معركة أولي البأس

الخليج والعالم

 أوضاع غزة المأساوية على أعتاب شهر رمضان المبارك محور اهتمام الصحف الإيرانية 
11/03/2024

 أوضاع غزة المأساوية على أعتاب شهر رمضان المبارك محور اهتمام الصحف الإيرانية 

تصدّرت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين (11 آذار 2024) أخبار الأوضاع الميدانية المأساوية في غزة على أعتاب شهر رمضان المبارك، كما ركّزت على الجهود في مختلف الميادين للضغط على القرار العالمي والصهيوني والأميركي لوقف الحرب الظالمة على غزة.

المستقبل لشعب فلسطين

وفي هذا السياق، كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في صحيفة "إيران": "في حالة من عدم التصديق التام وفي ظل دهشة العالم، مرّ أكثر من خمسة أشهر منذ بداية عملية الإبادة الجماعية المستمرة للنساء والأطفال والمدنيين المحاصرين في قطاع غزة، وكأنّ المحافل الدولية المسؤولة عن الأمن العالمي وحقوق الإنسان قد خضعت لأسياد الذهب والقوة والخداع، وأنّ أرواح البشر التي ذبحت وسقطت على الأرض وتُركت تحت الحطام الثقيل هي أرقام يتم احتسابها يوميًا. ما حدث في غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية هو صورة واضحة، لكن قاتلة، للحرب غير المتكافئة بين محور "الدناءة والوحشية" ومحور "الشرف "، وللأسف، فقد حدثت هذه المآسي المريرة واستمرت خلال الـ 155 يومًا الماضية، في حين كانت المنظمات والمؤسسات الدولية التي تحافظ على السلم والأمن الدوليين ومؤسسات حقوق الإنسان الواسعة، شاهدة ومراقبًا على كل هذه الجرائم والفظائع، ولكن - بالمعنى الحرفي - في إطار "الردع" ضد هذا الحجم من الوحشية وخرق القانون في عصر شعار سيادة القانون والقانون الدولي، لم يتخذوا "أي إجراء".

وتابع "إن الحكومات المطالبة بحقوق الإنسان، لم تتجنب فقط مواجهة هذا المستوى من شراسة الصهاينة، بل قدمت الدعم أيضًا، إن عالم الألفية الثالثة، الذي يطغى عليه شعار محورية الإنسان وحقوق الإنسان، يشهد منذ 155 يومًا مذبحة بحق النساء والأطفال والمدنيين في أكبر سجن بلا سقف في العالم: غزة، إن الرأي العام العالمي حزين وغاضب من غياب الإرادة الدولية أمام نظام وحشي متعطش للدماء، ولم يلتزم بأي من القواعد والقوانين التي تحكم الحروب، والسؤال هو إلى أي مدى يريد العالم أن يكون شاهدًا صامتًا على سحق الإنسانية من قبل الصهاينة الذين استهزأوا علناً بالمعايير الدولية والهياكل والقيم الإنسانية والعالمية؟!، خلال 155 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة، تم استخدام القدرة السياسية والاقتصادية والعسكرية للدول الإسلامية ضد كارثة القرن الإنسانية في أدنى مستوياتها، دول إسلامية ذات تعداد سكاني ضخم ملتزمة بالقيم الإسلامية الإنسانية، ولديها السيادة على احتياطيات الطاقة الضخمة والاستراتيجية، والهيمنة الجغرافية الواسعة في مجال النقل والاتصالات الثلاثية (الجوية والبحرية والبرية) وعشرات الإمكانات الأخرى والمزايا الفعلية يمكن أن تغطي تكاليف رفع وحشية النظام الصهيوني إلى حد الردع الفعال".

وأضاف كنعاني:" كل العالم، سواء كوحدات سياسية أو خارج التصنيفات الدولية، باعتباره "إنسانًا" مسؤول عما حدث في هذه الأشهر الخمسة في غزة وما سيحدث في المستقبل، أولًا أمام ضميرهم ثم أمام الرأي العام والتاريخ، إن كل كلمة أو موقف أو قرار سياسي أو دعم أو تعاون اقتصادي وما إلى ذلك، مما يزيد من دوافع النظام الصهيوني لمواصلة الحرب على غزة ومعاناة شعبها المظلوم، سيكون بمثابة تواطؤ في جرائم الصهاينة، وكذلك كل خطوة - ولو صغيرة - من شأنها أن تقلل من حجم معاناة ودموع النساء والأطفال والشيوخ المحاصرين بالقصف من جهة والمجاعة من جهة أخرى، وعلى الجميع، سواء أولئك الذين ناصروا بقلوبهم  مقاومة أهل غزة، أو أولئك الذين فضّلوا الصمت والنفعية على تكريم الإنسانية، أو أولئك الذين يدعمون النظام الإسرائيلي الغاشم، أن يعرفوا ذلك؛ ورغم أن غزة مظلومة وجريحة وأطفالها ينتظرون الموت جوعًا، إلا أنها تقف قوية ومعتزة ولا تفقد أملها الأسطوري في غد مشرق ينبثق من الصبر والمقاومة".

