الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: المشاركة في الانتخابات تزيد من قوة إيران
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، (28 شباط/فبراير 2024)، الضوء على المستجدات المتعلقة بالانتخابات البرلمانية المرتقبة في الأيام المقبلة، فنشرت تحليلات ومقالات كثيرة تدعو إلى تعزيز المشاركة فيها؛ مقابل بعض التيارات التي تدعو لعدم المشاركة. كما اهتمت الصحف الإيرانية كذلك بالتطورات المتعلقة بالمفاوضات حول وقف الحرب على قطاع غزة.
الاتفاق في حرب غزة بعيد
وفي التفاصيل، كتبت صحيفة "إيران": "كل يوم، تُسمع أخبار جديدة عن مفاوضات باريس، يشير بعضها إلى قرب التوصل إلى "اتفاق"، بل حتى اليقين بحصول ذلك، بين حماس والكيان الصهيوني، إلى حد قيل إن بايدن يأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بحلول الاثنين المقبل، لكن حتى ليلة أمس الثلاثاء كان أسامة حمدان أحد قادة حماس يؤكد أن مسودة خطة وقف إطلاق النار في باريس لمّا يُتفق عليها بعد".
الصحيفة أشارت إلى أن: "الولايات المتحدة تعرضت لأشد الهجمات السياسية والدبلوماسية والإعلامية من الداخل ومن جميع أنحاء العالم، وحتى من حلفائها، تزامنًا مع دعمها غير المسبوق لجرائم الاحتلال في غزة"، مضيفة أن: "استخدام الولايات المتحدة المتتالي لحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة قد وضع إدارة بايدن فعليًا في مأزق، إضافة إلى ذلك، العمليات المتكررة لقوى المقاومة، إثر دعم واشنطن للصهاينة، أصبحت سببًا إضافيًا للتوصل إلى اتفاق في باريس في أسرع وقت ممكن حتى تتمكّن أميركا من الهروب من هذا المستوى من الضغوط".
ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو قال: "الهجمات البرية يجب أن تُوجه إلى رفح كونها آخر مكان آمن نسبيًا في قطاع غزة". ومن ناحية أخرى؛ تشعر منظمات الإغاثة والحلفاء الغربيون للكيان الصهيوني بالقلق من أن يؤدي أي هجوم على غزة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب"، وتابعت: "في الوقت الذي يقترب فيه شهر رمضان المبارك، أعربت الدول العربية عن قلقها من أن يؤدي استمرار الحرب في هذا الشهر إلى تفاقم التوترات الإقليمية".
وذكّرت الصحيفة بأن: "وكالة رويترز كانت قد أفادت، في وقت سابق، أن أكبر نقطة خلاف بين الجانبين هي شروط وقف إطلاق النار، وأعلن الكيان الصهيوني استعداده لقبوله وقفًا مؤقتًا للأعمال القتالية خلال عملية تبادل الأسرى، كما لفتت وسائل الإعلام المعادية إلى إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع في شهر رمضان، لكن نتنياهو مصمم على عدم وقف الهجمات قبل تحقيق "النصر الكامل" برأيه، في حين قالت حماس إنها لن تقبل إلا باتفاق يقوم على وقف دائم لإطلاق النار يُنهي الحرب، ويتضمن انسحاب القوات الصهيونية من غزة".
وتابعت الصحيفة أن نتنياهو وكبار وزراء حكومته يرون أن: "أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى عودة جميع الأسرى الصهيونيين الـ 130 المتبقين في غزة، ومن ناحية أخرى، في المقابل تريد حماس إطلاق سراح واسع النطاق للسجناء الفلسطينيين في سجون هذا الكيان، والمزيد من المساعدات وخطة لإعادة إعمار هذا القطاع". وأضافت: "أما في خطة نتنياهو لمرحلة "ما بعد الحرب" في غزة، فإن إعادة إعمار القطاع مرهونة بنزع سلاح القطاع، وبحسب هذه الخطة يجب على حماس التخلي عن أسلحتها، لكن الحركة بالتأكيد لن تقبل بمثل هذا الأمر".
لماذا يجب أن تشارك في الانتخابات؟
من جهة أخرى، أشارت صحيفة "جام جم" إلى أن الشعب الإيراني سيتمكّن مرة أخرى من استخدام حق تقرير مصيره لتعزيز سلطته الوطنية وتأدية دوره في حكم الجمهورية الإسلامية"، وطرحت سؤالًا أساسيًا هو: "لماذا يجب أن تشارك في هذه الانتخابات؟".
وأضافت أن: "الجواب على هذا السؤال يكمن في "الحق" في الاختيار الذي يمتلكه كل إيراني، فالمشاركة في الانتخابات حق، وعدم المشاركة في الانتخابات يعني تجاوز هذا الحق الذي أعطته الثورة الإسلامية للأمة الإيرانية قبل 45 عامًا، حتى يتمكّن الشعب الإيراني من الحفاظ على الثقة الوطنية والقضاء على آلاف السنين من الاستبداد، ووقف تدخلات الدول الأجنبية في الشؤون الداخلية للبلاد، وأن يتمكّن من تقرير مصيره بنفسه".
