معركة أولي البأس

الخليج والعالم

انتخابات مجلس الشورى الإسلامي في صدارة اهتمامات الصحف الإيرانية
29/02/2024

انتخابات مجلس الشورى الإسلامي في صدارة اهتمامات الصحف الإيرانية

تصدرت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس، 29 شباط 2024، أخبار وتحليلات متعلقة بالانتخابات التي تجري يوم غد الجمعة، وهي انتخابات مجلس الشورى الإسلامي ومجلس خبراء القيادة، وقد تضاعفت الكتابات الداعية إلى المشاركة في هذا الاستحقاق والحرص على عدم تفويت الأصوات. كما اهتمّت الصحف بتوعية القرّاء إلى طريق انتخاب الأصلح وفقًا لإرشادات آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.

حضور الشعب أهم عناصر قوة النظام

في هذا السياق، قالت صحيفة "وطن أمروز": "منذ تأسيسها، ظلت الجمهورية الإسلامية تحل قضاياها المهمة بدعم من الشعب، ابتداءً من صياغة الدستور وتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية، في الأسابيع الأولى لانتصار الثورة إلى ثماني سنوات من الدفاع المقدس. وبعد ذلك في أوقات مختلفة، كان الناس والشعب دائمًا هم الذين ملأوا قبضة النظام ضد تهديدات الأعداء الداخليين والخارجيين، وأهم مكان لهذا الدعم الذي يعدّ الرمز الرئيسي للديمقراطية في البلاد هو الانتخابات. فلقد أظهرت التجربة أنه كلما زاد حضور الناس في صناديق الاقتراع زادت الفوائد التي ستحصل عليها البلاد في مختلف المجالات، من الاقتصاد إلى السياسة الخارجية والأمن. وفي الواقع، يمكن للحكومة التي تتمتع بدعم شعبي أكبر أن تعمل بيد أكثر انفتاحًا في الساحتين الأمنية والدولية، وعلى العكس من ذلك، فإنّ الحكومة التي لا تتمتع بدعم الشعب سيبتلعها بسهولة الأعداء الأجانب".

وأضافت: "خلال العقود الأربعة الماضية، كانت جمهورية إيران الإسلامية دائمًا تتعرض لتهديدات مختلفة في المجالات الصلبة وشبه الصلبة والناعمة وللعديد من الحوادث والأحداث الأمنية، بدءًا من انعدام الأمن في مناطق مختلفة من البلاد من الجماعات المناهضة للثورة والانفصالية، إلى فرض حرب شاملة لمدة 8 سنوات من الأعداء الخارجيين، ومن بعد ذلك المؤامرات الصعبة وشبه الصلبة في كثير من المجالات. ومن ناحية أخرى، تقع إيران في منطقة غرب آسيا، حيث تشيع الحرب، فلقد انخرطت دول مختلفة حول إيران في حروب داخلية وخارجية لسنوات عديدة، وما يزال بعضها مستمرًا حتى اليوم، إذ لم تكن الدول المستعمرة وحلفاؤها في المنطقة يريدون أبدًا إيران قوية ذات حكومة قوية وفعالة على المستوى الإقليمي، ولكن على الرغم من رغباتهم وجهودهم الشاملة لمنع هذه الثورة، انتشر تأثير الجمهورية الإسلامية لآلاف الكيلومترات حتى البحر الأبيض المتوسط، واليوم، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي حاملة راية الجبهة التي لها الكلمة الأخيرة في تطورات المنطقة".

وختمت الصحيفة: "في المجالين الأمني والعسكري، إذا نظرنا إلى اتجاهات السنوات الأخيرة، فإنّ سجل الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعدّ سجلًا مقبولًا، فهي لم تتمكّن فقط من الحفاظ على أمنها ضد كل المؤامرات والتهديدات، بل عززت أيضًا أصدقائها، والقوة الدافعة للنظام الإسلامي في هذا الاتجاه، إضافة إلى جهود المجاهدين المجهولين في العديد من المجالات والمشاركة الشعبية الواسعة التي شهدناها تارة في الانتخابات الماضية وتارة أخرى في المسيرات الوطنية، وكان آخرها مسيرة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية هذا العام، وغني عن القول إن الحضور الواسع النطاق لصناديق الاقتراع، في هذه المرحلة الحرجة الحالية التي ما تزال البلاد فيها منخرطة في مواجهة أنواع التهديدات الاقتصادية والأمنية والثقافية كافة، يمكن أن يخلق دماء جديدة في عروق الحكومة".

