معركة أولي البأس

الخليج والعالم

قرار محكمة لاهاي في صدارة اهتمامات الصحف الإيرانية
27/01/2024

قرار محكمة لاهاي في صدارة اهتمامات الصحف الإيرانية

تصدّر قرار محكمة لاهاي عناوين الصحف الإيرانية الصادرة اليوم في طهران، خاصة أن هذا القرار وإن كان لا يرقى للمستوى المأمول إلّا أنه يحمل الخطوة الأولى لعزل الكيان الصهيوني عالميًا.


قرارٌ للتاريخ

صحيفة "وطن أمروز" كتبت "الإجراء التاريخي الذي اتّخذته محكمة لاهاي بعد تكليفها بالتحقيق في الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام الصهيوني في غزّة، قبل يوم واحد من "اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة"، هو نقطة النهاية لـ "صورة إسرائيل" وانهيار فكرة هذا الكيان القائم على الفصل العنصري".

وأضافت: "للوهلة الأولى، على الرغم من أن هذا التصويت التاريخي قد يكون له آثار رمزية فقط تقرأها "إسرائيل" وتتجاهلها بسهولة مثل الكثير من قرارات الأمم المتحدة ضدّ هذا النظام، إلا أنه سيكون له معنى خاص به في النظام الدولي والسياسة العالمية"، ووتابعت "رد قضاة محكمة العدل الدولية الـ15 في لاهاي - الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024، ربما دون أن يعلموا، على تاريخ 27 يناير/كانون الثاني الذي هو اليوم الذي سجلته المؤسسات العالمية بعد الحرب العالمية الثانية باعتباره اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة؛ والقضية تكمن في أن الحركة الصهيونية في العالم قامت، باستخدام تلك الفكرة، بإقامة دولة "إسرائيل"  في الأراضي الفلسطينية، والآن تصدر محكمة لاهاي حكمها في قضية الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام سجل منذ عام 1948 عمليات قتل منهجية وجنونية غير مسبوقة ضدّ الإنسانية في العالم، بحجة أنه كان ضحية إبادة جماعية، في ضوء الدعم غير التقليدي للولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين".

ورأت أنه "تمّ كسر هذه الحدود الآمنة وهذا السياج العالي بالأمس في هولندا، وتمكّنت جنوب إفريقيا، الدولة التي مزقها الفصل العنصري، من ربط "القانون الدولي" بالإجماع العالمي ضدّ الإبادة الجماعية الصهيونية المتعمدة ضدّ الشعب الفلسطيني من خلال تجميع قضية جنائية مفصلة"، مشيرة إلى أن "ردود الفعل العصبية والمهينة من قبل المسؤولين الصهاينة على الصحفيين الغربيين كانت واحدًا من تلك الأحداث التي وضعت صورة ملوّثة لطبيعة الصهاينة أمام أعين العالم".

واعتبرت أن "المسار الذي سلكه العالم منذ 7 أكتوبر 2023 حتّى وصوله إلى وجهته في 26 يناير 2024، أظهر صورة لسقوط الصورة المعنوية لإسرائيل؛ وهي الصورة التي كانت لعدة عقود الضامن لحياة النظام الصهيوني ككيان يتعرض للهجوم دائمًا وله "الحق المشروع في الدفاع" عن نفسه، كلّ هذه الكلمات والعبارات والصور انهارت ببساطة في وجه الحقيقة".

وخلصت إلى أن "الإبادة الجماعية في غزّة وهو العنوان التي وصمت به "إسرائيل"، خلقت محرقة القرن الحادي والعشرين، وهي الآن مجرد صورة قبيحة وثانوية في التاريخ؛ صورة لا يحب أحد أن ينظر إليها نظرة تعاطفية".


فرارٌ أميركي من العراق

من جهتها، كتبت صحيفة " همشهري"": "إذا كان ينبغي على أميركا أن تغادر العراق أو أفغانستان أم لا، فهذا أمر محل نقاش، لكن الهروب عندما تتعرض لإطلاق النار ليس وجهًا لطيفًا على الإطلاق"، هذا هو رد فعل المحلل الإسرائيلي دانييل غرينفيلد، على أنباء الاتفاق بين بغداد وواشنطن على الانسحاب التدريجي لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من العراق".

وأردفت "يرى خبراء أن محور المقاومة يحاول طرد أميركا من العراق وسورية قبل الانتخابات الرئاسية في هذا البلد، وفي هذه الحالة ستقل سيطرة أميركا على الطرق المهمّة بين العراق وسورية وتتعزز عملية تطويق "إسرائيل"، إن القواعد الأميركية في التنف والأنبار تتمتع بموقع استراتيجي ويجب تفكيكها...ولم يقتصر خبر الاتفاق بين بغداد وواشنطن على التخفيض التدريجي لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق على ردود أفعال واسعة النطاق بين فصائل المقاومة في العراق والمنطقة، بل رفع أيضًا أصوات منتقدي الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث ذكر بعض الخبراء والمحللين أن هذا الانسحاب يعتبر انتصارًا حاسمًا لمحور المقاومة في الشرق الأوسط".


وختمت أن "جبهة غزّة هي أيضًا أحد الأسباب التي أجبرت الأميركيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتفاوض بشأن الانسحاب من العراق، ورغم أن كتائب حزب الله العراقي، نفت أي إمكانية لتقليص الهجمات، أكدت أن العمليات الجهادية المناهضة للاحتلال ستستمر حتّى طرد آخر جنديّ لها، ويسعى البيت الأبيض أيضًا إلى إرساء هدوء نسبي في العراق لمنع المزيد من التصعيد في الاشتباكات التي قد تخرج عن نطاق السيطرة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية الحاسمة العام المقبل، كما أن محاولة إضعاف جماعة المقاومة العراقية من أجل تطبيع العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني هي أيضًا أحد الأسباب التي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقها خلف الستار بإعلان انسحابها من العراق، في هذا السيناريو تؤكد أميركا و"إسرائيل" وأوروبا، بل وحتّى العديد من الدول العربية، على أن حماس لن تلعب دورًا في غزّة بعد الآن، وهم يحاولون إزالة حزب الله كما يزعمون عن الحدود في جنوب لبنان، لذلك، مع انسحاب الأميركيين من العراق واحتمال استبدالهم بقوات أمنية، سيتم تحييد جبهة المقاومة الأخرى في العراق أيضًا؛ وهو السيناريو الذي يبدو شبه مستحيل نظرًا لتجذّر تيار المقاومة في المنطقة".


هجوم الغرب على المرأة المسلمة في إيران

وفي سياق التحليلات المستمرّة في الصحف الإيرانية لكلمات وخطابات آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، جاء في صحيفة " جام جم": "في سياق الخطابات الأخيرة المتعلقة بضرورة تقديم النموذج الإسلاميّ الإيراني للمرأة كعامل من عوامل الهجوم الثقافي على ما يطرحه الغرب: "مع انتصار الثورة الإسلاميّة ووضع الدين كركيزة أساسية في المجتمع باعتباره المحور الأساسي لنظام الجمهورية الإسلاميّة، كانت إحدى القضايا التي جاءت تحت المجهر سواء في المناقشات العلمية أو في مجال المجتمع هي قضية المرأة وجوانب حياتها المختلفة، وخاصة بالنسبة للمجتمعات ووسائل الإعلام الغربية، إن الصور النمطية التي تقدمها لهذه الوسائل فيما يتعلق بقضايا مثل حقوق المرأة، ومكانة المرأة ودورها في الأسرة، والتعليم، والتوظيف، والمشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة كانت ملحوظة للغاية وأدت إلى ظهور وجهات نظر مختلفة".

وذكرت الكاتبة والمختصة بشؤون المرأة مريم اشرفي في حديث لصحيفة " جام جم: "تحاول وسائل الإعلام الغربية تعريف المرأة في الثورة الإسلاميّة على أنها كائن رجعي ومتخلف ومحدود ومنغلق، فبحسبهم إن الابتذال وكون المرأة قادرة على عرض كلّ مفاتنها لاستخدامات غير مشروعة يعتبر حرية، عندما يكون تعريفهم للحرية هو هذا وتحديدهم للمرأة هو جعلها مبتذلة في مجال السينما والإعلان، كما هو الحال في المظاهر الأخرى في المجتمع، فقد أخذوا دائمًا في الاعتبار المظهر المادي للمرأة".

وبحسب الصحيفة، الغربيون، لأنهم يريدون أن يقدموا أنفسهم كرمز ويغرسوا في المجتمع أن ما يحبونه للمرأة هو الأفضل، يحاولون إنكار المنهج الإسلاميّ لبلادنا، الذي هو مؤشر ونموذج للمرأة، وهذه مسألة لا يمكن إنكارها".

وتابعت "لفترة طويلة، ركزت وسائل الإعلام والحكومات الغربية على قضية المرأة في إيران الإسلاميّة في سياساتها المعتمدة، ويعود هذا الأمر إلى النشاط الاستثنائي للمرأة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وقد لاحظ الغرب ذلك، وعندما يدرك اهتمام المجتمع الإسلاميّ بالمرأة وتقديرها يبذل قصارى جهده للإضرار بالثورة الإسلاميّة لأن الثورة تقف عائقا أمام أهدافهم، ولإزالة هذه العوائق، فإنها تتطرق إلى نقاط حساسة في هذا النظام".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل