الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: حق الانتخاب غير قابل للتنازل
سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الاثنين 26 شباط/فبراير 2024، الضوء على التحليلات التي تعكس الخطط الصهيونية والنوايا الدفينة لتهجير أهل غزة وتجويعهم، ما سيؤدي إلى إبادة جماعية وتشويه للهوية الفلسطينية. كما تحدثت الصحف عن الأخبار المتعلقة بالانتخابات النيابية المرتقبة في إيران والنزاع الدائر بين المعارضة الراديكالية التي تدعو إلى عدم المشاركة في الانتخابات من جهة، والأحزاب والتيارات الأخرى التي تدعو إلى ممارسة حق الانتخاب من جهة أخرى.
حق غير قابل للتنازل
في هذا السياق، رأت صحيفة "كيهان" أن: "الانتخابات هي مظهر حضور الناس وبروزهم في ميدان الحياة الاجتماعية، وعلى هذا الأساس يتحدد أفق الأمة والوطن. فمن يشارك في هذا مشهد لا يَسمح للآخرين بتشكيل حياته الاجتماعية بالشكل الذي يريدونه، ومن لا يَظهر في هذا المشهد يترك مصيره للآخرين"، مضيفة أن: "الانتخابات في الجمهورية الإسلامية هي تصويت لمواصلة المسار الذي اتبعه الشعب وشارك فيه وشهد صعودًا وهبوطًا، وطريق تصحيح هذا المسار ومعالجة المشكلات فيه هو عبر انتخابات الشعب نفسه ومشاركته ولا بديل عن هذا الأمر".
وقالت الصحيفة: "لا يستطيع النظام السياسي أن يقوم بدور الشعب في هذه المرحلة- أي مرحلة الاختيار والانتخاب- التي هي ملك للشعب، لأن الدستور، وهو العهد بين النظام والشعب، أوكل هذه المرحلة إلى الشعب، فإذا كان هذا الشعب قد ارتكب أخطاءً في عملية انتخاب أشخاص لمناصب النظام، فالنظام السياسي لا يستطيع تصحيح هذا الخطأ"، وتابعت: "من وجهة نظر النظام السياسي، مسؤولية الخطأ في الانتخابات تقع على عاتق الشعب، ومسؤولية تعويض الخطأ تقع على الشعب أيضًا، نعم، النظام بشكل عام يؤدي مهمته عند التحقق من مؤهلات المرشحين".
وبحسب "كيهان": "يدعو النظام السياسي الناس إلى المشاركة في الانتخابات لضمان ثلاثة أهداف أساسية: أولًا ينبغي تشكيل حضور الشعب وظهوره في مجال الحياة الاجتماعية، وثانيًا ينبغي أن يشارك ممثلو الشعب المنتَخَبون في بناء الحكومة وإدارتها، وثالثًا ينبغي إجراء الإصلاحات الهيكلية الداخلية للنظام، إذ قال الإمام الخامنئي في إحدى خطاباته قبل سنوات قليلة إن الانتخابات في البلاد بمثابة نسمة هواء نقي وطاقة جديدة في الحكومة لحل مشكلات الشعب". وأشارت إلى أن: "آخر إصلاح في المجال الرئاسي كان انتخاب السيد إبراهيم رئيسي بعد الخطأ الذي حدث في انتخاب الشيخ حسن روحاني، والذي يمكن أن نرى آثاره في الاتجاه الاقتصادي العام للبلاد، أن النظام لم يقم بهذا الإصلاح، بل قام به الشعب في سياق قواعد النظام".
وختمت الصحيفة قائلة: "في النهاية إن الشعب هو الفخر الأبدي لإيران والإسلام، وهو قوة هذا البلد وأيضًا صاحب القدرة على حل مشكلات البلاد، وعندما يكون الأمر في أيدي الشعب بدءًا من اختيار خبراء القيادة إلى اختيار أعضاء البرلمان إلى اختيار رئيس الحكومة إلى اختيار مجالس المدن والقرى، يصبح مفتاح حل المشكلات في أيديهم، وعمدة هذا الحل هي أمران، أحدهما المشاركة في الانتخابات والآخر هو اختيار الأشخاص المؤهلين لحل المشكلات وتحسين البلد".
كيف يفكر الجيل الجديد في الانتخابات؟
في سياق متصل، قالت صحيفة "وطن أمروز" إن: "الجيل الجديد لا يريد أن يكون مثل الجيل السابق، هذا التعبير هو أحد التعابير التي انتشرت على نطاق واسع في وسائل الإعلام في السنوات القليلة الماضية.. في بعض الأحيان، يخطئ بعضهم في تفسير هذه الجملة على أنها "فجوة بين الأجيال"، في حين أنه لا بد من الاعتراف بأن الجيل الجديد يتجنب التكرار، لأنه لا يريد المشاركة بشكل سلبي كما في الماضي، هو يبحث عن المشاركة الفعالة، وهذا لا علاقة له بالفجوة بين الأجيال"، وأضافت: "في الواقع، هذا الجيل يحب أن تكون له نماذجه الخاصة ولا يريد أن يتبع النموذج القديم نفسه، وبالمناسبة هذا الجيل يبحث عن الإنجاز، أي إذا كان لديه مطالب جديدة أو أظهر سلوكًا معينًا وأكد عليه، فهذا نتيجة الروح "التوثبية للاختيار" لهذا الجيل وليس مصداقًا لعدم المبالاة!".
وتابعت الصحيفة أن: "أيامًا قليلة تفصلنا عن انتخابات الولاية الثانية عشرة للمجلس النيابي الإسلامي، والدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة.. وإحدى النقاط البارزة في سلوك الشباب الإيرانيين هي مسألة السرد، إذ يريد المراهق الإيراني أن يخلق روايته الخاصة من خلال الهروب من الأنماط التقليدية وتقديم صورة مثالية عن نفسه. وهو أمر مهم يمكن تحقيقه في العملية الانتخابية.. لذلك؛ فإن رغبة الجيل الجديد في المشاركة في الانتخابات تبدو مؤكدة، لكن للأسف نسبة قليلة جدًا من مرشحي المجلس الإسلامي يبدون اهتمامًا خاصًا بهذه الفئة".
برمودا الموت
من جهة أخرى، تحدثت صحيفة "إيران" عن المجاعة التي يتسبب بها الصهاينة في غزة، قائلة إن: "خلق المجاعة هو إحدى سياسات الكيان الصهيوني في غزة التي واصل اتباعها بشكل متزايد منذ بداية الحرب، في ظل عدم اتخاذ إجراءات فعالة من الحكومات والمنظمات الدولية المؤيدة للفلسطينيين"، وأضافت: "بعد استشهاد الطفل الفلسطيني محمود فتوح البالغ من العمر شهرين بسبب سوء التغذية، أعلن مركز الإعلام الفلسطيني في بيان له أن 7 أطفال آخرين استشهدوا أيضًا في غزة بسبب الجوع ونقص الغذاء".
وأشارت الصحيفة إلى أن: "عمق الجرائم التي ارتكبها الصهاينة هذه الأيام ضد الأطفال والمدنيين الفلسطينيين كان مؤلمًا للغاية، لدرجة أنه أثار ردود فعل احتجاجية من جانب مؤيدي الكيان، بما في ذلك كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، إذ وصف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل رد "إسرائيل" على عمليات حماس بأنه "غير متكافئ" وأن استخدام المجاعة كسلاح أمر مخالف للقانون الدولي". والصحيفة لفتت إلى أن الكيان الصهيوني يتبع سياسة المجاعة والمجازر بحق الفلسطينيين من خلال إثارة أزمة الغذاء بعدة طرائق، إذ يقوم هذا الكيان بذلك من خلال تشديد الحصار على غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ثم تدمير المساعدات الغذائية عمدًا"، موضحة أن: "التدمير المستهدف لمراكز إنتاج وتوزيع الأغذية والحبوب، مثل المخابز وتدمير الأراضي الزراعية يشكل إجراءً آخر اتخذته قوات الاحتلال من أجل إخلاء غزة بالكامل من الفلسطينيين".
وذكرت أن "هذه الجريمة هي جزء من الإستراتيجية المشتركة لحكومة العدو لطمس هوية فلسطين، والتي ينبغي النظر فيها إلى جانب مكونات أخرى، مثل المجازر بالقصف العسكري وتدمير المراكز الطبية وانتشار الأمراض الفتاكة".