الخليج والعالم
الانتخابات في واشنطن وطهران محطّ اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 07 آذار/مارس 2024 بتحليل الأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بالحرب على غزة، وركّزت على قضية اختلال الكيان الصهيوني من الداخل.
كما تابعت الصحف الإيرانية المجريات الانتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، وفي سياق واحد ما زالت التحليلات التي تشمل الانتخابات الإيرانية تأخذ موضع اهتمام في الصحف.
الصهيونية في أزمة
وفي هذا السياق، كتب محمد علي الصنوبري، الخبير في قضايا غرب آسيا، في صحيفة "جام جم": "في هذه الأيام، أكثر من أي وقت مضى، تتحدث مصادر إعلامية في الغرب والكيان الصهيوني عن ضعف الكيان وحتى إمكانية سقوط حكومة بنيامين نتنياهو".
وأوضح أن "قضية الانتخابات المبكرة في "اسرائيل" ليست قضية جديدة، وقد أثيرت عدة مرات خلال الحرب، ومن أجل القيام بذلك، يجب أن يصوت 61 شخصًا لصالح هذه الخطة في الكنيست، والتي يبدو أنها بعيدة المنال بالنظر إلى الترتيب الحالي للأحزاب الإسرائيلية لأن 64 شخصًا من الأحزاب الحالية يؤيدون نتنياهو، إلا أن الضغوط كبيرة على الحكومة الائتلافية لهذا النظام".
وأضاف: "تشير استطلاعات الرأي إلى تدهور أوضاع الصهاينة داخليًا وإقليميًا ودوليًا، وبالنتيجة إن إمكانية إجراء انتخابات مبكرة للكنيست الاسرائيلي ليست مستبعدة، ويعتبر هذا الحدث انتصارًا كبيرًا للمقاومة ولفلسطين لأنه مع الانتخابات المبكرة سيتم إسقاط حكومة نتنياهو وربما ستضطر الحكومة الجديدة إلى قبول الحقائق والتوجه إلى إنهاء الحرب بسبب الأزمة التي تواجهها في غزة، ولن يكون أمام الصهاينة خيار آخر غير هذا، لأن الحقائق الحالية والمستقبلية في حرب غزة لا تترك مجالاً أمامهم لاختيار خيارات أخرى".
وتابع الصنوبري: "منذ بداية الحرب، وتحت ذرائع مختلفة، أثيرت خطة إسقاط الحكومة كتهديد ضد نتنياهو حتى من قبل بعض شركائه... ففي هذه الأثناء، هناك أزمات متزامنة في الجيش ومؤسسات المخابرات ومجلس وزراء الاحتلال وفي الآونة الأخيرة، ومع انتهاء فترة تأجيل خطة تجنيد الأكراد، يجب على مجلس الوزراء اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان الأكراد معفيين أم يجب عليهم الذهاب إلى الجيش، ويحقق وزير الحرب في نظام الاحتلال، غالانت، في هذا القرار، الأمر الذي دفع بعض الأطراف المشاركة إلى التهديد بالانسحاب من الائتلاف، في مثل هذا الوضع يواصل نتنياهو ابتزازاته السياسية ولا يملك القوة لاستيعاب فشله في هذا الأمر، لقد ثبت أن المعادلات الداخلية في المناطق المحتلة قد أُفسدت في نفس الوقت الذي مني فيه هذا النظام بهزيمة في حرب غزة، مما لم يترك مجالًا للتنفس لنتنياهو وحكومته الائتلافية، وظن نتنياهو أنه سينهي هذه المعركة خلال فترة قصيرة بتحقيق الأهداف الثلاثة التي أعلن عنها، وهي احتلال قطاع غزة، وتدمير حماس، وتحرير الأسرى الصهاينة، كما سيثبت موقفه في تل أبيب، ولكننا الآن نشهد فشل الصهاينة في تحقيق هذه الأهداف، مما أدى إلى اشتداد الأزمة الداخلية في الأراضي المحتلة، وهذه الأزمة (الانقسامات الداخلية في الكيان الصهيوني) ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار جديًا في الدراسة المستقبلية حول هذا العدو، وفي مثل هذه الأجواء سنشهد تصاعد الأزمة في الأراضي المحتلة واتساع نطاق الصراعات الداخلية بين الجماعات السياسية في تل أبيب".
رئيسٌ مختلّ ينافس رئيسًا معتوهًا
كتبت صحيفة "وطن أمروز" حول التطورات التي تشهدها الولايات المتحدة الأميركية في مسارها لانتخاب رئيس لها: "أخيرًا، وبعد حملة انتخابية طويلة في الولايات المتحدة، وصل "الثلاثاء العظيم" وحصل جو بايدن ودونالد ترامب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على إذن بدخول الجولة الأخيرة من الحملة الانتخابية؛ انتخابات مرتبطة بثلاث قضايا كبرى في نظر الأميركيين؛ الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية، وخاصة حرب غزة، وفاز جو بايدن، الرئيس الحالي للولايات المتحدة، ودونالد ترامب، الرئيس السابق للبلاد، في المنافسات الحزبية الداخلية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يوم الثلاثاء، والتي جرت في 15 ولاية".
وأضافت: "أهم ما في الانتخابات الأميركية التي جرت هو خصم بايدن المتمثل بالأصوات الاحتجاجية... حيث تمّ الإدلاء بالعديد من الأصوات الانتخابية داخل الحزب التي تعتبر امتناعًا عن التصويت أو احتجاجًا... وكان لحرب غزة تأثير كبير على الانتخابات الأميركية، وكان العديد من التقدميين الأميركيين، الذين يعتبرون من الجيل "Z" أو الجيل الجديد لأميركا، غاضبين جدًا من دعم بايدن الثابت لـ"إسرائيل"، هذه القضية جعلت بعض القائمين على استطلاعات الرأي يعتمدون على هذه القضية ويرون أنها السبب في تقدم ترامب الآن بنسبة 4% على بايدن في المنافسة، على أية حال، شهدت ولايات أميركية عديدة، أمس، إجراء انتخابات تمهيدية رئاسية وبناءً على نتائج فرز 90% تقريبًا من الأصوات، يبدو أن 19% من الناخبين الديمقراطيين في ولاية مينيسوتا، بدلًا من التصويت لبايدن أو غيره من المرشحين الديمقراطيين، اختاروا خيار "لا شيء" وأدلوا بصوت احتجاجي... وطلبت حركة "لا شيء" أو "عدم الالتزام" من أنصار الحزب الديمقراطي الأميركي اختيار "لا شيء" بدلًا من اختيار المرشح الذي يدعمونه في صناديق الاقتراع، وذلك للتعبير عن اعتراضهم على سياسات الرئيس".
الفائزون والخاسرون في الانتخابات
بدورها، كتبت صحيفة "همشهري" في سياق النقاش المستمر حول الانتخابات الإيرانية: "بالرغم من أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة كانت أقل من النصف إلا أن نسبة المشاركة هذه تعتبر نسبة مقبولة من وجهة نظر الأمن القومي لثلاثة أسباب: أولًا، تزايدت مشاكل الشعب الاقتصادية خلال هذه الفترة، ثانيًا، اضطرابات الخريف في العام الماضي التي مررنا بها، وثالثًا، الحملة الكبيرة على مجلس النواب وتسببت بالتأكيد في انخفاض المشاركة، إن العدو الأجنبي، في مراقبته الدقيقة لإيران، سيلاحظ بالتأكيد هذه الحسابات، وسيصل بلا شك إلى نتيجة أوضح من أي وقت مضى مفادها أن الشعب الإيراني، رغم كل كلمة وشكوى، يقف وراء نظامه، وهذا يعني قوة الردع ضد العدو الرئيسي، ولذلك فإن الفائز الرئيسي في هذه الانتخابات هو الأشخاص الذين جاءوا وضمنوا الأمن القومي للبلاد".
وأضافت: "في هذه الانتخابات لم يشارك حوالي 59% من الشعب، وأظهر بعض الأشخاص الذين جاءوا إلى صناديق الاقتراع لتعزيز النظام والبلاد احتجاجهم على الأوضاع بالإدلاء بأصوات بيضاء، ولذلك فإن الخاسر في الانتخابات عند الله هم المسؤولون الذين فشلوا خلال هذه السنوات في القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم وصلاحياتهم التنفيذية وغير التنفيذية، لكن قضية واحدة هي الأهم من كل هذه الأمور، وهي أنه على الرغم من أننا في العام الماضي بعد أعمال الشغب توصلنا جميعًا إلى نتيجة مفادها أن البلاد بحاجة إلى تحول اقتصادي وسياسي وثقافي واجتماعي، ولكن على الرغم من بعض المتابعات، لم تكن هناك خطوة مهمة في هذا الصدد".