الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الغزاوي يحيي بصموده ومقاومته قيم الثورة الإسلامية
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء (6/3/2024) الضوء على الأوضاع الميدانية في حرب غزة، مركّزة على سقوط الأقنعة عن الادعاءات الغربية حول حماية حقوق الإنسان. واهتمت بمتابعة الأصداء التي تظهر في عدد من البلدان نصرة لغزة وغضبًا من جرائم الكيان الصهيوني، فضلًا عن التحليلات المستمرة لقضية فشل المعارضين للنظام في إيران في تحقيق نسبة عالية في مقاطعة الانتخابات.
غزة تصنع إنسان العالم الجديد
رأت صحيفة "وطن أمروز" أنّ: "الفكر الحديث تشكّل في أسسه على تحرير العالم من الوهم والخرافة والأساطير- كما يقولون- وكان أساس هذا التفكير هو أن العالم ليس مليئًا بالأسرار وليس معنيًا بالغيب، فالأشياء ليست -في هذا التفكير- سوى الأشياء التي تظهر لنا، لذلك لا تحتاج إلى البحث عن شيء عميق.. وجاءت التقنية لتساعد الإنسان على تحقيق أهدافه وغاياته في هذه الأرض، وليس في أي مكان آخر، لذلك مع سيطرته الكاملة على الحقيقة، تحول الإنسان إلى نفس الجسد والجلد والعظام، ولم يكن له هدف سوى الحصول على مكانة أفضل في الحياة الدنيا"، وأضافت: "بهذا التفسير صار الإنسان مقطوعًا عن السماء، في عالم لا أسرار فيه، وما في الغيب إلا الجهل... إلا أن الأحداث كسرت أغلال هذا النوم المضطرب للإنسان، ومع الثورة الإسلامية، ظهر فجأة رجل كسر القفص الحديدي للعقل البراغماتي باحثًا عن عالم الغيب وعن وسيلة للتواصل مع السماء".
وأشارت إلى أن: "الهدف الإنساني للثورة الإسلامية أصبح الربط بين الظاهر والباطن والغيب والشهادة... وقد وضعت الثورة قواعد جديدة للعالم بسبب هذه النظرة. فعلى سبيل المثال، التضحية بالنفس والشهادة ومفاهيم مثل هذه لتحقيق تلك الحقيقة الروحية، والتي صارت معقولة ومبررة تمامًا"، لافتًة إلى أن: "الظهور الثاني لهذا الضعف الغربي في تفسير الإنسان تحقق في مقاومة الرجل اليمني والظهور الثالث في الغزاوي".
وأوضحت أن: "السؤال عن العنصر الذي اعتمد عليه هؤلاء الناس للبقاء على قيد الحياة، على الرغم من كل الصعوبات، هو سؤال ضخم يعجز الفكر الغربي حاليًا عن الإجابة عليه". وقالت إن: "المجاعة والجوع المؤلم، وفي الوقت نفسه تدفق الحياة والمقاومة، هي ظاهرة تبشر بعودة ظهور قيم الثورة الإسلامية، لكن هذه المرة في غزة. وبهذا التفسير، يمكن عدّ الغزاوي تحديًا معرفيًا للغرب، المتحدي الذي لديه القدرة على كسر أسس النظام العالمي والإنسان المعاصر".
المشكلة ليست في حماس
في سياق متصل، أشارت صحيفة "إيران" إلى أن: "كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة تباهت في حزيران/يونيو 2006 من "تل أبيب" بخطة "الشرق الأوسط الجديد" بديلًا عن الخطة السابقة (خطة الشرق الأوسط الكبير)، لكن مع مرور الوقت، أصبح من الواضح أكثر ما هو الغرض من الشرق الأوسط الجديد... وبعد عامين من كلام رايس، سافر جورج بوش(الابن) - رئيس الولايات المتحدة آنذاك - إلى منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط) وتحدث عن الحرب والمعركة الأيديولوجية بين الإسلام والغرب في جنوب الكويت، حيث فسر بوش هذه الحرب الأيديولوجية على أنها حرب بين الحرية والعنف، ورأى أن الولايات المتحدة هي ممثلة الحرية للإنسانية".
ولفتت الصحيفة إلى أن: "مشهد الجرائم الفظيعة والإبادة الجماعية المفتوحة في غزة واستشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني مظلوم خلال الـ 150 يومًا الماضية، يشير إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في الصراع بين الصهاينة وحماس والانتقام بسبب طوفان الأقصى، فهذا الكم من القتل وسفك الدماء الذي يحدث بدعم أميركي صريح ومطلق، ينبغي أن يُنظر إليه على غرار حرب الغرب مع الإسلام، والتي أسماها جورج بوش حربًا أيديولوجية"، موضحة أن: "أميركا استخدمت في الأيام الـ 150 السوداء حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات ضد قرارات مقترحة لوقف إطلاق النار، فيما يعمل مجلس حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان كافة تحت إمرة أميركا.. لقد شهد العالم كله موت حقوق الإنسان".
ورأت الصحيفة أنّ: "الدول الإسلامية أمام اختبار تاريخي كبير، وعلى العالم الإسلامي أن يفهم أن الحرب في غزة أكثر من مجرد حرب عادية، وحماس ما هي إلا ذريعة... وإذا كانت الدول الإسلامية لديها نظرة واقعية لمشهد حرب غزة، فإنّ الطريق الوحيد هو قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني". وتابعت أن: "اجتماع جدة الذي ينعقد هذه الأيام، يشكّل فرصة جيدة للدول الإسلامية لكي تتحلّى على الأقل بشجاعة كولومبيا في قطع علاقاتها مع قتلة الأطفال، أو على الأقل تتمتع بالحكمة والشجاعة لمحاكمة الصهاينة مثلما فعلت جنوب أفريقيا"، وقالت إن: "التقصير في مواجهة الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الكيان ليس إلا مساعدة في معادلة تحقيق الشرق الأوسط الأميركي الهامش الآمن للصهاينة".
كيف فشلت خطة المقاطعة الإيرانية؟
من جهة أخرى، أشارت صحيفة "جام جم" إلى أن: "المشاركة في الانتخابات لها رسائل مفادها أن الاهتمام بها يمكن أن يؤدي إلى نضج الحياة السياسية والاجتماعية للشعب، فبالرجوع إليها يمكن إحياء رأس المال الاجتماعي والعوامل التي تسهم في الرشد والنمو، لأنّ المجتمعات البشرية تقوم على القانون وتحكمها الثقة، وإذا ضعفت هذه الثقة، ستكون لها عواقب لا يمكن إصلاحها على المجتمع". وأضافت: "لذلك لا بد من تقييم رسالة الناس الذين لم يشاركوا في الانتخابات وحل اعتراضاتهم على الأوضاع القائمة لضمان الاستقرار الاجتماعي للمجتمع وقبول النظام بين الناس، وهو أمر ضروري، إذ يبدو أن صناديق الاقتراع والعملية الانتخابية هي الطريق الأكثر أمانًا لإجراء التغييرات بطريقة سلمية وتحقيقًا لإرادة الشعب".
وتابعت الصحيفة: "نتائج انتخابات 1 آذار/مارس الجاري التي تعرضت لهجمة غير مسبوقة من أعداء خارجيين والمتسللين في الداخل من خلال التلميح إلى أن الانتخابات وممارسة حق التصويت لا جدوى منهما، أظهرت أن صوت الشعب هو مصدر التأثير. وقد أكد الشعب بالخيارات التي اختارها أن إرادته فعالة في اختيار الأشخاص أو إخراجهم من دائرة السلطة، ويمكن أن يكون صوت الناس مصدرًا للتغييرات في مجال التشريع والتنفيذ، وبهذه الطريقة شهدنا صعود وهبوط مختلف الأشخاص والفئات في الحياة السياسية في البلاد".
وذكرت الصحيفة أن: "فشل أكبر حملة لمقاطعة للانتخابات واختيار الناس مرشحهم المرغوب من بين مجموعات سياسية مختلفة، هو أحد الأحداث غير المسبوقة التي جرت في الانتخابات الأخيرة، وبالتالي لا ولم يتحقق توقع الأعداء بانخفاض المشاركة الكاذبة، إذ إن الأصوات في الانتخابات الإيرانية كان من المفترض أن تكون 20%"، لافتة إلى أن: "إعلام المعارضة، وخاصة أتباع الشاه، نسوا أنّ النظام الذي دافعوا عنه وحلموا بالعودة إليه لم يحصل قط على أصوات من الشعب في أي انتخابات".
hiba anan