الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الانتخابات البرلمانية مفتاح تحوّل الشعب الإيراني
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم الخميس، الضوء على الأخبار والتحليلات المتعلّقة بالانتخابات البرلمانية الإيرانية ومشاركة الشعب في عملية الاقتراع، وذلك تزامنًا مع اقتراب موعد الانتخابات. كما اهتمّت الصحف بإظهار خطط الأعداء في تحريك الخلايا الإرهابية النائمة في إيران لإثارة الاضطرابات وخلق الخوف عند الناس تحقيقًا لأهدافهم الخاصة.
مشاركة الناس هي المفتاح الحقيقي
في هذا السياق، أشارت صحيفة "جام جم" إلى أن: "الانتخابات البرلمانية في الجمهورية الإسلامية التي تجري كل 13 شهرًا على أساس المشاركة الشعبية، أدت دورًا مهمًا في نمو البلاد وتطورها من خلال تشكيل الحكومة ومجلس الشورى الإسلامي ومجلس الخبراء ومجالس المدن والقرى"، موضحة أن: "الانتخابات لم يكن لها معنى لولا الحضور الكبير للشعب الإيراني، والذي أعطاها دفعة مثالية وبصيرة، وهو أمر نادر في البلدان التي تدَّعي الديمقراطية".
وأضافت الصحيفة: "لا يمكن أن تكون الانتخابات في الجمهورية الإسلامية مغلقة، لكن هذه ليست السمة الإيجابية الوحيدة للانتخابات في إيران، ففي نظرة سريعة على الانتخابات تظهر أن الارتباط الذي لا ينفصل بين الشعب والجمهورية الإسلامية لم يسمح بأي تعطيل للانتخابات، الثلوج والأمطار والبرد القارس والحرب المفروضة وحتى التهديد بقصف مراكز الاقتراع، ومزاعم التزوير والفوضى في البلاد وحتى العقوبات الاقتصادية، لم يستطع أي منها أن يمنع الجمهورية الإسلامية من إعطاء حق الترشح والتصويت"، وقالت: "يقترب قطار الانتخابات من محطته التالية، في حين أن مواصلة مسار التحول للشعب الإيراني في هذه المحطة له أهمية خاصة".
وتابعت: "على الرغم من التقدم المتنوع الذي حققته إيران بعد الثورة الإسلامية، والذي أجبر حتى أعداء هذا البلد على الاعتراف به، إلا أن وجود بعض التقصير في النواحي المعيشية يصيب شرائح مختلفة من المجتمع. ومن الضروري أن تقوم السلطات بمعالجته". ورأت أن هناك: "وجهتي نظر مشتركتان لحل المشكلات، الأولى حول عدم مشاركة الشعب ووجود حالٍ من الإزعاج وعدم الأمان، ووجهة النظر هذه مدعومة من الخارج ومن أعداء هذا الوطن، وهي لا تحلّ المشكلات، بل تزيد منها، أما وجهة النظر الأخرى فتتحدث عن المشاركة الفعالة للشعب في حلّ المشكلات عبر صناديق الاقتراع".
انتقام العدو من حضور الشعب
في سياق متصل، رأت صحيفة إيران أن: "الحضور الحماسي للشعب الإيراني في مسيرة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، أثار غضب أعداء بلادنا، فخلق حالًا من انعدام الأمن والتخريب في البلاد هو الهدف الذي سعت إليه الجماعات المناهضة لإيران وأجهزة المخابرات المعادية في السنوات القليلة الماضية"، مشيرة إلى أن: "خطي الغاز في محافظتي جهارمحال وبختياري اللذين ينقلان الغاز من جنوب البلاد إلى شمالها تعرضا لأضرار ناجمة عن انفجار، وبعد دقائق من الحريق، وصل رجال الإطفاء وقوات الإنقاذ والشرطة والمعاونين الفنيين إلى مكان الحادث، وبعد ساعات قليلة من الحادث تم احتواء الحريق".
الصحيفة رأت أن: "هدف العقول المدبرة للفوضى الناجمة عن التخريب الذي حدث أمس هو تحقيق انعدام الأمن في المجتمع وإثارة قلق الرأي العام للشعب الإيراني"، موضحة أن: "هذا الهدف يكون ناجحًا عندما يؤدي إلى إثارة قلق المجتمع، وهذا هو الهدف الذي ظهر بوضوح في أعمال التخريب التي شهدتها محافظات فارس وجهارمحال وبختياري"، وقالت: "على الرغم من أن المسؤولين المعنيين في شركة الغاز الوطنية ووزارة النفط باشروا بإصلاح أنبوب الغاز وإمدادات الشبكة منذ البداية ومنعوا استمرار انقطاع الغاز عن بعض مناطق البلاد، إلا أن هذا الفعل رُبط بموجة من الأخبار الكاذبة لاستكمال المشروع التخريبي".
وأضافت أن: "إحداث الخوف والقلق بين الناس هو المهمة التي تولتها وسائل الإعلام الفوضوية، فعلى سبيل المثال عثر مواطنو أصفهان أمس على إعلان مزيف منسوب لشركة غاز أصفهان على مواقع التواصل الاجتماعي، حذر خلاله مواطنو هذه المحافظة من قطع شبكة إمدادات الغاز في جميع محافظات البلاد"، لافتة إلى أنّ: "الرئيس التنفيذي لشركة غاز أصفهان رد سريعًا على هذا الخبر الكاذب، وأعلن إن صورة الرسالة النصية المرسلة إلى مواطني أصفهان حول انقطاع تدفق الغاز مزيفة، وانتقامًا لفشل أعمال الشغب العام الماضي والفشل في تعزيز الانفلات الأمني بسبب الأعمال الإرهابية في بعض مناطق البلاد، إلى جانب الانتقام من الحكومة الـ13 على العمل والنشاط ومنع قطع الغاز عن المواطنين في أبرد أيام العام، يسعى مقاولو المشاريع التخريبية إلى تحقيق تأثير، ولو بسيطًا، على الشعب ليسلب منه الشعور بالأمن، ولكن كالعادة أهداف هؤلاء المخربين تتضاءل في كل يوم، ولن يكون لأفعالهم ثمرة أخرى سوى الخيبة والحزن".
لقد صوّتنا.. ماذا عن البطالة؟
بدورها، كتبت صحيفة " همشهري":" اتخذ المناخ السياسي في البلاد هذه الأيام صبغة الانتخابات، في ظل محاولة بعض التيارات ووسائل الإعلام ركوب الأمواج على بعض الاختناقات الاقتصادية، من خلال طرح مقولة مفادها أن التصويت لا يمكن أن يحل عقدة البطالة في البلاد، وذلك لتحقيق خيبة أمل لدى المجتمع في المشاركة في صناديق الاقتراع". وأضافت: "في الحقيقة، إن تحسن مؤشرات التوظيف في السنوات الأخيرة كان أحد أهم مظاهر تغيير السياسة في البلاد، وبحسب الإحصائيات والأرقام الرسمية التي تنشرها المؤسسات والهيئات المسؤولة، فإن التقارب بين البرلمان الحادي عشر والحكومة الـ13 في مختلف القطاعات الاقتصادية، حقق إنجازات كبيرة، خاصة في مجال خفض نسبة البطالة في البلاد، وهي مسألة تظهر أن التخطيط الاستراتيجي لمجلس النواب والتنفيذ السليم للحكومة قد فتح آفاقًا واعدةً لحل التحديات المقلقة التي تواجهها البلاد".
وتابعت الصحيفة: "في غضون ذلك، يشير الانخفاض الكبير في معدل البطالة إلى اعتماد البرلمان والحكومة التوجهات المناسبة في هذا المجال، وكانت خطة تسهيل إصدار تراخيص الأعمال، التي أقرها مجلس صيانة الدستور نهائيًا ودخلت مرحلة التنفيذ، إحدى الموافقات الرائدة للبرلمان الحادي عشر في مجال خلق فرص العمل، والتي بحسب ما قاله الخبراء، كان لها دور فعال في خفض نسبة البطالة في البلاد".
وذكرت أن: "تغيير النظام الضريبي لصالح الإنتاج الذي يهدف إلى تخفيض الضريبة على وحدات الإنتاج، يعد أحد الإجراءات الإستراتيجية الأخرى للبرلمان الحادي عشر في هذا المجال". مضيفًة أن: "الموافقة على قانون قفزة الإنتاج القائم على المعرفة وتسهيل عمل المصدرين ذوي السمعة الطيبة يعد أحد الإجراءات الرائدة الأخرى للبرلمان الحادي عشر في مجال خلق فرص العمل في البلاد".