الخليج والعالم
الإمام الخامنئي: كارثة غزّة مؤشرٌ على ذروة بطلان النظام العالمي
أكد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن "كارثة غزّة هي كارثة العالم الإسلامي لا بل البشرية جمعاء"، ورأى أن "النظام العالمي الحالي هو نظام باطل وغير قابل للاستمرار ومآله الزوال".
كلام سماحته جاء خلال استقباله كبار مسؤولي الدولة وسفراء البلدان الإسلامية المعتمدين لدى إيران وحشدًا من مختلف شرائح الشعب بمناسبة المبعث النبوي الشريف.
بعثة النبيّ الأكرم (ص) ودعوته ساريتان ودائمتان في جميع الأزمنة
وأشار الإمام الخامنئي إلى أن الاستجابة للدعوة والبعثة النبوية الشريفة أسهمت في النموّ والسعادة الدنيوية والأخروية، مقدّمًا التهاني بالمبعث النبوي الشريف للشعب الإيراني وجميع المسلمين، معتبرًا أن "البعثة هي أضخم أحداث تاريخ البشرية وأكثرها تبرّكًا". وتابع "مع بعثة النبيّ الأعظم (ص) قُدّمت نسخة كاملة ونهائية ومستدامة للسعادة الدنيوية والأخروية للبشرية".
واعتبر سماحته أن "انطلاق البعثة في بيئة مظلمة مليئة بانحراف الجاهلية واتضاح ارهاصات الانحراف والسقوط لدى جميع الحضارات الكبرى في ذلك العصر، كان بمنزلة حادثة خارقة للعادة"، مضيفًا أن "برنامج البعثة هو إفساح الطريق لتواصل البشرية القابعة في الأطر المادية الضيقة، مع عالم الغيب والألوهية أي الايمان، ومن ثمّ تزكية الإنسان أي سموّه وإنماؤه عن طريق سدّ الثغرات ومحو الفظاعات والبذاءات والسيئات والباطل".
وأشار إلى أن "التزكية حركة شاملة لاستصلاح أمور الفرد والمجتمع في جميع الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ونبذ كلّ أشكال انعدام العدالة والفوارق الطبقية"، وأردف أن "التزكية تؤسّس لتعليم الإنسان والمجتمع لكي يتمّ في ظلّ إثراء المجتمع معرفيًا ومعنويًا، بناء إنسان يرقى إلى مستوى الإسلام".
الإمام الخامنئي استشهد بآيات من القرآن الكريم، وقال إن "بعثة النبيّ الأكرم (ص) ودعوته ساريتان ودائمتان في جميع العصور والأزمنة"، معتبرًا أن "مجاهدة النفس وتحطيم وثن الأهواء النفسية يمثّل أول خطوة باتّجاه الاستجابة لدعوة النبيّ الأكرم (ص)".
ولفت الإمام الخامنئي إلى انتشار الظلم وإهدار الحق في عالم اليوم، وقال إن "التحرّر من هذا الوضع وتحسين حياة شعوب العالم، رهن بالاستجابة لدعوة النبيّ الأكرم (ص) والإفادة من التزكية والتعليم النبوي"، مضيفًا أن "مسؤوليّتنا تتمثّل في بناء الذات وإظهار إدارة البلاد على أساس نموذج الإسلام إذ سجلنا نجاحات في هذا الخصوص، كان لها وقعها وأثرها في العالم وطبعًا كانت ثمة ثغرات أيضًا".
على الحكومات قطع المساعدات عن الكيان الصهيوني
وتطرق سماحته إلى استمرار كارثة غزّة، فاعتبرها "مؤشرًا على ذروة زيف وبطلان النظام العالمي الحالي"، وقال إن "أميركا وبريطانيا والعديد من الدول الأوروبية والتابعين لهم يقفون اليوم وراء الكيان الصهيوني الإجرامي والملطّخة أيديه بالدماء، ومن هنا يمكن معرفة أن النظام العالمي الحالي هو نظام باطل وغير قابل للاستمرار وسيكون مآله الزوال".
وشدّد الإمام الخامنئي على أن "قصف المستشفيات وقتل قرابة 30 ألف شخص من أهالي غزّة، يفضح الثقافة والحضارة الغربية"، مؤكدًا أن "المال والسلاح والمساعدات السياسية الأميركية تقف خلف هذه الجرائم والفظاعات. وتابع "كما اعترف الصهاينة أنفسهم بأنهم ومن دون السلاح الأميركي لما كانوا قادرين على مواصلة الحرب حتّى ليوم واحد، لذلك فإن الأميركيين هم مجرمون ويتحمّلون مسؤولية هذا الحادث المرير أيضًا".
ورأى أن "الحلّ لإنهاء أزمة غزّة يكمن في انسحاب القوى الدولية الكبرى والموالية للغرب من هذه القضية"، مشيرًا إلى أن "المناضلين الفلسطينيين قادرون هم على إدارة المشهد".
وختم سماحته بأن "واجب الحكومات يتمثّل في قطع المساعدات السياسية والإعلامية والتسليحية وعدم إرسال البضائع الاستهلاكية للكيان الصهيوني"، مؤكدًا أن "واجب الشعوب يتمثّل أيضًا في الضغط على الحكومات للقيام بهذا الواجب الجسيم".