الخليج والعالم
السوداني: إنهاء مهام التحالف الدولي في العراق مطلب وطني عام
عادل الجبوري - بغداد
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن إنهاء مهام التحالف الدولي والتواجد الأجنبي في العراق يمثل مطلبًا وطنيًا، لا علاقة لأي طرف خارجي به، وقال: "من غير الصحيح زجّ إيران في قضية تتعلق بالوضع الداخلي العراقي".
وخلال زيارة رسمية له إلى الولايات المتحدة الأميركية، ادلى السوداني بتصريحات لعدد من وسائل الاعلام الاميركية والغربية، تطرق فيها إلى جملة من القضايا والملفات العراقية والإقليمية والدولية، موضحًا موقف بلاده منها.
وأشار إلى أن "مسألة إنهاء التحالف الدولي مطلب عراقي، وهو جزء من البرنامج الحكومي الذي صوّت عليه مجلس النواب، وهذه حقائق يجب عدم التغاضي عنها"، لافتًا إلى أن "العراق اليوم مختلف عما كان عليه قبل 10 أعوام حين تم تشكّيل التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي. ورأى أن "التنظيم لم يعد يمثل تهديدًا لأمن الدولة العراقية، إذ إن الأجهزة الأمنية وصلت إلى أعلى المستويات من الكفاءة والجاهزية والسيطرة والمحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد، لذا من الطبيعي أن تبادر الحكومة لتنظيم موضوعة التحالف الدولي وفقًا للمعطيات الجديدة والمتغيرات الحاصلة".
وفيما يتعلق بالحرب العدوانية على غزة، أكد السوداني أنه "منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/اكتوبر الماضي، كان العراق من أوائل المحذرين من خطورة استمرار هذا الصراع وتداعياته الخطيرة على المنطقة، باعتبار أنها لا تتحمل المزيد من الاضطرابات والتصدعات، وقد دعا العراق جميع الأطراف إلى الضغط لوقف ذلك التصعيد".
ولف إلى أنه "لا يمكن اختزال أوضاع المنطقة بردود الأفعال، بل إنّ هناك عملية إبادة يتعرّض لها الفلسطينيون أمام مرأى ومسمع العالم والمجتمع الدولي، الذي فشل هو ومنظوماته وقوانينه في الحفاظ على المدنيين الأبرياء، إذ إن سقوط الضحايا من النساء والأطفال أمر غير مقبول، وهو أصل المشكلة، لأنه بمجرد وقف هذه الحرب ستشهد المنطقة انفراجًا واستقرارًا".
وبدأ السوداني زيارة رسمية للولايات المتحدة الاميركية في 13 نيسان/أبريل الماضي، وتستمر حتى 19 منه، حيث التقى الرئيس الاميركي جو بايدن، ووزير الخارجية انتوني بلينكن، ووزير الحرب لويد اوستن، وعدد من كبار المسؤولين، وأعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب، ورؤساء شركات ومؤسسات أميركية متخصصة بمجالات مختلفة، فضلًا عن لقاءاته مع جموع من أبناء الجالية العراقية المقيمين في عدد من الولايات الأميركية.
وتمحورت مباحثات السوداني في واشنطن حول إنهاء الوجود الأجنبي في العراق، وتكييف العلاقات مع واشنطن وفقًا للحقائق والمعطيات الجديدة المتمثلة بدحر الإرهاب الداعشي التكفيري، واستقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية فيه، وانفتاحه الإيجابي على المحيط الإقليمي وعموم الفضاء الدولي، وكذلك تمحورت المباحثات حول سبل احتواء الصراعات في المنطقة وتجنب الانزلاق إلى المزيد من الفوضى والاضطراب جراء النهج العدواني للكيان الصهيوني والمواقف والسياسيات الغربية الداعمة له.
وكانت الادارة الاميركية قد وجهت دعوة رسمية للسوداني بعد توليه منصب رئاسة الوزراء في العراق منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، إلا أن معوقات وعراقيل سياسية وفنية عديدة حالت دون تلبية الدعوة سابقًا، علمًا أن السوداني كان قد زار منذ توليه المنصب العديد من الدول العربية والأجنبية، من بينها السعودية وإيران والكويت والأردن ومصر وقطر والإمارات وتركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا.