الخليج والعالم
بسبب حرب غزّة.. شعبية بايدن إلى أدنى المستويات
ذكر الكاتب ليستر مانسون Lester Munson أنّ شعبية بايدن وصلت إلى أدنى مستوياتها، حيث إنّ قرابة أربعين بالمئة من الشعب الأميركي لا يؤيدون أدائه.
وفي مقاله، على موقع آسيا تايمز Asia Times، قال الكاتب إنّ سياسة بايدن الخارجية على وجه التحديد هي مشكلة، وإنّ تراجع شعبيته تزامن تقريبًا مع "سوء إدارة" الانسحاب من أفغانستان قبل عامين ونصف. وأضاف أنّ ثلث الأميركيين فقط يؤيدون سياسته الخارجية، وذلك بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة.
وأشار الكاتب إلى أنّ الأميركيين الصغر سنًا والمحسوبين على الجناح التقدمي، وإلى جانب العرب الأميركيين، يميلون أكثر نحو رفض دعم بايدن للحرب الإسرائيلية على غزّة والوفيات بين المدنيين الناتجة عنها. كما تابع الكاتب أنّ هناك حالًا من الملل من الحروب التي شعر بها العديد من الأميركيين أيضًا لا تخدم بايدن، وأنّ نسبة كبيرة من الأميركيين مستعدّون للتخلّي عن مسؤوليات الزعامة العالمية بعد عشرين عامًا من الحروب في أفغانستان والعراق.
وأردف الكاتب بأنّ نقاط ضعف بايدن، في السياسة الخارجية، تفتح الباب لترامب كي يُظهر للناخبين بأنه سيتبنى نهجًا مختلفًا. كذلك أشار إلى أنّ ترامب شجّع روسيا على اجتياح دول "الناتو" في حال لم تنفق هذه الدول النسبة المطلوبة من ناتجها المحلي الإجمالي للأغراض الدفاعية، وهي نسبة 2%. كما أردف بأنّه وبينما قد يبدو ذلك مهينًا للوهلة الأولى، إلا أنّه تحقّق غاية إظهار الاختلاف الكبير عن بايدن.
كذلك تحدّث الكاتب عن أهمية فهم حقيقة أعمق من هذا الكلام، وهي أنّ ترامب لا يعطي قيمة حقيقية لأي تحالفات رسمية تشكّلت قبل وصوله إلى الحكم؛ فهو نموذج واضح لمدرسة الـ"Jacksonian"، والتي تعني مدرسة Andrew Jackson الذي كان رئيسًا للولايات المتحدة بين عامي 1829 و1837. كذلك أوضح بأنّ اتباع هذه المدرسة، مثل ترامب وأقوى مؤيديه، ينظرون إلى الدور الأميركي في الشؤون العالمية من زاوية الشك.
الكاتب تابع أنّ اتباع هذه المدرسة يرون أنّه يصحّ أخلاقيًا معاقبة الدول من خلال التلويح بعدم الالتزام بالمعاهدات، عندما لا تلتزم تلك الدول بتعهداتها هي، مثل مستوى الانفاق "الدفاعي". كما أضاف أنّ داعمي ترامب ينظرون إليه على أنّه يجسد "الشرف العرفي"، مضيفًا بأنّ مؤيدي ترامب يحتقرون بشدّة النخب العالمية والمؤسسات الدولية، لافتًا إلى أنّ ترامب كان عاشقًا لجاكسون لدرجة أنّه وضع لوحة الأخير في المكتب البيضاوي.
كذلك تابع الكاتب؛ أنّه لو أصبح ترامب رئيسًا مجددًا، فإنّ حلفاء أميركا سواء في "الناتو" أم منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو أي منطقة أخرى، سيتوجب عليهم الحدّ من الحديث عن التعهدات الدولية والتكيف سريعًا مع مقاربة ترامب الدبلوماسية التي تعتمد نهج "الشرف العرفي" النابع من فكر جاكسون. وأردف بأنّ ذلك يعني، على المستوى السطحي، أن يقدّم القادة العالميون المديح لأداء ترامب السياسي، أما ما هو أكثر عمقًا يعني إيجاد سبل لإظهار أنّ علاقاتهم مع الولايات المتحدة تنسجم ومعتقد ترامب المتمثل بالشرف العرفي، وتأتي بالمكاسب للولايات المتحدة، وحتّى ربّما لترامب نفسه، بحسب تعبير الكاتب.