يوم ملحمي للشعب

أما صحيفة "جام جم" فكتبت: "يوم الانتخابات في البلاد هو يوم ملك للشعب، لأن هؤلاء الناس هم الذين، بحكم حقهم مع الثورة الإسلامية، يأتون إلى صناديق الاقتراع ويشاركون بفعالية في تحديد مصيرهم السياسي. ولم يكن هذا الحق يخص هذا المجتمع حتى قيام نظام الجمهورية الإسلامية، وقبل الثورة لم يكن لدينا ما يسمى بالسيادة الوطنية الشعبية، حتى إن سلالة بهلوي الحاكمة قبل انتصار الثورة وصلوا إلى السلطة عن طريق الغربيين، وخلال هذه السنوات التي كان البهلويون فيها في سدّة الحكم، أدى الأجانب دورًا في معظم الانتخابات التي أجريت، وأوصلوا ممثليهم المنشودين إلى السلطة وشكّلوا الحكومات، وكان الشاه تحت سيطرة الأجانب الكاملة. وقد اكتسبت إيران هذا الحق للشعب مع الثورة الإسلامية، ويطبّق هذا الحق في الانتخابات، ففي السنوات الـ 45 الماضية، شهدنا في 40 عملية انتخابية قدوم الناس إلى صناديق الاقتراع وتصويتهم لممثليهم وخياراتهم لتولي المسؤوليات المختلفة".

وتابعت: "غدًا، سيجري نشاطان انتخابيان مهمان، وهما الانتخابات الثانية عشرة للمجلس الإسلامي والانتخابات السادسة لمجلس خبراء القيادة، الأمر الذي له أهمية خاصة، ولذلك يعلم الناس جيدًا أن الحفاظ على أمن البلاد واستقلالها وتحييد مؤامرات الأعداء وبناء إيران القوية وتقدم البلاد وحل القضايا والمشكلات يعتمد على وجودهم في المشهد، إذا أراد الشعب أن يكون لديه إيران مزدهرة ومتقدمة وقوية وأن يحافظ على إيران المستقلة، عليه أن يتواجد في الساحة لحماية جمهورية النظام وإسلاميته. ولذلك فمن الواضح أن المشاركة القصوى في يوم الانتخابات أمر مهم للغاية؛ لأن هذا الحدث الكبير هو أهم مظهر من مظاهر المشاركة السياسية الشعبية الدينية، كما أن تجلّي دور الشعب في إدارة البلاد يكون من خلال الانتخابات، ويثبت الناس في صناديق الاقتراع أن المجتمع يختار مسؤوليه من دون أن يكون للأجانب دور فيه".

معايير اختيار المرشح الأصلح

بدورها، سألت صحيفة "همشهري": "ما الذي يجب على المقترع فعله للتعرّف إلى المرشح الجيد؟ فكيف يمكن المعرفة من سلوك المرشح أنه مؤهل للتمثيل في المجلس التشريعي الآن بعد أقل من 24 ساعة من موعد الانتخابات؟ يقول جميع المرشحين تقريبًا إنهم يؤمنون بالإسلام والجمهورية الإسلامية والدستور والسلطة القانونية، وجميع المرشحين لديهم خبرة وتجربة محددة إلى حد ما، فهل يمكن أن يكون اختلاف الاختيار هذا هو الأساس في اتخاذ القرار وإزالة شخص أو إضافته؟".

وأضافت: "لقد قاد طريق الدراسة والبحث والدقة في الأقوال والاستماع إلى أهل العلم والتشاور أن ذلك يكمن في المفاتيح الخمسة التي اقترحها الإمام الخامنئي لمعرفة الشخص المناسب، ولكن ربما في هذا الوقت القصير الذي يسبق الانتخابات، فإنّ أفضل اختبار لتحديد مؤهلات المرشح هو النظر إلى سلوكه في هذه الأيام والليالي التي تسبق الانتخابات، فالمرشح الذي يرتكب أي نوع من الفجور اليوم للقضاء على خصمه، من المعروف أنه سوف يرتكب أي عمل غير أخلاقي محتمل في اليوم التالي لجلوسه على مقاعد البرلمان وفور وصوله إلى السلطة. ومن ناحية أخرى؛ فإنّ المرشح الذي يرغب بالتنازل عن رغباته من أجل وحدة تيار سياسي أو المرشح الذي يعلن عن برامجه وإنجازات النظام لزيادة مشاركة الشعب، سيكون من الواضح أن قراراته في البرلمان لن تكون مبنية على أساس المنفعة الشخصية أو الجماعية، بل ستكون على أساس المنفعة الجماعية وما فيه خير لأبناء الوطن".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل