الخليج والعالم
شكوى تونسية ضد جرائم الإبادة الصهيونية قي غزة
تونس – عبير قاسم
أعلن عدد من المحامين التونسيين عن رفع شكوى ضد الكيان الصهيوني بشأن جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها في غزة، حيث تقدّموا لدى القضاء التونسي بدعوى ضد المدعي العام لدى محكمة الجنايات الدولية كريم خان بسبب سياسة ازدواجية المعايير التي اعتمدها في ما يتعلق بجرائم الإبادة في غزة.
جاء ذلك في ندوة صحفية عُقدت في مقر نقابة الصحفيين التونسيين بحضور حشد من الحقوقيين التونسيين وسفير دولة فلسطين بتونس هايل الفاهوم.
وشدّد الفاهوم، في كلمته، على أهمية الحرب القانونية والدبلوماسية لفضح جرائم الإبادة، وأوضح أن "جوهر الإستراتيجية الصهيونية يتلخّص في منع العرب من امتلاك أية مقومات للقوة غير التقليدية والتغلغل في الشركات والهيئات الاستشارية الأجنبية، وتحديد بؤر الضعف في النخب العربية والتركيز عليها وتوجيهها نحو مسارات معينة، والعمل على كسب الرأي العام الشعبي في العالم".
وقال الفاهوم إن "معركة القضاء الدولية مهمة في هذا السياق لمواجهة كل هذه الإستراتيجية الصهيونية".
رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل معز شريف اعتبر في تصريح، على هامش الندوة، أنّه "بعدما شاهدنا الإبادة جماعية التي مسّت الشعب الفلسطيني في غزة، خاصة الأطفال الذين سجلوا أعلى رقم بين الضحايا في فلسطين، فإن دعم هذه الشكوى يشكل الخطوة الأولى لتحرك الجمعية في الحرب التي يجب أن تكون شاملة ضد الكيان الصهيوني سواء الحرب الميدانية أو الدبلوماسية".
وتابع القول: "بعد اعتراف محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية التي مسّت الشعب الفلسطيني، علينا أن نستثمر في هذا الميدان لدعم الشكاوى ضد كل المشاركين والمتواطئين في الإبادة الجماعية المتواصلة".
المحامية والحقوقية التونسية عائدة بن شعبان أكدت أن الأسانيد القانونية لهذه الشكوى تتمثل في كون تونس مصادقة على النظام الأساس للمحكمة الجنائية الدولية ومعاهدة روما، مشيرة إلى أن "هذا القانون أصبح قانونًا وطنيًا، وبالتالي من حق تونس أن ترفع هذه الدعوى في نظرنا".
وأضافت: "الرسالة الأساسية لهذه الخطوة هو أنّه لا يمكن أن يكيل القضاء الدولي بمكيالين بخصوص الدعاوى الجنائية. وأن تونس مشاركة منذ اللحظة الأولى في دعم هذه الحرب القانونية والدبلوماسية ضد الاحتلال الصهيوني بكل المستويات".
وأوضحت "رأينا أن هذا المدعي العام لدى محكمة الجنايات الدولية كريم خان قام بالتحرك من تلقاء نفسه إبّان الحرب الروسية الأوكرانية وبعد أسبوعين فقط من انطلاق الحرب، ولكن لم يحرك ساكنًا عندما تمّ رفع الدعوى من قبل دولة جنوب أفريقيا، لذلك لم يقم بهذا الفعل وترك الأمور تجري على حالها. ورأى آلاف الضحايا والتدمير الشامل بأم عينه عندما زار المنطقة على حدود رفح ولم يحرّك ساكنًا".
وختمت "لذلك نحمّله المسؤولية الشخصية والجنائية له ولكل من سيكشف عنه البحث مشاركته أو تواطؤه في جرائم الإبادة في غزة".