الخليج والعالم
تحليلٌ غربي: تزايد أثمان الدعم العلني لـ"إسرائيل" مع الوقت
قالت الكاتبتان الأميركيتان داليا داسا كاي وسانام فاكيل إن الوقائع الإقليمية التي تُعيق التعاون العربي الإسرائيلي لم تتغير كثيرًا.
وفي مقالة نُشرت بمجلة "Foreign Affairs"، أضافت الكاتبتان أن الدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" كانت بدأت تشعر بالإحباط حيال دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وتسامحه مع محاولات وزرائه من اليمين المتطرف تقويض الواقع على الأرض في القدس، وذلك قبل عملية طوفان الأقصى حتى.
كما تابعتا أن سلسلة من أعمال العنف ارتكبها مستوطنون إسرائيليون ضد فلسطينيين في الضفة الغربية في ربيع عام 2023 زادت أكثر من التوتر الإقليمي.
وتحدثتا عن تردد عربي أكبر حتى لدعم "إسرائيل" علنًا بعد أن بدأت الاخيرة عملياتها العسكرية في غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ شهد الشرق الأوسط موجة من الاحتجاجات، ما جعل القادة العرب يدركون أن التعاون العلني قد يقوض شرعيتهم في الداخل.
وأردفت الكاتبتان أن رد الفعل العربي على جولة المواجهة الأخيرة بين إيران و"إسرائيل" لا توحي إطلاقًا أن هذه المواقف تغيرت، كذلك مجموعة الدول التي يصفها العديد من الإسرائيليين "بالتحالف السني" تسعى في الواقع إلى التوازن في علاقاتها مع كل من إيران و"إسرائيل"، وحماية اقتصاداتها وأمنها، وفوق كل شيء تجنب الحرب الإقليمية الأوسع.
كما تابعت الكاتبتان أن هذه الدول ستستمر على الأرجح بوضع أولوية على إنهاء الحرب في غزة مقابل المواجهة مع إيران، وسرعان ما اتضح أن الدور العربي بالتصدي لهجوم إيران على "إسرائيل" كان محدودًا.
وأشاراتا إلى أن كلًا من السعودية والإمارات رفضتا بشكل صريح تقديم أي مساهمة عسكرية للدفاع عن "إسرائيل"، أما المسؤولون الأردنيون فقد دافعوا عن مشاركتهم باعتبارها ضرورية من أجل حماية مصالح البلاد، ولفتتا إلى إعلان الملك الأردني عبد الله الثاني أن أمن وسيادة الأردن كانا فوق كل الاعتبارات، وأن بلاده لم تتحرك من أجل مساعدة "إسرائيل".
كذلك قالت الكاتبتان أن المساعي التي بذلتها دول عربية للتصدي لإيران كانت بشكل شبه مؤكد تنطلق من رغبتها على الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة، وليس من أجل توطيد العلاقات مع "إسرائيل".
وأشارت الكاتبان إلى أن دول الخليج تعزز الانخراط مع طهران، مضيفتان أن دولًا عربية قررت قبل عملية طوفان الأقصى أن السبيل الأفضل للتعامل مع إيران هو من خلال السعي إلى التقارب بدلًا من القصاص.
ورجّحتا أن تسعى الدول العربية خلال الأشهر القادمة إلى الحفاظ على عملية التوازن هذه، بحيث ستدعو كافة الأطراف إلى ضبط النفس وينأون بأنفسهم عن المزيد من الأعمال الهجومية الإسرائيلية.
كما تحدثتا عن تزايد أثمان الدعم العلني لـ"إسرائيل" مع مرور الوقت، خاصة إذا ما دخلت القوات الإسرائيلية إلى مدينة رفح، حيث لجأ مئات آلاف الفلسطينيون.
وبحسب الكاتبتيْن، مساعي الدول العربية لتطبيع العلاقات مع إيران ازدادت وتيرتها منذ بدء الحرب في غزة، بينما توقفت محاولاتها لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
وقالت الكاتبتان إن الدول العربية لا تريد الانضمام إلى تكتل معادٍ بشكل صريح لإيران وداعميها العالميين مثل روسيا، وذلك على الرغم من أن لدى الدول العربية مصلحة بالحفاظ على علاقات "دفاعية" وطيدة مع واشنطن، وهذه الدول تفضل علاقات إقليمية ودولية متوازنة، وليس "إحراق" جسور التواصل.
وتحدثتا عن ضرورة أن يقلل العالم من مستوى توقعاته على صعيد توثيق التعاون بين الدول العربية و"إسرائيل".
وإذ توقعتا استمرار التعاون بين الجانبين في مجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل الطاقة والتغير المناخي، استبعدتا انعقاد لقاءات إقليمية على مستوى رفيع التي تكشف إلى العلن الانخراط السياسي مع "إسرائيل"، الا في حال أوقفت الأخيرة حربها على غزة.
وقالت الكاتبتان إن المساعي العربية للحفاظ على الروابط الاقتصادية مع "إسرائيل" ستبقى محدودة حتى ذلك الحين، وأضافتا أن الاستراتيجية الأكثر واقعية على الأمد القريب هي التي تضع أولوية على دعم قدرة الدول العربية على لعب دور الوساطة ومنع اندلاع النزاعات المستقبلية بين إيران و"إسرائيل".