وقالت الصحيفة: "خلال هذه العملية، وبعد اختيار عناصر الحكم الوطني عشرات المرات، بدءًا من الاختيار غير المباشر للقيادة وحتى عناصر النظام الأخرى، اختبر الشعب الإيراني أيضًا مزايا هذا الاختيار الحر بطريقة ملموسة. ومن خلال هذا المسار، يتمتع كل إيراني بأقصى قدر من المشاركة لتعزيز السلطة الوطنية".
ولفتت إلى أن: "الالتزام بالمشاركة أيضًا قابل للنقاش من زاوية أخرى، لأن أعداء إيران يتربصون بهذه المشاركة لزيادة الضغوط عليها على شكل حرب مركبة، لذلك المشاركة القصوى في دعم السلطة الوطنية ترتكز على مجموعة من الالتزامات مثل زيادة القوة التفاوضية في المواجهات الدولية، وتعزيز وتقوية إيران الدولية القوية، وتعزيز العدالة والسعي إلى إصلاح شؤون الدولة، وسد الثغرات... ومن هذا المنطلق، الانتخابات هي بمثابة الجهاد الشامل، فالنظام الإسلامي بتنشيطه سيتمتع بنفس جديد لتحقيق الأهداف والمثل الوطنية والإسلامية الكبرى، ويمكن أن نفهم أن عدم المشاركة في الانتخابات أو الحد من المشاركة يضعف ويقلل من أي نوع من القدرة على قيادة البلاد".
مقارنة السيادة الشعبية الدينية في إيران بسائر التجارب الانتخابية في العالم
من جهتها، رأت صحيفة "قدس" أن: "أحد أهم مظاهر الحياة السياسية في العالم يتجلى بالانتخابات، فنظرة سريعة على الأدبيات الشعبية حول المشاركة السياسية تشير إلى أن المشاركة في الانتخابات هي أهم مظهر من مظاهر المشاركة السياسية في مختلف البلدان، حيث أصبحت الأنشطة الانتخابية اليوم جزءًا لا يتجزأ من الحياة السياسية للناس والأحزاب والناشطين السياسيين".
وتابعت الصحيفة: "هذا العام، سواء من حيث العدد أم أهمية الانتخابات التي ستجرى في مختلف أنحاء العالم، فإنه يعدّ عام الانتخابات إلى حد ما... فعدد الأشخاص الذين يمكنهم الذهاب إلى صناديق الاقتراع على مستوى العالم أعلى من أي وقت مضى، حيث ستصوت ما لا يقل عن 62 دولة -بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي- والتي تمثل مجتمعة نحو 49% من سكان العالم، وقد تكون بعض هذه الانتخابات مؤثرة على الكثيرين في بلدان أخرى في السنوات المقبلة".
وقالت: "بالرغم من كل المزايا التي ذكرت عن الانتخابات كونها أحد الشروط الأساسية للديمقراطية وأحد الرموز التي تعكس إرادة الشعب في إدارة الحكومة، إلا أن الدراسات تشير إلى أنه مع مرور الزمن ولأسباب مختلفة، تتناقص أعداد الأشخاص الذين يأتون للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع، وهذه ظاهرة واضحة وملموسة في انتخابات العديد من الدول بما فيها الدول الغربية"، مضيفة: "في الوقت نفسه، يشير تحليل الإحصائيات والأرقام المتعلقة بالانتخابات المختلفة في إيران إلى أن متوسط مشاركة الناس في الانتخابات في إيران لم ينخفض، حيث أظهرت الاستطلاعات الأخيرة التي نشرتها بعض الصحف الغربية حول نسبة المشاركة الشعبية في انتخابات الدول المختلفة انخفاضًا واضحًا في المشاركة الشعبية".
وبحسب الصحيفة: "تشير المقارنة الإحصائية إلى انخفاض المشاركة الشعبية في السنوات الأخيرة مقارنة بالسنوات السابقة، وفي بعض الدول قررت السلطات الحكومية استبدال نظام التصويت الإلزامي بانتخابات حرة واختيارية بسبب الانخفاض الملحوظ في نسبة المشاركة في الانتخابات. ومع ذلك، حتى في هذه البلدان، حيث يعتمد الهيكل الانتخابي على التصويت الإجباري وعدم المشاركة في الانتخابات يمكن أن يؤدي إلى جرائم مختلفة مثل السجن والغرامات والحرمان من بعض الخدمات الاجتماعية، فقد انخفض مستوى المشاركة بشكل ملحوظ".
وختمت قائلة إن: "النظام الانتخابي الإيراني الذي يجرى بشكل انتقائي ومن دون إكراه، سجل أعلى نسبة مشاركة في انتخابات مجلس الخبراء في المرحلة الأولى بنسبة 77.38%، وأدناها في المرحلة الثانية بنسبة 37.09%، وكانت أعلى نسبة مشاركة للشعب في الانتخابات البرلمانية 71.1% بالمئة في المجلس الخامس، وأقل مشاركة في انتخابات مجلس النواب الحادي عشر بنسبة 42.57% بالمئة".