طلب المقاطعة

بدورها، كتبت صحيفة "قدس": "إنّ العقوبات والحصار الاقتصادي هي تكتيكات قديمة؛ سواء بشكل مستقل أو جنبًا إلى جنب مع القتال العسكري، فإن الأمر أكثر أهمية في عصرنا عندما تكون الحروب مجتمعة بشكل أساسي؛ وفي بعض الأحيان يكون للعقوبات الاقتصادية تأثير لا يحدث في المعركة العسكرية، الجمهورية الإسلامية وبعض الدول المستقلة الأخرى المناهضة للاستكبار هي ضحايا هذا التكتيك، هذا المستوى من العقوبات الاقتصادية تطبقه حكومات وهياكل تتمتع بالسلطة السياسية والقدرة على ممارسة الهيمنة...ومن جهة أخرى، المثال الأكثر شهرة للعقوبات الشعبية في هذا العصر، وهي حملة "عزل "إسرائيل" وعدم الاستثمار وفرض العقوبات عليها" أو مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها؛ وهذه حركة عالمية تهدف إلى الضغط على النظام الصهيوني بالروافع الاقتصادية لإنهاء احتلال فلسطين وإزالة التمييز والاعتراف بحق ملايين اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى بلادهم،  تأسست هذه الحركة عام 2005 من قبل 171 منظمة فلسطينية غير حكومية...".

وأردفت "قدس" "في إيران ربما نتقدم على العديد من الدول العربية والإسلامية التي، بفضل الثورة الإسلامية، ليس لديها أي علاقة رسمية مع النظام الصهيوني، ولكن يبدو أننا في بعض المجالات - الحكومات المختلفة والشعوب - ليس لديهم الحساسيات اللازمة؛ الحساسيات والمعتقدات المثالية التي وقعت ضحية لتأثيرات التنمية الغربية لأسباب مختلفة، كثير من الناس الذين يحاولون اتخاذ ولو خطوة صغيرة لوقف جرائم الصهاينة في جميع أنحاء العالم، في شكل حملات مختلفة، ليسوا مسلمين ولا عربًا، وقد جاءوا لدعم المظلومين في فلسطين ببساطة من باب الإنسانية والحرية، لكن القصة مختلفة بالنسبة للإيرانيين المسلمين...ومن هنا لا ينبغي أن نكتفي بالدموع والتنهدات على ضحايا عدوان واحتلال النظام الصهيوني، ينبغي على الناس أنفسهم أن يحاولوا مقاطعة مثل هذه المنتجات قدر الإمكان والمطالبة بها، على الحكومة والبرلمان توضيح الشكل الرسمي للواجبات المتعلقة بهذه الشعارات والمنتجات والشركات، وليس من المناسب أن لا يكون لإيران، التي تقف في بعض الميادين شامخة نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، كلمة في هذا الأمر".

غزة وشهر رمضان

أجرت صحيفة " جام جم"  حوارًا مع الناطق باسم الأونروا، كاظم أبو خلف، جاء فيه :" الآن، وبعد ما حدث في غزة وخان يونس، يتركز معظم سكان قطاع غزة في رفح، ولذلك فإن تكثيف الهجمات على هذه المنطقة سيخلف العديد من الضحايا، لقد تم التحذير من هذه المشكلة عدة مرات، وتضطر العائلات الفلسطينية إلى الانتقال من مساكنها كل بضعة أيام، لدرجة أن بعضهم اضطر إلى مغادرة مساكنهم المؤقتة ثماني مرات في الأشهر الخمسة الماضية...لا نملك القدرة لوصف تدهور الوضع في غزة، إننا نواجه جريمة واسعة النطاق ذات أبعاد واسعة للغاية،  ومن الأفضل في هذا الصدد الرجوع إلى بعض الإحصائيات، منها أنه قبل بدء عملية طوفان الأقصى، كانت نحو 500 شاحنة محملة بالأغذية والأدوية والاحتياجات العامة لأهل غزة تدخل إلى هذه المنطقة يوميًا من معبر رفح، ولكن في ذروة حرب غزة وبينما زادت احتياجات الغذاء والدواء عدة مرات، تعبر الحدود 89 شاحنة فقط كل يوم، وهذا يعني أن احتياجات الناس قد زادت عدة مرات (مقارنة بفترة ما قبل الحرب)، ومن ناحية أخرى، انخفضت مدخلات المواد إلى حوالى السدس، ومن هذه الإحصائية يمكن فهم المأساة المستمرة في قطاع غزة".

وأضاف:" نحن نتعرض لضغوط كبيرة هنا (غزة)، ومن الطبيعي أن يؤدي قصف غزة إلى جعل عملنا أكثر صعوبة، وكذلك الضغط الإضافي الذي تمارسه "إسرائيل"، وبينما ينصب اهتمامنا الرئيسي الآن على الهجوم على رفح وعواقبه، فإن الضغوط الدعائية والسياسية ضد الأونروا مستمرة، وتبلغ مساحة رفح حوالى 60 كيلومترًا مربعًا، ولكن يعيش فيها أكثر من مليون  و300 ألف نسمة، وينبغي فهم عمق الكارثة إذا تصاعدت هجمات النظام الصهيوني، والآن أصبح من الواضح لماذا هناك الكثير من الدعوات والجهود من جميع أنحاء العالم تطالب "إسرائيل" بعدم القيام بعمل عسكري في رفح، لأنه إذا امتدت الحرب إلى رفح، فسنواجه كارثة واسعة النطاق، وفي مثل هذا الوضع، من المؤسف أن بعض الدول والجهات الفاعلة، بدلاً من فهم هذا القلق، تحاول الحد من النشاط المؤسسي الذي يهدف إلى التخفيف من معاناة سكان غزة".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل