الخليج والعالم
تحذيرات من جرّ الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران لا يمكن أن تتحملها
كتبت كيلي فلاهوس مقالة نشرت بمجلة "The American Conservative" قالت فيها "إنّ المحافظين الجدد وطموحاتهم لا تزال تحتلّ موقعًا مركزيًا في النقاشات التي تدور حول السياسة الخارجية الأميركية"، مضيفة أن "هذا المعسكر يرغب بشدة بأن تذهب الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران".
وأشارت الكاتبة إلى ما قالته المرشحة الجمهورية للرئاسة الأميركية نيكي هايلي، وذلك لجهة ضرورة تصفية القادة الإيرانيين الذين "يتخّذون القرارات"، وذلك بعد مقتل الجنود الأميركيين الثلاثة في إحدى القواعد عند الحدود الأردنية السورية.
كما تابعت الكاتبة أن "هايلي هي جزء من نظام بيئي يتكوّن من المحافظين الجدد وغيرهم في دائرة السياسة الخارجية الأميركية الذين طالما صنّفوا إيران بأنها خصم رئيسي إن لم يكن وجودي للولايات المتحدة و"إسرائيل"".
كذلك أضافت الكاتبة أن "هذا المعسكر إنما يرى في عملية طوفان الأقصى بأنه يشكل لحظة المضي في المواجهة النهائية التي طالما يسعون إليها"، وأردفت أن "أجندة هؤلاء قد تتضمن تغيير النظام في إيران حتّى" وفق زعمهم.
وسمت الكاتبة "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" (وهو مركز دراسات أميركي معروف مؤيد بالمطلق لـ"إسرائيل")، لافتة إلى أن الأخيرة محسوبة على معسكر المحافظين الجدد وإلى أنها كانت من مؤيدي الحرب على العراق بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، كذلك أردفت أن "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات طالما روّجت لتغيير النظام في إيران".
كما تابعت الكاتبة " مقتل الجنود الأميركيين عند الحدود الأردنية السورية مهّد الطريق لتمجيد هذه المؤسسة، حيث يشارك الباحثون فيها بالعديد من المقابلات على وسائل الإعلام الرئيسية، ويتّهمون الرئيس جو بايدن بالتراخي ويطالبونه بضرب إيران بقوة"، كما لفتت إلى مواقف مماثلة يُطلقها كلّ الصقور المؤيدين للحرب تقريبًا بعد عملية طوفان الأقصى، مدرجةً في هذا السياق جون بولتون والسيناتور الجمهوري Lindsey Graham وغيرهم.
كما تحدثت الكاتبة عن ترويج عدد من الضباط العسكريين الأميركيين السابقين للحرب مع إيران خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وأضافت أنّ "هؤلاء وبينما هم ليسوا من المحافظين الجدد، إلا أنهم يعملون عن كثب مع جهات محسوبة على المعسكر الأخير".
وتابعت الكاتبة أن "المحافظين الجدد روجوا منذ حقبة التسعينيات للإطاحة بصدام حسين في العراق ضمن مخطّط أوسع من أجل حفظ التفوق الأميركي في المنطقة"، كما أردفت "أنهم دفعوا بهذا الاتجاه إلى أن تحول الموضوع إلى واقع، حيث شكّلت هجمات الحادي عشر من أيلول الفرصة من أجل شنّ الحرب على العراق ومحاولة تنفيذ مشروعهم في الشرق الأوسط ضمن إطار "الحرب العالمية على الإرهاب".
وقالت الكاتبة "إن نظرية وجود إيران في "محور الشر" لا تزال قائمة بعد مرور عشرين عامًا".
عقب ذلك، شدّدت الكاتبة على ضرورة عدم السماح للأصوات المطالبة بالحرب مع إيران بتضخيم "التهديد" خدمة لأجندتهم الخاصة، والتي تعود إلى ما قبل الأزمة الراهنة بكثير، كما شدّدت الكاتبة على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتحمل حرب أخرى، وعلى أن أي رد يجب أن يكون مدروس بشكل جيد ويستند إلى استراتيجية سليمة وليس "قعقعة السيوف" من المحافظين الجدد وتوابعهم.