاينة وتمهيد الطريق لمزيد من الجرائم". وقالت: "إن الدول الإسلامية، باستثناء الدول التي تدخل في محور المقاومة، لم تتجاوز المواقف الكلامية، وإذا ما تركنا وساطات قطر لوقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس جانبًا، فإننا لم نشهد أي إجراء مهم آخر تحاول فيه سلطات الدول إظهار تضامنها مع شعب بلادها من خلال اتخاذ المواقف السياسية المناسبة، وذلك على الرغم من أنّ الدول الإسلامية بقدراتها الهائلة تستطيع، إذا أرادت، الضغط بشدة على الكيان الصهيوني وإجباره على وقف جرائمه في غزة".
الصحيفة أشارت إلى أنّ "الإمام الخامنئي بيَّن في تصريحاته أمس هذه القضية، مؤكدًا ضرورة: "قطع الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني"، وأضافت: "الآن بعد أن قامت انتفاضة كبيرة نصرة للشعب الفلسطيني، يجب أن تتحول هذه الانتفاضة إلى مقاطعة فعلية للكيان، فدور الشعوب مهم جدًا، والضغط على حكوماتها بطريقة تؤثر على رجال الدولة الذين يعرفون أنهم إذا لم يتخذوا الموقف الصحيح وفقًا لمطالب شعوبهم، فسيفقدون مصداقيتهم".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ :"جرائم كيان الاحتلال تشكّل إبادة جماعية وتنتهك حقوق الإنسان، لذلك هناك حاجة إلى نوع خاص من التقارب بين الدول الإسلامية، لزيادة الضغط على الكيان الصهيوني من خلال متابعة القضية في المنظمات الدولية ووقف القصف الأعمى والعشوائي"، مؤكدة أن: "أميركا أظهرت، خلال المئة يوم الماضية، أنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي خطة ضد الكيان الصهيوني تدخل مجلس الأمن، ولهذا السبب، لا يمكن الاعتماد على مجلس الأمن، ولكن يمكننا الاستعانة بمؤسسات الأمم المتحدة الأخرى، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة لاهاي، وقد اُتخذت إجراءات إيجابية في هذا الصدد حتى الآن".
وتابعت: "على مؤسسات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن تكون أكثر نشاطًا، لكنها للأسف لم تتخذ أي إجراء ملحوظ حتى الآن"، مشيرة إلى أن: "التدابير الإعلامية هي وسيلة أخرى للضغط على الصهاينة، فعلى الرغم من أنّ الصهاينة يمتلكون وسائل إعلام كثيرة في العالم، إلا أن وسائل إعلام أخرى في العالم لديها القدرة على خلق ضغط نفسي ضد "إسرائيل"، وهو ما يتطلب استراتيجية إعلامية".
الأداة الأخيرة للمعارضين لتقليل المشاركة في الانتخابات
من جهة أخرى، قالت صحيفة "همشهري" "إنّ الأشخاص أنفسهم الذين قاطعوا البلاد لسنوات وقلّصوا دور الشعب وأشعلوا النار في الشوارع واغتالوا أهل المدينة الطيبين، هم أنفسهم يتابعون مشروع تدني المشاركة في الانتخابات... وبعيدًا عن العدو، يؤدي بعض الناشطين دور مرتكبي الأهداف الذاتية، ويساعدون مشاريع العدو عن غير قصد".
وتابعت: "لا أحد يُنكر ضرورة محاربة الظلم والفساد، لكن هذا النوع من الاتهامات الإعلامية من دون الحضور في المحاكم والقضاء في الوقت القصير حتى ليلة الانتخابات، هو الأداة الوحيدة التي يستخدمها هؤلاء الناشطون لترويج فكرة أنه لا يوجد فرق بين التصويت وعدمه، وأنّ الانتخابات أمر غير فعال". وأضافت الصحيفة أن :"مشروع العدو هو إقناع الناس أن صندوق الاقتراع لم يكن فعالًا في السابق، وأن حركة الحكومات لا تؤدي إلى إصلاحات أو تطوير، وهذا ما يسعى له البعض للأسف في الداخل".