الخليج والعالم
حركة النجباء: على المحتلّ أن يتعلم الدرس ويرحل اليوم قبل الغد
بغداد - عادل الجبوري
أكدت حركة النجباء العراقية أنّ المقاومة عقيدة ثابتة وراسخة لا ترهبها المتغيرات ولا التهديدات، وأن موازنة الردع بأيدي المقاومين الذين يسخرون من تهديدات المحتل.
وبخصوص التصعيد الأخير بين المقاومة الإسلامية في العراق من جهة، والولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني من جهة أخرى، قالت الحركة في بيان لها: "إن الولايات المتحدة الأميركية تستهتر بمنطقتنا لدرجة أن رئيسها الخرف لا يعرف إن كان جنوده البائسون في الأراضي السورية أم الأردنية؟".
وبحسب الحركة، هذا يدل على: "أنها تتحرك بين البلدان من غير احترام لسيادتها، وتستبيح كل الأراضي تبعًا لغطرستها واستعمارها، ما يوصلها إلى سرقة خيرات تلك البلدان والشعوب".
وأضافت: "أن أميركا المتهاوية المغرورة لن تثنينا عن هدفنا، ومرتزقتها وجنودها سيرحلون عن أراضينا، وقد كُتبت عليهم الذلة والمسكنة والقتل، وأن معسكرات المحتل وثكناته تعرف أننا نقول ونفعل، إذ سبق وأمطرناها بحمم صواريخنا، وذاقوا منها ما لا يريدونه، وعلى المحتل أن يتعلم الدرس ويرحل اليوم قبل الغد، إذ إن كل يوم يمر سيدفع ثمنه باهظًا".
وشدّدت حركة النجباء على أنها: "ستواصل عملياتها العسكرية في المنطقة، ردًا على العدوان الأميركي - الإسرائيلي على الآمنين في قطاع غزة"، مؤكدة: "أن المقاومة تمتلك رؤية متكاملة للوجود الأميركي بكل أنواعه، ورؤية واضحة لاستقلال العراق وتحريره من التبعية الأميركية".
جاء بيان حركة النجباء هذا بعد وقت قصير من إعلان المقاومة الإسلامية في العراق استهدافها لقاعدة "الشدادي" الأميركية، في مدينة الحسكة السورية بالصواريخ، علمًا أن الهجوم الكبير الذي شنته المقاومة على قاعدة التنف العسكرية الأميركية عند الحدود السورية - الأردنية قبل أيام قلائل تسبب بمقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين. وقد عُدّ ذلك الهجوم هو الأقوى والأكثر إيلامًا على قوات الاحتلال الأميركي في المنطقة منذ بدء معركة طوفان الأقصى، أي منذ أربعة شهور تقريبًا.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد استهدفت، في الرابع من شهر كانون الثاني/يناير الجاري، القيادي في الحشد الشعبي وحركة النجباء "أبو تقوى السعيدي" بقصف صاروخي وسط العاصمة بغداد، ما تسبب باستشهاده مع أحد مرافقيه، ردًّا على الهجمات المتكررة على قواتها في قاعدتي "عين الأسد" في الأنبار و"حرير" في أربيل، وكذلك قواعدها العسكرية في سوريا.
وفي الوقت الذي وجّهت فيه الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالوقوف وراء الهجمات على قواتها في العراق وسوريا، بسبب دعمها للفصائل العراقية، بحسب وصف المسؤولين الأميركيين، وفي مقدمتهم الرئيس، نفت طهران على لسان مسؤولين رسميين صلتها بتلك الهجمات. فقد أعلنت ممثلیة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في منظمة الأمم المتحدة، أنه: "ليس لإیران علاقة بهذه الهجمات، وأن الصراع يدور بين الجيش الأميركي وقوات المقاومة في المنطقة، فتارة تهاجم القوات الأميركية المقاومة، وفي بعض الأحيان تهاجم قوات المقاومة القوات الأميركية".
وفي الوقت نفسه، أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أنّ هذه الاتّهامات غرضها سياسي، وتهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة.
وبالرغم من اتهامات واشنطن لطهران بالوقوف وراء الهجمات على قواتها في العراق وسوريا، إلا أنها استبعدت خيار الحرب مع إيران، إذ أصدرت وزارة الحرب الأميركية بيانًا- عقب اجتماع بايدن الأخير مع فريقه للأمن القومي- أشارت فيه إلى أنه: "لا يُعتقد أن إيران تسعى إلى الدخول في حرب مع الولايات المتحدة، وأن واشنطن لا تسعى للحرب أيضًا"، علمًا أن الكيان الصهيوني يسعى جاهدًا إلى دفع الولايات المتحدة وإقناعها لمهاجمة ايران مباشرة، إلا أن صنّاع القرار في البيت الأبيض يدركون العواقب والتبعات الخطيرة لأي خطوة من هذا القبيل.